الخليج والعالم
قلب وسائل الإعلام الغربية المشهد في غزة محور اهتمام الصحف الإيرانية
تصدّرت الصحف الإيرانية، اليوم الأربعاء 25 تشرين الأول 2023، العناوين الخاصة بمتابعة مشهد العدوان الصهيوني المستمر على قطاع غزة، كما تطرقت الصحف للدعم الغربي المستمر للكيان الصهيوني، والذي تجلّى مؤخرًا بتصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وكذلك محاولات وسائل الإعلام الغربية المستمرة في تقديم صورة مغايرة لواقع المشهد في غزة.
كما سلّطت الصحف الضوء على النهوض المستمر والمتكامل للمقاومة، في سائر دول المحور عامة، والمقاومة الفلسطينيّة خاصة. وركّزت الصحف على قضية حفاظ "حماس" على هيبتها عبر قيامها بإطلاق سراح أسرى من كبار السن، والذين تسبّبت تصريحاتهم بجدل داخل الكيان الصهيوني، كما ركّزت بعض الصحف على الأنفاق أو ما أسمتها المدينة التحت أرضية لـ"حماس" وغير ذلك.
لماذا غزّة سميّت بمستنقع الصهاينة؟
في هذا الصدد، كتبت صحيفة "وطن أمروز": " لقد وجهت عملية طوفان الأقصى التي قامت بها قوات المقاومة في "حماس" ضربات لا يمكن إصلاحها لجسد النظام الصهيوني الهزيل والمتحلل. وبعد هذه الهزيمة الشاملة، بدأ الكيان الصهيوني عمليته الانتقامية بعد 24 ساعة من الحيرة والخوف من صفعة "حماس"، وهو ينتقم بما يسمّى الغارات الجوية الثقيلة، طبعًا ليس من كتائب عز الدين القسام، بل من النساء والأطفال الفلسطينيين والمدنيين في غزة".
وتابعت: "كانت خطورة عملية إعصار الأقصى كبيرة، لدرجة أن الصهاينة اضطروا إلى إثارة مسألة العمليات البرية أيضًا، فهم يعرفون أن هذا الفشل لن يعوضه أبدًا الغارات الجوية على المناطق السكنية، لكن العديد من الخبراء والمراقبين السياسيين يعتقدون أن النظام الصهيوني سيواجه تحديات وصعوبات لا حصر لها في العمليات البرية، وستتحوّل غزة إلى "مستنقع للصهاينة"؛ مثلما أصبح العراق وأفغانستان مستنقعًا الولايات المتحدة الأميركية".
وفي تعدادها للأسباب التي تجعل من العملية البرية مستنقعًا للصهاينة؛ كتبت صحيفة "وطن أمروز":
1. الأسرى الصهاينة، والتي قامت قوات "حماس" بأسرهم خلال عملية "طوفان الأقصى"، يشكّلون التحدي الأول والأكبر للجيش الصهيوني، ورغم أن "حماس" أفرجت عن بعضهم لأسباب إنسانية، إلا أن المئات منهم، من بينهم العشرات من قادة جيش هذا النظام وعشرات الجنود الآخرين، ما يزالون مسجونين لدى "حماس"... وفي الوقت الحالي، يضغط العديد من المستوطنين على بنيامين نتنياهو لإطلاق سراح الرهائن أولاً قبل أي عمليات إضافية، كما احتج الآلاف من سكان الأراضي المحتلة، يوم السبت الماضي، على تأخر الحكومة وإهمالها في إطلاق سراح السجناء، مطالبين بالإفراج عن السجناء في أولوية رئيسة.
2. الدعم الشامل لعمليّة "طوفان الأقصى" من دول محور المقاومة، وفتح جبهات جديدة قد شكّل تحديًا كبيرًا للجيش الصهيوني، ويشكّل مواجهة لحكومة الحرب التابعة لهذا النظام مع بدء أي عمل بري في غزة.
3. كان جيش النظام الصهيوني الإرهابي يواجه سلسلة من نقاط الضعف والأزمات العديدة قبل عملية طوفان الأقصى، أمّا الآن فإنّ الانقسام الحاصل في المجتمع الصهيوني واليأس الذي خيّم عليهم، أوصل الجيش إلى حافة الإنهيار، إذ يرى العديد من المحللين أنّ العامل الأبرز وراء تسلل مقاتلي "حماس" إلى داخل الأراضي المحتلة هو نقاط الضعف هذه.
