الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الدبلوماسية الأميركية في أصعب أيامها
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الاثنين (6/11/2023) الضوء على لقاء جمع آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي ورئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية في طهران، وتحدّث عن التحركات الشعبية العالمية المستمرة لتأييد القضية الفلسطينية وللضغط من أجل وقف إطلاق النار، فيما تناولت تقارير حول المعارك الميدانية الجارية في غزة والبطولات التي يسجلها المقاومون في الميدان.
وتطرقت الصحف الإيرانية اليوم الى مساعي السلطات القضائية (الإيرانية) لجمع وتهيئة الوثائق التي تدين العدو الصهيوني، استعدادًا لتقديمها أمام المحاكم الدولية من أجل الضغط على كيان الاحتلال.
طوفان في واشنطن
ورأت صحيفة "وطن أمروز" أن "السياسة الخارجية الأميركية تمر بأصعب أيام في تاريخ الدبلوماسية الأميركية، إذ أدخلت معركة "طوفان الأقصى" إدارة بايدن (الرئيس الأميركي جو بايدن) في دوامة لا تنتهي، فقد استنزفت الأحداث في غزة والجرائم المجنونة التي يرتكبها جيش العدو عبر تنفيذه إبادة جماعية ممنهجة للفلسطينيين بشكل عام مصادر القوة والسياسة الخارجية لإدارة بايدن".
وأضافت الصحيفة أن "آلة القتل التابعة للكيان الصهيوني تجاوزت كل حدود الوحشية والجريمة، لدرجة أن فريق السياسة الخارجية للحكومة الديمقراطية الأميركية لم يتمكّن من الدفاع عن "إسرائيل" ولجأ إلى تقديم الحجج السابقة من أجل خلق غطاء للمبرّر الأخلاقي لجرائم الحرب الأخرى التي يرتكبها الكيان"، وقالت: على الرغم من ذلك لم تكن هذه الحجج فعّالة بل أغرقت البيت الأبيض في الوحل، فالصور التي تبث من الولايات المتحدة الأميركية لا تظهر إلا أقصى قدر من الكراهية لـ"إسرائيل"، خصوصًا أن مظاهرات حاشدة مناهضة لـ"تل أبيب" نظمت في معظم الولايات بالبلاد".
وتابعت: "عرض الأيدي الدموية التي همشت تمامًا خطاب أنتوني بلينكن وزير الخارجية الأميركي في جلسة استماع في "الكونغرس"، في بلد يعتبر الوطن الثاني للصهاينة، كل هذه الأمور وأمثالها ستبقى بمثابة زلزال سياسي ودبلوماسي للسياسة الخارجية الأميركية، التي يقوم مبدأها الأساسي والثابت على الدعم الشامل لـ"إسرائيل"".
وبحسب "وطن أمروز"، "يتعيّن على السياسة الخارجية لحكومة بايدن الآن أن تقاتل على عدة جبهات صعبة، فقد جرّ الكيان الصهيوني مرة أخرى الإدارة الأميركية إلى مستنقع الشرق الأوسط، وهذه المرة تواجه واشنطن قيودًا بنيوية في منح الإذن لـ تل أبيب" بالتقدم في الحرب"، لافتة إلى أن "فريق بايدن غير قادر على إقناع الرأي العام، وحتى مواقف دبلوماسيي وزارة الخارجية تظهر ضياعًا أيضًا، ويظهر هذا من خلال وجود فجوة واسعة في الدبلوماسية الأميركية في ما يتعلق بحرب غزة"، وذكرت أن "تقارير بعض الصحف الأميركية تظهر أن الحكومة تواجه موجة متزايدة من الانتقادات واستقالات موظفي وزارة الخارجية".
وقالت إنّ "الاحتجاجات المتزايدة في وزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي والمؤسسات الأميركية الأخرى - التي تم التعبير عنها في أكثر من 12 مقابلة مع مسؤولين حاليين وسابقين في بعض المجلات والوسائل الإعلامية الغربية - كانت مصحوبة برد فعل عنيف قوي ضد سياسات بايدن".
