معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: المقاومة الفلسطينية باتت كابوسًا للمحتلين
08/11/2023

الصحف الإيرانية: المقاومة الفلسطينية باتت كابوسًا للمحتلين

لا تزال الصحف الإيرانية تواكب باستمرار الحرب العدوانية على غزة، وتكثر التحليلات والأخبار حول مدى تورط الدول الأوروبية مع أميركا في الإبادة الجماعية بغزة.

قطع رأس الإنسانية عند أقدام الصهاينة

وبسياق فضح الإجرام الصهيوني المتواصل، قال أمين عام المجلس الأعلى للثورة الثقافية في الجمهورية الإسلامية في إيران الشيخ عبد الحسين خسروبناه  بصحيفة "وطن أمروز" إن "النظام الصهيوني الذي أسسته بريطانيا ثم حظي بدعم متواصل من الولايات المتحدة الأميركية والاتحاد الأوروبي هو نظام مناهض للإسلام بنسبة 100% ويسعى إلى محاربة العالم الإسلامي، وقد تم تحديد مكان قتاله في فلسطين المحتلة، لذلك قال الإمام الخامنئي مرارًا وتكرارًا "إن القضية الفلسطينية هي قضية العالم الإسلامي الأولى، وإذا كنا لا نعتبر قضية فلسطين هي القضية الأولى للعالم الإسلامي، فهذا يعني أنّ العالم الإسلامي وإقامة الدين وقوته لا يهمنا، ولهذا السبب فإن القضية الفلسطينية ترتبط ارتباطًا وثيقًا بتوحيد العالم الإسلامي، فإذا نسيت القضية الفلسطينية فإن توحيد العالم الإسلامي سيتضرر ويهتز حتمًا".

وأضاف: "اليوم، لا تعتبر فلسطين دولة إسلامية مظلومة فحسب، بل تعتبر هذه الدولة محور وخط المواجهة لهجمات النظام الصهيوني على العالم الإسلامي، إذ يمارس الصهاينة عليهم أي نوع من الضغوط الاقتصادية والسياسية والأمنية حتى يتضرّر العالم الإسلامي، لأن النظام الصهيوني يريد التغلب على مطلب العالم الإسلامي وهو استقلال فلسطين، وهذا خطير جدًا"، مردفًا: "في سياق رد فعل العالم الإسلامي على جرائم النظام الصهيوني، لا بد من التمييز بين الدول الإسلامية وحكومات الدول الإسلامية، وللأسف فإن الحكومات تتصرف بشكل ضعيف، باستثناء جمهورية إيران الإسلامية، فإن بقية الحكومات عادة ما تدافع عن فلسطين بدافع الضرورة وأحيانًا لمصالحها السياسية والحزبية الخاصة، مضافًا إلى أنه يمكننا أن نرى أنها أقامت علاقات مع النظام الصهيوني ولها سفارات في "تل أبيب"، بينما قامت شعوب الدول الإسلامية وحتى غير الإسلامية، مسلمين وغير مسلمين الذين يعيشون في أميركا وكندا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا ودول أوروبية أخرى، بمظاهرات عظيمة ضد النظام الصهيوني".

وقال إن "شعوب الدول الإسلامية أمة واعية ومستيقظة، وهي حساسة لقضية فلسطين وتشعر بالاشمئزاز من النظام الصهيوني".

وتابع الشيخ خسروبناه: "تدعم الدول الغربية مثل الولايات المتحدة وكندا والاتحاد الأوروبي النظام الصهيوني باعتبار أن دعم هذا الكيان هو دعم استراتيجي، أي أن دعمهم ليس تكتيكًا يواجهون به ظاهرة ويضطرون إلى دعمه، بل هو دعم استراتيجي وأيديولوجي، إن الأيديولوجية الليبرالية والأيديولوجية المادية لهذه الدول تجعلها تدعم النظام الصهيوني، لأن النظام الصهيوني هو نظام استحوذ فكريًا على أيديولوجيات مختلفة، لقد قام النظام الصهيوني بالتنظير للعنف بشكل كامل، ويفسرون القتل الجماعي لأهل غزة والإبادة الجماعية لهم على أنها إنسانية ويقولون إنهم ليسوا بشرًا ولا تنطبق عليهم حقوق الإنسان، ومن ناحية أخرى، فإن تحركات الدول الغربية ودعمها ضد جرائم النظام الصهيوني تظهر أنها لا تؤمن حتى بمطالباتها الإنسانية والأخلاقية".

وأشار إلى أن "شعارات حقوق الإنسان والإنسانية شعارات منافقة وهم أنفسهم لا يؤمنون حتى بقيمهم الخاصة ولا يؤمنون بالتفكير الإنساني والقيم الأخلاقية، ولهذا يقدمون أسلحتهم للكيان الصهيوني، وقد وصل دعمهم لهذا النظام المشين إلى حد وصول القادة الأميركيين إلى الأراضي المحتلة وتوليهم قيادة الحرب ضد غزة، إنهم يستخدمون جميع أنواع الأسلحة لقتل شعب غزة المظلوم والأبرياء، ولا يسمحون حتى بإيصال الغذاء والدواء والمرافق الطبية إلى شعب غزة، وكل هذا يدل على ضعفهم وفشلهم، لو لم يكونوا ضعفاء، لو لم يتعرضوا للإذلال، لما ارتكبوا بالتأكيد مثل هذه الجرائم اللاإنسانية".

