الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: كيان العدو أمام هزائم دائمة وهجرة لا تتوقّف
سلّطت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء (1/11/2023) الضوء على مواضيع عدة، أبرزها الجريمة البشعة التي ارتكبها العدو الصهيوني في مخيم جباليا المكتظ بالمدنيين، والتي أدت إلى استشهاد المئات أغلبهم من الأطفال.
كما تحدثت الصحف الإيرانية عن انضمام القوات المسلحة اليمنية رسميًا إلى معركة "طوفان الأقصى"، بالإضافة إلى الجولة الجديدة التي يقوم بها وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان إلى بعض دول المنطقة من أجل مساندة المقاومة في غزة وتفعيل مساعي وقف العدوان.
وأشارت صحيفة "وطن أمروز" إلى أن "الهزيمة الكبرى التي يتكبدها العدو الصهيوني في معركة "طوفان الأقصى" على الرغم من عدم انتهاء الحرب حتى الآن، وضعت مسؤولي الكيان الصهيوني وخاصة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو في حالة قلق لأنهم وقعوا في ورطة حقيقية".
وتابعت الصحيفة أن "نتنياهو يعلم أكثر من أي شخص آخر، أن عواقب هذا الفشل يمكن أن تضع حدًا لحياته السياسية، لأن مسؤولي هذا الكيان السابقين مثل موشيه ديان وغولدا مائير واجها المصير نفسه في السبعينيات"، موضحة أن "ديان وزير الحرب السابق، الذي أصبح أحد أبرز المسؤولين بسبب نكسة 1967، أصبح مكروهًا للغاية بعد 6 سنوات بسبب فشله الاستخباراتي، حتى أنه استقال مرتين في منتصف الحرب، وبعد انتهائها اضطر مع غولدا مائير إلى الاستقالة وسقطت حكومتهما أيضًا".
وبحسب "وطن أمروز"، "المأزق الذي وقع فيه نتنياهو لا يقتصر على قضية الفشل الاستخباراتي في عملية "طوفان الأقصى"، إذ تشكل أزمة الأسرى الصهاينة لدى "حماس" (البالغ عددهم 239 أسيرًا بحسب الإحصائيات التي أعلنها المتحدث باسم جيش الاحتلال) تحديًا كبيرًا آخر للحكومة الحالية"، مضيفة أن "التجمع اليومي لعائلات الأسرى أمام مكتب رئيس الوزراء والضغط على الحكومة لإطلاق سراح هؤلاء يتزايد يومًا بعد يوم، الأمر الذي دفع بعض المسؤولين السابقين مثل شاؤول موفاز وزير الحرب السابق إلى اقتراح إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين البالغ عددهم 6000 مقابل هذا العدد من الأسرى الإسرائيليين".
وأضافت أن "الجماعات المعارضة لنتنياهو صعدت في الأونة الأخيرة انتقاداتها له، وكلها تنتظر نهاية الحرب لمهاجمة رئيس الوزراء الحالي".
بدورها، لفتت صحيفة "جام جم" إلى أنه بحسب استطلاعات الرأي المختلفة، يواجه حزب "الليكود" برئاسة نتنياهو، تراجعًا حادًا في شعبيته، إذ انخفض عدد مقاعده في "الكنيست" من 28 مقعدًا قبل يوم واحد من بدء الحرب إلى 18 مقعدًا وسط معركة "طوفان الأقصى"، وقالت: "على الرغم من تصريحات نتنياهو وغيره الصاخبة والقاسية حول احتلال غزة وتدمير "حماس"، فإنهم لم يفشلوا فقط في القيام بذلك بعد 3 أسابيع من بداية الحرب، بل يعلمون أن الدخول المحدود إلى غزة سيجعل وضعهم أسوأ".
وفي هذا السياق، نقلت الصحيفة عن المحلل السياسي الإيراني حسن هاني زاده قوله: "منذ بداية الجولة الجديدة من الجرائم التي يرتكبها الكيان الصهيوني، ترسل الولايات المتحدة بشكل علني قواتها ومساعدات عسكرية لدعم العدو، وخلال الأيام الماضية أرسلت قوات "دلتا" (القوات الخاصة للعمليات) والفريق السادس (مجموعة تطوير الحرب الخاصة)"، وأضاف: "على الرغم من وجود القوات الأميركية إلى جانب قوات العدو في العملية البرية التي نُفّذت الليلة الماضية، إلا أنها فشلت، ما شكل مفاجأة لأميركا والكيان".
