الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: مواقف متميزة للسيد رئيسي من الرياض.. ومقترحات عملية لإنهاء العدوان على غزة
ركزت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأحد 12 تشرين ثاني 2023 على ما جاء في كلمة رئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي في القمة العربية الإسلامية الطارئة التي عقدت في الرياض، وبالخصوص على ما أكد عليه رئيسي من مقترحات عملية عشرة لمساندة أهالي غزة والخروج من العدوان المفروض عليها، كما تصدر الصحف الإيرانية اليوم قراءة خطاب السيد حسن نصر الله وبالخصوص ما ذكره من رسائل موجهة إلى الولايات المتحدة الأميركية من أن العدوان على غزة يجب أن يتوقف كي لا تتوسع المعارك إلى مستوى إقليمي.
التاريخ المعاصر ورواية علاقة النظام البهلوي بالكيان الصهيوني
في هذه الأيام ولأجل مناسبة العدوان الصهيوني على غزة، والمواقف الدبلوماسية اليومية الإيرانية الداعمة للقضية الفلسطينية والمساعي الدائمة للحكومة لوقف العدوان، نشرت صحيفة " إيران" حوارًا مفصلًا مع الدكتور موسى حقاني، مدير معهد تاريخ إيران المعاصر حول العلاقة التي كانت بين محمد رضا بهلوي في النظام الملكي البائد في إيران قبل انتصار الثورة وبين الكيان الصهيوني، وقد ذكرت : " يرتبط تاريخ الشرق الأوسط في العصر الحديث بالاحتلال الإسرائيلي والصراعات التي خلقها هذا النظام في المنطقة، وفي بداية قيام هذا النظام غير الشرعي لم تعترف به الدول والشعوب الإسلامية، وفي مثل هذا الوضع، كان هذا النظام الغاصب يحتاج أكثر من أي شيء آخر إلى حليف غير عربي في المنطقة حتى يتمكن من تعزيز نفسه ضد الجبهة العربية، وكانت إيران البهلوية هي الخيار الأفضل لمصالح إسرائيل في ذلك الوقت، لأنها كانت تعتمد بشكل كامل على أمريكا، ولهذا السبب أصبح النظام البهلوي أكبر حليف لإسرائيل في المنطقة بما يتماشى مع سياستها السياسية والاقتصادية والعسكرية الخاضعة لأمريكا".
وبحسب حقاني " تم إنشاء الكيان الصهيوني بشكل أساسي من قبل بريطانيا والغرب في منطقة كانت تعتبر قلب الأمة الإسلامية، ومن المؤكد أن إسرائيل كانت بحاجة إلى حلفاء وأصدقاء في هذه المنطقة للعب دور فيها، كما أكد بن غوريون، رئيس وزراء إسرائيل المحتلة في ذلك الوقت، أنه لا بد من السعي إلى التواصل والتحالف مع الدول غير العربية في المنطقة، ولم تعترف أي دولة عربية بإسرائيل في البداية، وكان الجميع ضد وجود هذا الاحتلال.. إلا أن النظام البهلوي الإيراني اعترف بالكيان الصهيوني بعد عام ونصف من تأسيسه وأصبحت الحكومة البهلوية أحد أذرع تشكيل الدولة اليهودية في المنطقة، لدرجة أنها أصبحت مركزًا مهمًا لنقل وعبور يهود المنطقة إلى فلسطين، ولذلك كان النظام البهلوي مرتبطا وجوديا بالصهيونية لأن وجوده كان مرهونا بأمريكا، وكلما زاد هذا الاعتماد على أمريكا ظهر الارتباط بالصهيونية بشكل أكبر".
وختم حقاني: " لقد كان نهج إسرائيل تجاه إيران دائما استغلالا من جانب واحد، فقبل العلاقة مع إسرائيل، كنا نصدر المنتجات الزراعية إلى فلسطين، ولكن بعد ذلك كنا نستورد حتى الدجاج والبيض من إسرائيل، وهذا النوع من العلاقات التجارية الأحادية الجانب، أكثر من أي شيء آخر، يحرك عجلة الاقتصاد الإسرائيلي الناشئ.. بشكل عام، كانت سياسة أمريكا هي جعل اقتصاد وسلاح دول المنطقة يعتمد على إسرائيل، وهي سياسة مستمرة حتى يومنا هذا تجاه الدول الحليفة لأميركا في المنطقة، ولذلك، في جميع التبادلات التجارية والعسكرية، كانت مصالح إسرائيل هي الهدف الرئيسي".
