الخليج والعالم
بريطانيا: استقالات واسعة في حزب العمال رفضًا لدعم زعيمه "اسرائيل"
يواجه حزب العمال البريطاني موجة كبيرة من الاستقالات من أعضاء المجالس البلدية الذين يشعرون بالاستياء الشديد من زعيمه كير ستارمر، وذلك بسبب الدعم المطلق وغير المشروط الذي أظهره للعدو الإسرائيلي في ظل الحرب على غزة، حتى وصل إلى مرحلة تسويغ منع الماء والكهرباء والوقود عن الفلسطينيين، قبل أن يتراجع عن هذه التصريحات. ويتفاقم هذا الاستياء أيضًا بسبب الحظر المفروض على حضور مسيرات التضامن.
لم يكن كافيًا اجتماع ستارمر مع أعضاء المجالس البلدية، الاثنين الماضي، في محاولة لمعالجة المخاوف المتزايدة في ظل المزيد من الاستقالات المحتملة داخل الحزب، ومحاولته بذل جهد استباقي للتواصل مع أعضاء الحزب وممثليه، والاعتراف بخطورة الوضع والحاجة إلى مناقشة جماعية للتغلب على التحديات الناشئة عن وجهات النظر المختلفة حول العدوان الإسرائيلي على غزة.
وكانت مسيرة السبت الماضي الحاشدة لتأييد فلسطين في لندن بمثابة الفرصة التي أعلن بعدها عدد من المنتخبين تقديم استقالتهم من مناصبهم، من ضمنها مجالس فيها أغلبية مسلمة في العاصمة لندن وخارجها. واستقال من الحزب كل من: "عاصمة شيخ" ممثلة مجلس "فينزبري بارك" في لندن، "ميريد هايلي" ممثلة مجلس "كامريبدج"، "عثمان بهايميا" ممثل مجلس "غلوسيستر"، "آمنة عبد اللطيف" من مجلس مدينة مانشستر، إضافة إلى 4 آخرين، وجميعهم من مجالس محلية مهمة.
وجرى الإبلاغ عن استقالات إضافية، في مواقع مختلفة أمس الأربعاء، بما في ذلك لندن وكامبريدج وغلوستر وجيدلينج في نوتنغهامشاير، والتي تضاف إلى استقالات أعضاء تركوا الحزب سابقًا في مانشستر وستراود وأكسفورد.
وللتعبير عن استياء المجتمع المسلم في بريطانيا، وقّع آلاف البريطانيين المسلمين على رسالة مفتوحة، عبّروا فيها عن فقدانهم العميق للثقة في قيادة ستارمر للحزب. ويأتي هذا التحوّل في المواقف ردًا على تأييده العلني لانتهاك العدو للقانون الدولي وقطع إمدادات المواد الأساسية من الغذاء والماء والطاقة عن الفلسطينيين المقيمين في غزة.
وما زاد تفاقم التحديات التي تواجهها قيادة ستارمر، دعم أعضاء البرلمان من حزب العمال اقتراحًا برلمانيًا قدمه أمين مجموعة الحملة الاشتراكية ريتشارد بورغون، والذي دعا من خلاله إلى وقف فوري لإطلاق النار ووقف الحصار الشامل على غزة، معربًا عن قلقه العميق حول الخسائر الكبيرة في الأرواح والمعاناة واسعة النطاق التي يتكبّدها الفلسطينيون المدنيون.
وفي محاولة لاستعادة مواقف أكثر إيجابية، ولإعادة ضبط موقف حزب العمال، ولو بشكل جزئي، قال ستارمر في جلسة البرلمان إنه: "يجب تسليم الغذاء والوقود والمياه على وجه السرعة إلى غزة"، وهو ما يمثل تحولًا كبيرًا في موقفه.
مع ذلك، لم يقدم ستارمر ولا رئيس الوزراء ريشي سوناك دعمهما للنداءات من أجل وقف فوري لإطلاق النار. وبدلًا من ذلك، أكدا "حق "إسرائيل" في الدفاع عن النفس"، وأن "العمليات العسكرية المستمرة في غزة تجري "ضمن حدود القانون الدولي"".