وتابع أنّ "هذا الفشل يؤكّد أنّ أميركا والكيان ليس لديهما أي فهم دقيق للقوة الرادعة والدفاعية لـ"حماس" و"الجهاد الإسلامي"، وبسبب هذا الجهل هُزموا، وعلى هذا الأساس رأوا أن الحل لتعويض ذلك في استمرار القصف الأعمى والهجوم على المستشفيات والمراكز السكنية".
ورأى هاني زاده أن "أميركا والكيان الصهيوني وداعميهم ينتحرون بمواصلة ارتكابهم هذه الجرائم وتجاهلهم للرأي العام، ويغرقون في المستنقع الذي وقعوا فيه"، معتبرًا أنهم "يبحثون عن نصر سريع لإخفاء هزائم الأسابيع الثلاثة الماضية ولاستعادة ثقة الصهاينة بجيش الاحتلال، ولكن إذا قبل الكيان بوقف إطلاق النار في الوضع الحالي فهذا يعني اعترافه علنًا بالهزيمة، والنتيجة انسحاب حزب "الليكود" من المشهد السياسي إلى الأبد"، مضيفًا أن "نتنياهو وغيره من زعماء الحزب لا يريدون أن يتحملوا وزر هذه الهزيمة، بل إن هذه القضية أثارت تكهنات حول إمكانية قيام الكيان باستخدام قنابل غير تقليدية في الأيام المقبلة، ما يعني تزايد الجرائم التي تحاول "إسرائيل" من خلالها تحقيق انتصار جزئي في هذه الحرب بأي وسيلة ممكنة".
وختم هاني زاده مؤكدًا أن "الوضع والتطورات، خاصة في الأيام القليلة المقبلة، حاسمة للغاية".
الصحيفة أشارت إلى أنّ "الرد الحاسم للمقاومين على سنوات الإجرام واحتلال المستوطنين، أدى إلى اضطراب المعادلة على حساب "تل أبيب""، موضحة أن "الوضع في الأراضي المحتلة هو كالتالي: بحسب آخر التقديرات، بلغ عدد الأشخاص الذين فروا من مستوطناتهم في الأراضي المحتلة وتوجهوا إلى أماكن أخرى ما يقارب المليون مستوطن، والعديد من هؤلاء لم يعودوا يريدون البقاء في الأراضي المحتلة وسيغادرون في أول فرصة، بالإضافة إلى أن العدد الكبير من هؤلاء اللاجئين الصهاينة مستعدون للقيام بأعمال شغب بسبب وضعهم غير المناسب، والآن أصبحوا يشكلون مشكلة كبيرة لنتنياهو".
وتابعت: "وفقًا لآخر التقديرات، بلغ عدد مستوطني الكيان الصهيوني حاليًا حوالى 9.7 مليون نسمة، أكثر من نصفهم سيرغبون بالتأكيد في الهجرة من الأراضي المحتلة (في أسرع وقت ممكن)، وذلك تزامنًا مع حدوث الأزمات السياسية المزمنة بين التيارين اليميني والليبرالي، والتي تجلت على شكل مسيرات مناهضة للحكومة، بالإضافة إلى الأزمات التي سببتها هزيمة الصهاينة في عملية "طوفان الأقصى".
ولفتت إلى تزايد مطالبة الصهاينة بالحصول على جنسيات من دول أوروبية، إذ ارتفع طلب الصهاينة للحصول على الجنسية الفرنسية بنسبة 13%، كما زادت طلبات الحصول على الجنسية من دول الاتحاد الأوروبي الأخرى، وسجلت السلطات البرتغالية زيادة بنسبة 86% في الطلبات المقدمة من الإسرائيليين، كما أبلغت بولندا وألمانيا عن زيادة بنسبة 10% في الشهرين الأخيرين"، وقالت: "من المؤكد أننا سنشهد في الأشهر المقبلة زيادة هائلة في عدد الصهاينة الذين سيضعون الهجرة الدائمة من الأراضي المحتلة والعودة إلى بلدانهم الأصلية على جدول أعمالهم".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024