الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الرأي العام العالمي ينقلب غضبًا لأجل غزة
الأخبار المتتالية لحفلة الجنون والهستيريا التي تقوم بها آلة الحرب الصهيونية في غزة، تصدرت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الاثنين 23 تشرين الأول 2023، مع ما يستتبع ذلك من مقاومة ورد فعل عالمي بات يتسع يومًا بعد يوم في فشل واضح لأجهزة وشبكات الإعلام الغربية التي حاولت في الأيام السابقة تحويره نحو صورة خاصة ورواية وهمية للكيان الغاصب.
وفي هذا الصدد، كتبت صحيفة "وطن أمروز": "خرج أهالي لندن إلى الشوارع أمس الأحد ونظموا مظاهرة حاشدة نصرة لفلسطين، ومنذ عملية "حماس" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر وبعد الهجوم الصهيوني على مستشفى المعمداني، أقيمت تجمعات في عدة دول أوروبية تكريمًا لشهداء غزة ودعمًا لفلسطين، ورغم أن بعض الحكومات الأوروبية أعلنت دعمها للكيان الصهيوني، إلّا أن شعوب أوروبا، على عكس حكوماتها، دعمت فلسطين".
وأضافت: "بعد الهجوم الصهيوني القاتل على مستشفى المعمداني في غزة، خرج الناس في إيطاليا وفرنسا وألمانيا والنمسا وحتى بريطانيا إلى الشوارع لدعم فلسطين، تجمّع ما يقرب من 5000 متظاهر دعمًا لفلسطين في شوارع جنيف وطالبوا بإنهاء المذبحة التي ارتكبها الجيش الصهيوني ضد الأبرياء وإنهاء نظام الفصل العنصري، وفي برلين والعديد من المدن الأخرى في جميع أنحاء ألمانيا، تظاهر آلاف الأشخاص تضامنًا مع فلسطين".
وتابعت "وطن أمروز": "في روما، عاصمة إيطاليا، تجمع أكثر من 1000 شخص رافعين لافتات وأعلام وشعارات تحمل شعارات "فلسطين حرة"، و"إسرائيل مجرمة"، وكانت دول أوروبية أخرى مثل إسبانيا أيضًا مسرحًا لمظاهرات مؤيدة للشعب الفلسطيني، ونظم المئات من أنصار الشعب الفلسطيني، خلال الأيام الماضية، تظاهرات في واشنطن والعديد من المدن الأميركية دعمًا لفلسطين وتنديدًا بالعدوان الصهيوني على قطاع غزة، رافعين الأعلام الفلسطينية بأيديهم رغم منع التظاهرات".
وأردفت: "كما نظم طلاب جامعة هارفارد مسيرة احتجاجية لدعم غزة في اليوم الذي زار فيه الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما هذه الجامعة، ومن خلال التوقيع على بيان، حملت 33 مجموعة طلابية من هذه الجامعة النظام الإسرائيلي مسؤولية هجمات "حماس"، وجاء في أجزاء من هذا البيان ما يلي: على مدى العقدين الماضيين، أُجبر ملايين الفلسطينيين في غزة على العيش في سجن مفتوح، على مدى 75 عامًا، اتخذ العنف الإسرائيلي أشكالًا عديدة، من الاستيلاء المنهجي على الأراضي إلى الغارات الجوية، والاعتقالات التعسفية عند نقاط التفتيش، والفصل القسري، والقتل المستهدف، إننا ندعو المجتمع الأكاديمي في جامعة هارفارد إلى الوقوف في وجه الانتقام الاستعماري واتخاذ الإجراءات اللازمة لوقف العنف".
خوف واشنطن من قوة المقاومة
في السياق نفسه، كتبت صحيفة "إيران": "في الجولة الجديدة من الدعم المالي والسياسي والعسكري الذي تقدمه الولايات المتحدة ودول غربية أخرى للكيان الصهيوني، أعلن البنتاغون أن رئيس الولايات المتحدة، جو بايدن، أمر بنشر نظام الدفاع الصاروخي "تاد" ومنظومة الدفاع الصاروخي، وزيادة عدد أنظمة صواريخ "باتريوت" المضادة للطائرات في الشرق الأوسط".