نظرة على القمة العربية الإسلامية وخطاب السيد رئيسي
بدورها كتبت صحيفة "جام جم" في تقاريرها حول القمة العربية الإسلامية: " كان الجزء الأكثر أهمية في هذا الاجتماع هو الخطاب المؤثر الذي ألقاه السيد إبراهيم رئيسي، الذي قدم خطة من 10 نقاط عملية للقمة، وإذا أخذت هذه المقترحات بعين الاعتبار، فمن المؤكد أنه سيتم إنشاء آلية عملياتية لإنهاء جرائم جيش النظام الصهيوني".
وبحسب حسن هاني زاده، المحلل السياسي في صحيفة "جام جم": " للأسف أثبتت التجربة أن أغلب رؤساء الدول الإسلامية والعربية في مثل هذه اللقاءات لا يطرحون أي حلول عملية لإنهاء الأزمات المتعلقة بالمجتمعين الإسلامي والعربي، كما أن أغلب مواقفهم نظرية، ولهذا السبب كان خطاب الرئيس الإيراني مهماً ومؤثراً جداً، وهو ما لاحظته وسائل الإعلام الإقليمية، ولذلك، يبدو أنه في حال تنفيذ هذه المقترحات والحلول سيكون هناك طريق لإنهاء الصراع في غزة، وإلا فلا ينبغي لنا أن نتوقع نتيجة كبيرة من اجتماع رؤساء الدول الإسلامية؛ لأن خطاب قادة الدول العربية والإسلامية يظهر أنه ليس لديهم أي حلول عملية وميدانية".
وأما بالنسبة لسائر الكلمات التي أٌلقيت، فقد كتبت "وطن أمروز" تقريرها التحليلي حولها بعنوان "الخيانة!"، وجاء فيه: " شعوب العالم الإسلامي كافة تتطلع إلى "اجتماع رؤساء الدول الإسلامية" لاتخاذ "إجراءات عملية" لإنهاء حرب غزة وهجمات النظام الصهيوني على هذا القطاع، أو على الأقل فتح معبر رفح لإدخال المساعدات الإنسانية للشعب الفلسطيني، لكن لم يتلفظ أي من زعماء الدول العربية وتركيا بكلمة عملية لمواجهة تل أبيب".
وتابعت: " يمكن للدول الإسلامية توجيه ضربة قاتلة للنظام الصهيوني من خلال فرض عقوبات شاملة على النظام الصهيوني وإغلاق مجالها الجوي أمامه، فضلاً عن قطع العلاقات الاقتصادية مع تل أبيب، ومن ناحية أخرى، يمكن لمصر أن تلعب دوراً بارزاً في مساعدة سكان غزة من خلال إعادة فتح هذه الحدود وتوصيل الغذاء والدواء، ولكن في قمة الأمس، باستثناء إيران وسوريا، اللتين ركّزتا على الدعم الشامل والعملي لشعب غزة، لم يتحدث أي زعيم دولة أخرى بكلمة عملية تحررية تنفع شعب غزة، مما يدل على سلبية وتقاعس الرؤساء".
إشارات تدل على الفشل الاستراتيجي الإسرائيلي
أما صحيفة "كيهان" فقد ذكرت في متابعاتها للحرب الميدانية على أرض غزة:" لقد مر على بداية الحرب الصهيونية الظالمة على قطاع غزة الأسبوع الخامس، في حين لم يتم الوصول إلى تحقيق أي هدف رئيسي من بنك الأهداف الذي حدده الصهاينة لأنفسهم، حيث كان الهدف الاساسي لهم هو اقتلاع المقاومة لا سيما حماس".
وتابعت: " إن تفريغ غزة من المقاومة الفلسطينية كان هدفاً دولياً وإقليمياً متفقاً عليه، وقد تم تصميمه قبل فترة طويلة من عملية طوفان الأقصى الضخمة، وقد تم تسريب وثيقة من داخل حكومة نتنياهو تشير إلى أنهم يعتبرون المقاومة الفلسطينية أهم عائق أمام مشروع التطبيع العربي الإسرائيلي، ولذلك تعتبر إزالة المقاومة الفلسطينية شرطا ضروريا لإحياء عملية التطبيع".
وختمت: " الحرب بين المقاومة والجيش الإسرائيلي في غزة بدأت للتو ولم تصل إلى منتصف الطريق بعد، وعلى هذا فإن مصير الصراعات الحالية لا تحدده المفاوضات السياسية بين الأطراف الغربية والعربية، بل إن المؤشرات تدل على أن الحرب ستحافظ على اتجاهها التصاعدي في الأسابيع المقبلة وأن المفاوضات السياسية لن يكون لها تأثير كبير".