وفي سياق متصل، كتبت صحيفة "قدس": "على الرغم من دعم الغرب الواضح والكامل للإبادة الجماعية في غزة، إلا أنّ صرخة الجماهير الشعبية ترددت أمس في جميع أنحاء العالم لتسجل عمق الاختلاف بين الرأي العام ونهج الحكام الأميركيين والأوروبيين، وتصنع نهاية أسبوع تاريخية لدعم فلسطين"، موضحة أن "آلاف الأميركيين تجمعوا أمس في شوارع واشنطن العاصمة وهتفوا دفاعًا عن فلسطين ووقف إطلاق النار في غزة، ووصفت بعض المصادر المظاهرة الأخيرة بأنها واحدة من أكبر الأعمال المناهضة للحرب في تاريخ الولايات المتحدة المعاصر، وأكبر مسيرة لدعم فلسطين في تاريخ هذا البلد، إذ يُقدّر عدد المشاركين في المظاهرات المناهضة للصهيونية في واشنطن بأكثر من 200 ألف شخص".
وذكرت "قدس" أنّ "المتظاهرين في واشنطن يحتجون تحت شعار "فلسطين حرة"، مطالبين بوقف المساعدات الأميركية للكيان الصهيوني ووقف إطلاق النار في غزة"، مشيرة إلى أنهم (المتظاهرون) وضعوا الكوفية على تمثال بنيامين فرانكلين مؤسس الولايات المتحدة في واشنطن".
وأضافت أن "ما لا يقل عن 50 موظفًا حكوميًا وعددًا كبيرًا من أعضاء "الكونغرس" كانوا حاضرين بشكل علني في المسيرة المذكورة، وفي وقت سابق كان عدد من المسؤولين الأميركيين قد استقالوا احتجاجًا على دعم الحكومة الأميركية لجرائم الكيان الصهيوني"، لافتة إلى أن "مظاهرات مؤيدة لفلسطين نظمت في مدن أخرى من سان فرانسيسكو إلى لوس أنجلوس ونيويورك، كما خططت المجموعات الطلابية المؤيدة للفلسطينيين لتنظيم مظاهرات في حرم جامعاتهم".
توسع الدبلوماسية الإيرانية إلى السلطات القضائية
هذا وأشارت صحيفة "مردم سالاري" إلى أن "رئيس السلطة القضائية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية غلام حسين محسني آجي رسالة إلى رؤساء المؤسسات القضائية في الدول الإسلامية، قدم فيها اقتراحات لاستخدام قدراتهم القانونية لدعم الشعب الفلسطيني في التعامل مع الجرائم المرتكبة من قبل الكيان الصهيوني".
وتابعت أن "رئيس السلطة القضائية دعا المؤسسات القضائية في الدول الإسلامية إلى الاستفادة من القدرات القانونية الموجودة والحصول على دعم حكومتنا الموقرة، لبذل قصارى جهدنا للتخفيف من معاناة هذا الشعب المضطهد ومواجهة الجرائم التي يرتكبها النظام الصهيوني عبر الآتي:
1- العمل المنظّم للدول الإسلامية لوقف هجمات الكيان الصهيوني وقتل المدنيين وتسهيل إرسال المساعدات الإنسانية إلى الشعب المحاصر في قطاع غزة.
2- تشكيل محكمة من قبل الدول الإسلامية للنظر في جرائم الكيان الصهيوني، ومحاكمة ومعاقبة قادة ومشرفي ومرتكبي هذه الجرائم باستخدام القدرات القانونية.
3- التعاون في إنشاء شبكة من المحامين والحقوقيين الذين يدافعون عن الشعب الفلسطيني لدعم الإجراءات القضائية ضد المجرمين الإسرائيليين، وكذلك لتوثيق جرائم الكيان لاستخدامها في المحاكم الوطنية والدولية.
4- مقاطعة الشركات الداعمة لهذا النظام الإجرامي، خاصة في ضوء القرار الذي أقره الاجتماع الـ49 لمجلس وزراء منظمة التعاون الإسلامي في نواكشوط بموريتانيا".