الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الولايات المتحدة تتحمّل مسؤولية قتل الفلسطينيين
تصدرت الصحف الإيرانية، اليوم الخميس 09 تشرين الثاني 2023، التحليلات حول الدور الأميركي الأساسي في الحرب على غزة، سواء من الناحية العسكرية أو الإعلامية أو في ميدان الأمم المتحدة.
لماذا تتحمّل أميركا مسؤولية قتل الفلسطينيين؟
صحيفة "وطن أمروز" قالت: "منذ بداية عملية "طوفان الأقصى" والحرب التي بدأها النظام الصهيوني ضد أهل غزة دافعت حكومة الولايات المتحدة عن النظام الصهيوني بكل إصرار. ووفرت له أنواع المعدات الدفاعية والعسكرية" كافة، مضيفةً: "لقد ترك قادة الإدارة الأميركية أيدي الصهاينة مطلقة لقتل المدنيين، وإن قضية دعمها غير المشروط للكيان الصهيوني بالرغم من كل هذه الجرائم ضد الإنسانية والتشكيك في حقوق الإنسان والقوانين الدولية، تركت العديد من المفاجآت والأسئلة للرأي العام في جميع أنحاء العالم، فبعد 75 عامًا، أصبح الإعلام الأميركي مضطرًا الآن إلى الحديث عن أسباب دعم الولايات المتحدة للكيان الصهيوني من دون قيد أو شرط".
وتابعت: "تشير بعض وسائل الإعلام إلى الكلمات القديمة للرئيس الأميركي جو بايدن، والذي أشار بصفته عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي في وقتها، إلى أنه من أجل المصالح الوطنية للولايات المتحدة، إذا لم تكن "إسرائيل" في الشرق الأوسط، ينبغي لأميركا أن توجِد "إسرائيل.، ويعتقد بايدن أن دعم "إسرائيل" هو نوع من الاستثمار لأمن الولايات المتحدة، لكن نظرة سريعة على استثمارات الولايات المتحدة في الأسلحة والمال في الأراضي المحتلة تظهر أن هذا الاستثمار لم يكن له سوى تكلفة على الولايات المتحدة، وبناء على ذلك، فقد ذكرت إذاعة صوت أميركا مؤخرًا، في تقرير لها، أن دعم أميركا للنظام الصهيوني في الحرب مع غزة وقتل المدنيين تسبب في عزلة أميركا في العالم وارتفاع المشاعر المعادية لأميركا في العالم".
وبحسب "وطن أمروز"، فإنّ: "الدعم غير المشروط الذي تقدمه الولايات المتحدة للصهاينة دفع المسؤولين في حكومة بنيامين نتنياهو إلى محاولة استخدام تجارب الأميركيين لتسويغ القتل الجماعي لشعب غزة، وباستخدام أمثلة الحروب الأميركية في الفلوجة والموصل، وحتى هيروشيما وناغازاكي، ويعلنون علنًا أنهم تعلموا قتل المدنيين من زعيمهم الروحي الجيش الأميركي. فقد حاول النظام الصهيوني مرارًا وتكرارًا استخدام التاريخ لتسويغ هذه الجرائم في مواجهة الانتقادات الدولية بشأن عمليات القتل الوحشية التي شنها في غزة، لقد شبّه المتحدثون الرسميون وقادة النظام الصهيوني ذات مرة "حماس" بقوات البعث العراقية، ودعوا إلى حرب مثل معركة الفلوجة للقضاء عليها، واستشهدوا مرة أخرى بالهجوم الذري وقع على هيروشيما وناغازاكي مثالًا للتعبير عن ذلك".
وقالت إن: "إلقاء آلاف الأطنان من القنابل على رؤوس أهل غزة، وهو ما يعادل القنبلتين الذريتين هيروشيما وناغازاكي، ليس بالأمر الغريب، ومؤخرًا، تحدث قادة النظام الصهيوني عن حصار ستالينغراد في الحرب العالمية الثانية لتسويغ حصار غزة وقطع المياه والكهرباء وعدم إيصال الغذاء إلى هذه المنطقة. وفي الوقت نفسه، يقارنون هجوم "حماس"، في السابع من تشرين الأولن بحادث 11 أيلول في الولايات المتحدة لتسويغ إراقة الدماء اللاحقة في غزة، مثل عمليات القتل الجماعي التي شنتها الولايات المتحدة في أفغانستان والعراق بعد أحداث 11 أيلول. لكن الشيء الوحيد الذي لم يذكر في هذا هو أن سفك الدماء والقتل الجماعي لأميركا في دول المنطقة، وخاصة أفغانستان والعراق، أو حتى الحروب الأقدم مثل فيتنام والهجمات الذرية على المدن اليابانية، لم يقدّم له أي منها مسوّغ مناسب من الأميركيين، ولم يصل الأمر بهم إلى تحقيق أهدافهم".
