الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: 18 يومًا على مذبحة غزة والمجتمع الدولي نائم
تصدرت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم متابعة القضية الفلسطينية والعدوان المستمر على قطاع غزة من قبل الكيان الصهيوني، كما سلطت الضوء على مجموعة من القضايا العالمية والإقليمية.
بداية وتحت عنوان "وهم الامم الأمتحدة" كتبت صحيفة "وطن أمروز": إن الأيام الـ 18 التي مرت على القتل المتواصل لسكان غزة على يد الصهاينة، كانت نقطة تحول في المعايير والمواصفات التي يمكن لنا من خلالها تقييم سلوم الأمم المتحدة تجاه الشعوب عامة والشعب الفلسطيني خاصة، التي يمكن تلخيصها بأنها سياسات مزدوجة لحقوق الإنسان من قبل المؤسسات التابعة لمنظمات الأمم المتحدة".
وأضافت الصحيفة: "يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية، ومعها الترويكا الأوروبية المكونة من ألمانيا وفرنسا وبريطانيا، لا تعطي عمليًا الإذن الفعلي للمؤسسات الحقوقية والدولية بوقف جريمة الصهاينة في قطاع غزة".
واعتبرت الصحيفة أنه "وبينما دخلت الجريمة التي يرتكبها الصهاينة في غزة أسبوعها الثالث، لا أنباء عن رد فعل جدي من مؤسسات حقوق الإنسان مثل محكمة لاهاي وغيرها...وبسبب الدعم السياسي والدبلوماسي المتواصل الذي يقدمه الغرب للصهاينة، تم توفير المجال الوحيد لاستمرار الجريمة، وليس لمحاكمة القتلة... إذ أن فحص الأدلة والصور والوثائق والتقارير الرسمية والموثقة لهيئات المراقبة الدولية، يظهر أن مجموعة متنوعة من أهم القواعد الأساسية والعرفية للقانون الدولي واللوائح التي تحكم القانون الدولي الإنساني على مستوى واسع للغاية خلال الحرب الأخيرة تم انتهاكه من قبل النظام الصهيوني ضد السكان الذين يعيشون في قطاع غزة، وتشير الأدلة إلى أن الأمثلة عديدة لارتكاب جرائم ضد الإنسانية وجرائم الحرب وجرائم الإبادة الجماعية في الحرب الصهيونية ضد سكان غزة، ومن أمثلة الجرائم ضد الإنسانية، يمكننا أن نذكر القتل الجماعي للنساء والأطفال، والهجمات على المستشفيات، وعدم إعطاء الإذن بنقل الجرحى، ومنع الحصول على الأدوية، والهجمات على المدارس والمساجد والمراكز الدينية".
سمات النظام العالمي الجديد وفق التصور الأميركي
في هذا الصدد كتبت صحيفة "وطن أمروز" التي تصدر غلافها اليوم صورة مركبة بين بايدن ومجموعة من المجازر الصهيونية في غزة وكتبت: "اعترف الرئيس الأمريكي جو بايدن مؤخراً، في إحدى خطاباته الانتخابية، بأن النظام العالمي الحالي يتغير، وقال في الوقت نفسه إنه سيتم إنشاء نظام جديد يتمحور حول الولايات المتحدة".
وعلّقت الصحيفة على ذلك مضيفة أنه: "عندما يتحدث منظرو العلاقات الدولية عن تغير النظام العالمي في هذه الايام فإنهم يقصدون تغير النظام العالمي أحادي القطب وتقدم العالم نحو النظام المتعدد الأقطاب واكتساب القوى المحلية دورها في هذا النظام الجديد، ربما لا تزال الولايات المتحدة واحدة من القوى البارزة والرئيسية في العالم، لكنها بالتأكيد لم تعد القوة الأولى في العالم، ولا يمكن أن تكون في الوضع الذي كانت فيه من قبل، المبادئ الأساسية لتغيير النظام العالمي، والتي يعتقد الكثيرون أننا نعيشها حاليًا، وانتهينا من "المرحلة الانتقالية"، ونعيش فترة تقليص القوة الأمريكية، وتشكيل تحالفات اقتصادية وعسكرية إقليمية، وظهور قوى اقتصادية وسياسية جديدة في العالم، كل هذه التطورات تشير إلى أنه يتم تشكيل تحالفات لم يكن من الممكن أن يكون لها تأثير كبير على الشؤون العالمية من قبل، لكنها الآن تستطيع إنشاء نظام جديد في العالم والحفاظ عليه، ولكن أين أميركا من هذا النظام الجديد؟ الجواب هو أن أمريكا تظل إحدى القوى في العالم، وستستمر في التأثير على بعض الدول، إلا أن مكانتها على الساحة العالمية لن تعود كما كانت من قبل، فالقوى الإقليمية، سواء من حيث القضايا الاقتصادية والمالية، أو من حيث القوة العسكرية والسياسية، سوف تظهر نفسها جنباً إلى جنب، وأحياناً بما يتجاوز مدى تصور الولايات المتحدة حول العالم".
وبحسب " وطن أمروز": "بحسب تصريحات بايدن في كلمته، يبدو أن الأميركيين لديهم انطباع أن عصر الوجود العسكري وإثبات قوتهم العسكرية في العالم قد انتهى، وأن منافسة الصين، باعتبارها المنافس الأهم للولايات المتحدة في الأمور الاقتصادية، يفتح مجال المنافسة في المجال الاقتصادي كأولوية للمرحلة القادمة".
ولهذا يعتبر بايدن وحسب الصحيفة "أن جهود إنشاء ممرات اقتصادية منافسة هي أحد عناصر تغيير النظام العالمي لصالح الولايات المتحدة، كما أصبح الأميركيون يعتقدون أن عصر الوجود العسكري الأميركي والحروب الطويلة الأمد قد انتهى، والآن يتعين على الولايات المتحدة إدارة الحروب الكبرى من بعيد وفي الوقت ذاته توفير الأموال اللازمة للمساعدة في تأمين المصالح الأميركية في هذه الحروب، ولذلك أعلن بايدن منذ بداية الحرب في أوكرانيا أن الولايات المتحدة تقف خلف أوكرانيا لأجل وصولها إلى نصرها العسكري، وقد رأينا المشكلة نفسها في أزمة غزة وعلى الرغم من محاولة نتنياهو إدخال الولايات المتحدة في حرب واسعة النطاق ضد غزة، توصلت حكومة بايدن إلى استنتاج مفاده أنه سيكون من الأفضل مساعدة النظام الصهيوني عن طريق إرسال الأسلحة والمعدات اللازمة والمساعدات المالية، من دون الدخول العسكري الأميركي إلى هذه المنطقة، فإذا كان النظام العالمي بعد الحرب الباردة يقوم على الوجود العسكري للولايات المتحدة في الحروب الكبرى والعديد من المناطق، فإنهم في النظام الجديد يعتقدون أن الولايات المتحدة يجب أن تقود العالم، من أبعاد متعددة اقتصادية وسياسية وتجارية وغير ذلك بدلاً من الإجراءات العسكرية والسياسية الأحادية الجانب".