4. في المقابل، أعلنت "حماس" أن لديها 40 ألف جندي جاهز، بالإضافة إلى الآلاف من قوات الاحتياط التي ستفاجئ العدو، وهم جاهزون لأي سيناريو، فقد أكّد مسؤولو "حماس" أنهم سيقدمون العديد من المفاجآت لجيش العدو في غزة.
5. مجموعة التحديات المذكورة جعلت بنيامين نتنياهو يتردد في إصدار الأمر بأي هجوم بري، بينما أشارت الشعارات الصهيونية إلى بدء عمليتهم البرية قريبًا، إلا أن "تل أبيب" أخّرت بدايتها عدة مرات، وليس واضحًا ما إذا كان مثل هذا الهجوم قيد الإعداد أم أنهم تركوه خارج جدول الأعمال. من جهتها، أعلنت قناة "كان" التلفزيونية العبرية خبر إلغاء العمليات البرية للجيش الإسرائيلي، مساء الأحد الفائت، وأعلنت وسائل الإعلام الإسرائيلية: أن الجيش الإسرائيلي كان مستعدًا لشنّ عملية برية في قطاع غزة، لكن بنيامين نتنياهو أرجأ هذا الهجوم لأسباب سياسية.
منظمة الأمم المتحدة...منظمة ضد الأمم
في هذا الصدد، كتبت صحيفة "جام جم": ما تزال الأمم المتحدة هي الطرف الأكثر سلبية في حرب غزة، حيث يواصل النظام الصهيوني المحتل جرائمه وقتل الأطفال في ظل الصمت المطبق من المنظمة. وفي هذه المعادلة لا يوجد في الأساس أي ذكر للجنة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة أو مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، مع أنّها تدين بسرعة مثل هذه الأعمال عندما تقع حوادث مثل انفجار قنبلة صغيرة في الدول الأوروبية، لكن على ما يبدو أنّ الإبادة الجماعية وقتل الأطفال والنساء الفلسطينيين ما تزال تحظى بموافقة كبار المسؤولين فيها. ومما لا شك فيه، أنه ينبغي علينا، إلى جانب جيش وحكومة الاحتلال وداعميه الغربيين، أن نأخذ بالحسبان أيضًا اسم أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة بصفته أحد داعمي نظام القتل العنصري الصهيوني.
في التفاصيل: "تمّ إنشاء هيكل الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الثانية وتحديده بطريقة تتضمن حقوق الجهات الفاعلة القوية في النظام الدولي، بدلاً من ضمان حقوق دول العالم. وفي هذه المعادلة، يواجه الأمين العام الحالي في الأمم المتحدة تحديًا في تثبيت هذا الهيكل غير المتوازن وغير العادل... وعلى هذا الأساس، لا بد من الإشارة إلى أن اختيار الأمين العام للأمم المتحدة يتمّ وفقًا للسياسة التقديرية لمجلس الأمن، والذي يؤدي دورًا أساسيًا في هذا الاختيار، وإذا كانت اللوبيات الأساسية والقوية الحاكمة في مجلس الأمن لا تثق في شخص يشغل هذا المنصب أو تنتقد مواقفه، لا يُسمح له بشغل هذا المنصب. ولذلك، فإنّ دور القوى العظمى في هذه العملية لا يمكن إنكاره، وفي مثل هذا الوضع، لا يمكن أن نتوقع أن يتخذ شخص مثل غوتيريش موقفًا خاصًا ضد جرائم نظام القدس المحتل في الضفة الغربية وقطاع غزة"
وختمت "جام جم": إن تقاعس الأمم المتحدة في مواجهة أحداث مثل الإبادة الجماعية المفتوحة للصهاينة في غزة، وحتى دعم المنظمة للأهداف السياسية والأمنية وطموحات الجهات الفاعلة مثل واشنطن وتل أبيب، أصبح لا يطاق بالنسبة إلى الجمهور والرأي العام العالمي... وفي مثل هذا الوضع، فإنّ هذه القوى العظمى لن تغير أبدًا بنية مجلس الأمن ومن ثم الأمم المتحدة. وفي هذا الصدد، فإنّ الدول العظمى تستخدم حق النقض ضد كل ما يخالف مصالحها، فإصلاح هيكل الأمم المتحدة لا يمكن أن يكون مصدره داخل المنظمة".