وفي السياق نفسه، لفتت صحيفة "همشهري" إلى أن "سلطات "تل أبيب" ووسائل الإعلام الصهيونية ضختا الكثير من الأكاذيب ذات الأهداف المحددة للرأي العام العالمي، من أن "حماس تقطع رؤوس الأطفال" إلى "استهداف مستشفى المعمداني بصواريخ المقاومة" وغيرها من هذه الأكاذيب، لكن مسيرة التطورات ونشاط الإعلام المستقل أفقدت هذه الأكاذيب فعاليتها؛ وحتى الآن، فإنّ أيدي "تل أبيب" فارغة في هذا المجال".
وتابعت الصحيفة: "في غضون ذلك؛ لا بد من الإشارة إلى بعض النقاط حول مشروع "التزييف" الذي يمارسه النظام الصهيوني، ومن أهم النقاط حول أكاذيب "تل أبيب" جذور هذا التوجه في التعاليم الصهيونية. وجاء في بعض الكتب الصهيونية أن "الكذب يمكن الرد عليه بالكذب" ولذلك نجد أن النهج الكاذب الذي تتبعه السلطات الإعلامية والسياسية في "تل أبيب" هذه الأيام متأصل في التعاليم الصهيونية. فإذا نظرنا إلى عقود الاحتلال النظام الصهيوني، نجد أن "الأكاذيب" كانت دائمًا إحدى الأدوات الرئيسة التي استخدمها مؤسسو هذا النظام؛ وهو نهج يمكن رؤيته حتى في الخطوات الأولى لترسيخ الاحتلال في "وعد بلفور". وهذا الإعلان مبني على "أكاذيب" لتسويغ سرقة الأراضي الفلسطينية. ونقطة أخرى مهمة هي عقود من التأثير الإعلامي للصهاينة في الهياكل الإعلامية في الغرب، وهو أساس أكاذيبهم المنهجية، فقد استمر هذا الكيان ببناء هياكل وأطر مختلفة على مدى العقود الماضية؛ ولذلك، فإنّ التأثير الفعال للنظام الصهيوني في وسائل الإعلام العامة في الغرب قد ترك لهذا النظام الحرية في غرس أكاذيبه التي صنعها بنفسه".
وختمت الصحيفة: "في التطورات الراهنة في الأراضي المحتلة، هناك نقطة واحدة تلفت الانتباه أكثر من أي شيء آخر؛ أنه في الساعات الأولى من عملية "طوفان الأقصى" نجح الصهاينة باستخدام نفوذهم الإعلامي في الغرب وأداة "الأكاذيب" في التأثير على الرأي العام على المستوى العالمي أو "عقل العالم"، ولمّح إلى أن "حماس ارتكبت جريمة". لكن تبيّن فيما بعد أن كل هذه الأخبار كاذبة؛ من رواية قطع رؤوس الأطفال إلى قصة مستشفى المعمداني، وشهدنا تحييد استثمارات "تل أبيب" في هذا المجال.
وبالنظر إلى التطورات في الأراضي المحتلة، نجد أن النظام الصهيوني حاول في البداية استخدام الأدوات المستخدمة في حروب الجيل الخامس (الحرب الهجينة) التي تشكّل العمليات النفسية والإعلامية جزءًا أساسيًا منها، لكنه بعد فشله في هذا المجال، تراجع خطوة إلى الوراء وذهبت إلى حروب الجيل الرابع (التفجيرات الضخمة) وتحوّل الآن إلى حروب الجيل الثالث (حرب المدن)، وارتكزت استراتيجية النظام الصهيوني على فرضية أنهم سيؤثرون أولًا على الرأي العام بأكاذيب واسعة النطاق، وبعد ذلك ستصل المساعدات الغربية، وسيتم إعداد منصة مناسبة للإبادة الجماعية الجماعية في الأراضي المحتلة، في البداية كانت هذه الإستراتيجية ناجحة إلى حد ما وشاهدنا تدفق المسؤولين الغربيين إلى الأراضي المحتلة، لكن فيما بعد انقلبت عملية التطورات وشهدنا موقف العديد من المسؤولين السياسيين في العالم ضد رغبات وأراء "تل أبيب"".