وعلّقت على هذا الخبر تقول: "الأمر الواضح هو أن الولايات المتحدة تشعر بالقلق من فقدان موقعها في المنطقة بعد هجمات جماعات المقاومة على القواعد الأميركية والكيان الصهيوني، ويشير إرسال أنظمة دفاعية متقدمة إلى أن الشعور بالخطر في البيت الأبيض آخذ في الارتفاع، وذلك لبدء عمليات فصائل المقاومة خارج حدود فلسطين المحتلة... هجمات جماعة المقاومة العراقية على القواعد الأميركية مثل "عين الأسد" والهجوم على حقول الغاز الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة في سوريا، وكذلك هجمات "أنصار الله" اليمنية على بعض المواقع، إلى جانب الهجمات المستمرة والموجهة لحزب الله في شمال الأراضي المحتلة، هي أمثلة على نموذج عسكري وهو نمط جديد من الحرب لم يسبق له مثيل في مجال الحروب الإقليمية، وهذا يدل على وجود شبكة تفكير مشتركة، لديها القدرة على نشر التهديدات ضد أميركا، في هذه الأثناء، فإن خلفية انتصارات جبهة المقاومة في مختلف المجالات في غرب آسيا تثبت عمليًا فعالية المقاومة، والآن أكد ارتفاع القوة الدفاعية للولايات المتحدة هذا الأمر".
وأضافت صحيفة "إيران": "الآن أصبحت الإمبراطورية الأميركية، باعتبارها الداعم الرئيسي للنظام تحت تهديد المقاومة، وفي هذا الصدد، فإن شعوب المنطقة غاضبة من دعم الولايات المتحدة لجرائم النظام الصهيوني، واتساع هذه الروح في المنطقة يمكن بسهولة أن يوسع المطلب القديم بانسحاب أميركا من المنطقة ويدخلها في حالة من الفوضى، ومن ناحية أخرى، فإن دعم الشعب لاستمرار هجمات المقاومة، يقلّل من مصداقية أميركا، لقد أنشأ البيت الأبيض قواعده ومراكز القيادة الخاصة به بحجة إرساء الأمن، والآن أدت مساعدة النظام على ارتكاب المزيد من الجرائم إلى تدمير هذا الأمر".
وبحسب "إيران"، "تحتاج الولايات المتحدة إلى إبقاء أجواء المعركة بعيدة عن نفسها بأقل تكلفة مالية ومعنوية، لأن هذا البلد يركز حاليًا على الحرب في أوكرانيا وشرق آسيا، وتكبد الكثير من التكاليف بسببها... ولذلك فإن مجموع هذه العوامل يعيق القدرة على إدارة معركة واسعة النطاق في هذه المنطقة، وقد اعتمد البيت الأبيض استراتيجية الردع في الوقت الراهن، وفي المقابل، فإن تكلفة الرأي العام في المنطقة ستكون باهظة بالنسبة لأميركا، حاليًا، ومع تصاعد المشاعر المعادية للصهيونية في العالم، تحاول الولايات المتحدة تهدئة الرأي العام تجاه نفسها ودعم النظام بطريقة أكثر مكرًا وإصلاح هذه التكلفة، وهذا أحد أسباب اقتراح الحكومة المؤقتة، حل الدولتين الخادع والانسحاب التدريجي للفلسطينيين من أرضهم... إضافة إلى ذلك، فإن التهديدات والتحذيرات الدبلوماسية التي تطلقها فصائل المقاومة بشأن الخط الأحمر للهجوم على قطاع غزة واتخاذ الإجراءات المضادة لأي هجوم وحشي من قبل النظام المدعوم أميركيًا على هذه المنطقة، أصبحت عائقًا أمام النظام الغاصب لشن هجوم بري".