أعجوبة المقاومة في غزة

وفي سياق متصل، قالت صحيفة "وطن أمروز" إن "غزة أصبحت مسرحًا لكسر كل الفرضيات، حتى أكثر الناس تشاؤمًا في العالم لم يكن يتصور أن النظام الإجرامي المتعطّش للدماء سيقتل الأطفال يومًا ما أمام العالم بهذه الطريقة ويقول إنه دمر أهدافًا عسكرية، لا يكاد يتصور أحد أن المحتلين بعد قطع المياه عن 2 مليون و500 ألف شخص أمام الكاميرات، قالوا إننا ذاهبون إلى حرب حيوانات بشرية، وحتى الأشخاص الذين قرأوا تاريخ جرائم النظام الصهيوني لم يخمنوا أن المحتوى الأكثر إنتاجًا على شبكات التواصل الاجتماعي الإسرائيلية هذه الأيام هو السخرية من النساء الفلسطينيات اللاتي يجلسن في حداد على أطفالهن، فغزة هذه الأيام هي مسرح فشل كل الافتراضات".

وأضافت: "بالتوازي مع المشاهد المؤلمة التي خلقتها الوحوش الصهيونية في غزة، هزت حركة المقاومة جسد جيش مدجّج بالسلاح، بعد الضربة التي لا تُنسى والتي لا يمكن إصلاحها للأبطال الفلسطينيين في "طوفان الأقصى"، رافق ذلك دخول الجيش الصهيوني إلى أجزاء من قطاع غزة المحاصر منذ 15 عامًا، ومن بين الصور التي صدرت من المعركة البرية في غزة، صور لشبان يرتدون سراويل رياضية يخرجون من أنفاق المقاومة تحت الأرض ويدمّرون دبابات الميركافا"، مردفة: "من بين جميع الافتراضات التي فشلت، فشل الافتراض القائل إن الصهيونية لا تقهر في المقام الأول، أولئك الذين ارتكبوا العديد من الجرائم على مدى عقود عديدة لإثبات مناعتهم، عليهم الآن أن يعترفوا بأنهم فقدوا هذا الأمر في مواجهة الشباب المقاوم، مصطلح "الحرب مع الأشباح" عبارة مألوفة لدى الغزاة، ولأول مرة، كانوا في معركة برية مع قوات المقاومة اللبنانية، عندما شعروا أنهم يقاتلون مع أشباح ظهرت دفعة واحدة ثم لم يبق لهم أي أثر في أعينهم، عندما دخلت الميركافا الصهاينة الرائعة سهل الخيام اللبناني في حرب تموز، كان كل شيء يشير إلى عدم وجود قوة حية أمامهم، ولكن كل بضع ساعات كانت إحدى هذه الميركافا تحترق مع جنودها، وخرج الشباب من تحت الأرض ليخرجوا السلاح الحربي الأكثر رمزية لدى المعتدين عن المواجهة، في حرب الأشباح ليس أمام الصهاينة خيارًا سوى الهزيمة".

وتابعت أن "تعميم نموذج المقاومة في فلسطين، وخاصة في قطاع غزة، جعل قتال المقاومة مستحيلًا بالنسبة للمحتلين، لقد حاول الصهاينة، وبدعم دولي، طوال عقود طويلة، منع الفلسطين من تحقيق وحدة أراضيهم؛ وعلى النقيض من الحلم المتفائل لأنصار التسوية الذين توصلوا إلى اتفاق أوسلو بشأن إقامة دولة فلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، فقد دمر الصهاينة عمليا الوحدة الجغرافية للضفة الغربية غير المسلحة من خلال بناء المستوطنات، ومن بين الأدوات التي تم مهاجمتها لمنع الوجود الإقليمي الفلسطيني، كانت "إسرائيل" مهتمة أكثر بإبقاء الفلسطينيين غير مسلحين، في هذا المجال، على الرغم من أن فلسطين لم يكن لديها جيشا كلاسيكيا أبدًا، إلا أنها في ميدان العمل، من خلال تعميم الكفاح المسلح، نظمت شبكة مؤثرة للمقاومة".

وقالت إن "النظام الصهيوني، الذي هزم الجيوش العربية المجهزة تجهيزًا جيدًا في عدة حروب، يواجه الآن شبكة مقاومة يمكن أن تفاجئه فجأة، مثل "طوفان الأقصى"، وتوجه الضربة الأكثر تاريخية لوجوده، واليوم، لا تملك المقاومة الزي العسكري المشترك، بل بالزي الرياضي، تدمر بشجاعة المعدات العسكرية لجيش له تاريخ في هزيمة عدة جيوش عربية كبيرة، إن عملية المقاومة هي نتاج الخبرة والوعي التاريخي للفلسطينيين الذين جربوا كل الخيارات المتاحة في العقود السبعة الماضية، وأصبحت هذه المقاومة كابوسًا للمحتلين؛ ولهذا السبب، وبعد كل تهديد رسمي من السلطات الصهيونية بتدمير "حماس"، يقول محللو هذا النظام بصوت هادئ: "هذا غير ممكن"،  وقد اعترف أبو عبيدة الناطق باسم كتائب القسام منذ فترة أن 85% من أبناء هذه الكتيبة هم من الذين فقدوا والديهم خلال هجمات الاحتلال والآن كبروا وقلوبهم تحترق في لهيب الانتقام، الشبان الذين دمروا ميركافات الصهاينة بسراويل رياضية وأدخلوهم في الظلام في "طوفان الأقصى" وتحولت إلى كابوس شبحي، هم أبناء الشبان الذين لم تصل حجارتهم إلى أي دبابات أو أفراد، إن انتشار المقاومة وعملية تعميمها لن يسمحا لهذا الخط من النضال بالفشل".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم