الخليج والعالم
دبلوماسي أمريكي: على نتنياهو الاستقالة
رأى السفير الأميركي الأسبق، في الأراضي المحتلة، دانييل كورتزر أنّ أيام رئيس حكومة العدو الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في السلطة باتت معدودة.
وفي مقالة، نشرتها مجلة فورين بوليسي (Foreign Policy)، أضاف الكاتب أن نتنياهو إمّا يستطيع تقبل مسؤولية الإخفاق الذي حصل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر، وإمّا أنه سيُجبر على الخروج من السلطة من خلال لجنة التحقيق التي ستتألّف بعد الحرب، وشدّد أنّ على نتنياهو الرحيل الآن، إذا كان ما يزال هناك "ذرّة من الاحترام".
وتابع الكاتب أنّ: "نتنياهو روّج لنفسه على أنّه الرجل القادر على توفير الأمن، إلّا أنّ حركة "حماس" قلبت هذه الصورة بشكل دراماتيكي"، مؤكدًا أنّ "عملية طوفان الأقصى ستبقى حاضرة بقوة في الأذهان "الإسرائيلية" لعدة أعوام مقبلة".
كما وصف الكاتب سجّل نتنياهو بـ"الحكم بالخليط"، وقال إنّ "هذا السجّل يشمل التطبيع مع دول عربية، وأردف إنّ "نتنياهو فضّل توسيع المستوطنات في الأراضي المحتلة والخطر الذي يحمله ذلك على "فرص السلام" مع الفلسطينيين".
وبحسب الكاتب، أسهم تحويل الأموال إلى المستوطنات والمؤسسات التابعة للمعسكر الديني المتشدّد في توطيد قاعدة نتنياهو السياسية وإعادة انتخابه، إلا أنّ ذلك جاء على حساب المؤسسات الحكومية "الإسرائيلية"، بما في ذلك قطاعها التعليمي.
ولفت إلى المعطيات التي أفادت بأن "إسرائيل" هي في مراتب مُتدنية، وفقًا لمؤشرات توزيع الدخل، إذ إنّ هذه النسبة بلغت في العام 2019، 52.2 في المئة، وهي من المراتب المتدنية، حيث تساوت "إسرائيل" مع دول مثل السنغال وموريشيوس".
كما تابع الكاتب أنّ "نتنياهو عرّض علاقات "إسرائيل" مع الولايات المتحدة لخطر كبير، خلال حقبة الرئيس الأسبق باراك أوباما"، مضيفًا أنّ "نتنياهو سبق أن "حاضر الرؤساء الاميركيين" قبل أن يفعل ذلك مع أوباما العام 2011 بحضور الصحفيين". وقال في هذا السياق إنّه "حاضر الرئيس الأسبق بيل كلينتون خلف الأبواب المغلقة العام 1996، الأمر الذي أثار حفيظة كلينتون وقتها".
وذكّر الكاتب -الذي شغل أيضًا منصب نائب مساعد وزير الخارجية الأميركي- أنّه خلال حقبة جورج بوش الأب، بأنّ نتنياهو صرّح في العام 1989 بأنّ السياسة الأميركية كانت تستند إلى الأكاذيب والفبركات، مشيرًا إلى أنّ نتنياهو، ومنذ ذلك اليوم حتى نهاية ولاية بوش الأب، كان شخصًا غير مرحبّ به في وزارة الخارجية الأميركية.
ورأى الكاتب أنّ: "نتنياهو يفتقد إلى بوصلة سياسية، إذ يستطيع رسم أفكار كبيرة، لكنه يجد صعوبة أحيانًا في ترجمتها إلى عمل"، لافتًا إلى أنّ: "نتنياهو جعل الأمن أولويته؛ لكنّه قوّض شراكة "إسرائيل" الاستراتيجية مع واشنطن"، وأردف أنّ: "الانشغالات أسهمت بالفشل المنهجي للحكومة "الإسرائيلية" قبل عملية طوفان الأقصى".
كما قال الكاتب إنّ: "ردّ الفعل الغاضب كان من المفترض أن يُقنع نتنياهو بأن "الإسرائيليين" لن يسمحوا له بالإفلات من العقاب. وأشار إلى استطلاع نشره، قبل أيام المعهد "الديمقراطي الإسرائيلي"، بيّن أن غالبية كبيرة من الإسرائيليين تثق بالجيش الإسرائيلي أكثر ممّا تثق بنتنياهو.
ووفقًا للكاتب، غالبية الإسرائيليين يرون أنّ نتنياهو يضع مصالحه الشخصية فوق مصالح "الدولة" والإسرائيليين، ويُعرّض "إسرائيل" للخطر من أجل تجنّب المحاسبة القانونية على خلفية لوائح التهم الموجّهة إليه.
وخلُص إلى أن نتنياهو يتمسّك بالسلطة لا لشيء سوى السلطة، وذلك بعدما انهارت سمعته بصفته حاميًا لــــــ"إسرائيل"، وعجزه حتى الآن عن تحديد أهداف حربية في غزة غير مجرد الحديث عن "تدمير" حركة "حماس".