الخليج والعالم
ندوة فكرية في تونس: المُنجزات المُتحقّقة من "طوفان الأقصى"
تونس – عبير قاسم
لم يتوقف الحراك التونسي الداعم لنضال الشعب الفلسطيني ولمعركة طوفان الأقصى، فصرخة الوجع والغضب التي انطلقت من غزة وصلت الى كل الشوارع التونسية التي هتفت لفلسطين.
وقد عبرت تونس شعبًا وحكومة ورئيسًا عن مواقف غير مسبوقة في دعم نضال الشعب الفلسطيني، سواء بالمسيرات الشعبية أو بالندوات الفكرية. وهناك دعوات واسعة كي تعقب ذلك خطوات عملية، خاصة العلاقة بالدول الداعمة للهمجية الصهيونية. ففي إطار الزخم النضالي، عقد مركز دراسات أرض فلسطين للتنمية والانتماء في تونس ندوة فكرية للبحث والتباحث حول هذه المحطة النضالية الكبرى.
اختراق كبير للمقاومة
أكد عزّ الدين شلغاف الباحث والناشط التونسي، في مداخلته، بأنّ طوفان الأقصى هو مرحلة مهمة من محطات النضال الفلسطيني، وأضاف: "في فجر السابع من تشرين الأول/أكتوبر الجاري كان هذا الموعد بمثابة مرحلة مهمة تخطتها المقاومة الفلسطينية التي فاجأت الجميع، الأعداء والأصدقاء، بالقدرة القتالية للمقاومة الفلسطينية وبالقدرة العلمية التي تذكرنا بنصر أكتوبر منذ خمسين عامًا. فهذا النصر لم يكن ليتحقق من دون قدرات كبيرة جدًا استخباراتية وعملياتية ومعلوماتية وقدرات تجاوزت رابع جيش في العالم، وهو ما جعل الآثار كبيرة جدًا وكان لها الأثر الإيجابي على أحرار العالم كافة".
وتابع: "بعد ذلك رأينا الوجه الحقيقي للكيان الصهيوني عبر ارتكاب مجازر كبيرة جدًا طالت أوجه الحياة كافة؛ ولم يسلم لا الشجر ولا الحجر. فالمستشفيات والطواقم الطبية والصحفيون وموظفو وكالات غوث اللاجئين والكنائس والمدارس كانت كله أهداف للقصف الإسرائيلي"، وقال إن "هذه الندوة تأتي في اطار البحث عما هو مطلوب من حركات التحرر في العالم لدعم هذه العملية "طوفان الأقصى"، وكذلك في اطار التوصيف للجرائم الصهيونية والارتدادات على المستوى القارة السمراء افريقيا".
الوجه الحقيقي للإمبريالية
وأضاف شلغوف: "لأول مرة يتكشف الوجه الحقيقي القبح للإمبريالية الغربية والغرب بصفة عامة، والذي ظهر بحقيقته العارية أمام شعوبه، وخاصة أن 40 بالمئة من الضحايا هم أطفال، ما جعل أصواتًا على مستوى الشعوب الغربية تتعالى رويدًا وريدًا، وأصبح لديها صدى وارتدادات على مستوى الساحة السياسية والبلدان الغربية، والارتدادات طالت حتى المستوى الرسمي".
وعن زيارة ماكرون ودعمه للكيان الصهيوني، قال: "لكن في جانب آخر؛ وفيما يتعلق بفرنسا، رأينا أن الارتدادات الأكبر كانت على الساحة الفرنسية في قمع للحريات وهو مستوى لم تصله سابقا. فاعتقال المناضلة الفلسطينية مريم أبو دقة يمثل مرحلة من الانحطاط الفرنسي الأخلاقي".
من جانبه، قدّم عابد الزريعي رئيس مركز دراسات أرض فلسطين مداخلة حدّد فيها المنجزات المتحققة والمهام المطلوبة من طوفان الأقصى؛ وقال: "أولا بالنسبة الى معركة طوفان الأقصى في سياقها التاريخي فهي حلقة من حلقات نضال الشعب الفلسطيني دفاعًا عن أرضه ما قبل العام 48 ونضالًا من أجل استعادة أرضه بعد العام 48".
وأضاف: "كانت معركة سيف القدس إيذانًا بمعركة قادمة، أمّا معركة الترسيم أي ترسيم النتائج الإيجابية التي ترتبت عليها او معركة إجهاض النتائج الإيجابية التي ترتب عليها. من هنا جاءت معركة طوفان الأقصى وأهميتها توصيفها من زوايا محددة؛ فهي تراكم إنجازات المقاومة الفلسطينية". وقال إن المهام المطلوب من الشعوب العربية أن تقوم بواجبها باتجاه المقاومة بدعمها. فالشعوب المستعمرة من حقها أن تناضل بالطرائق كافة من أجل استعادة حريتها وتقرير مصيرها، وعلى الدول الأخرى ،ن تدعم الشعوب في نضالها من أجل استعادة أرضها. والإدانة هي لمن يتخلّى عن دعم الشعب الفلسطيني، وليس لمن يقف معه الآن".
كما كان للمحامية والناشطة سميحة الخلفي مداخلة، ركّزت فيها على أهمية التوجّه إلى محكمة لاهاي فيما يتعلق بجرائم الحرب الصهيونية. وقالت في تصريح لـ"العهد" إنها تطرقت في مداخلتها الى نظام روما الذي بيّن بوضوح أشكال الجرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وذلك في الفصل الخامس منه. فجريمة الإبادة الجماعية، قتل أفراد وإلحاق ضرر جسمي بالجماعة وإخضاعهم لأوضاع معيشيّة بقصد اهلاكهم، هي جرائم ضد الانسانية في إطار هجوم واسع بحق المدنيين مثل الاختفاء القسري وغيرها". وكل هذه الجرائم -بحسب محدثتنا- تنطبق على ما يحصل اليوم في غزة.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024