معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: طهران تسعى لوقف شلال الدم في غزة
17/10/2023

الصحف الإيرانية: طهران تسعى لوقف شلال الدم في غزة

تصدّرت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الثلاثاء 17 تشرين الأول 2023، المتابعات الميدانية والدبلوماسية للعدوان الصهيوني على قطاع غزة، إضافة إلى التحليلات التي ما تزال مستمرة حول ترددات معركة "طوفان الأقصى"، في حين غابت المتابعات الداخلية عن مشهد الصحف عمومًا إلا بعض الأمور الجزئية في ما يخص الاقتصاد الإيراني.

في التفاصيل، قالت صحيفة "وطن أمروز" إنّ: "رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو يكرر أوهامه حول تدمير "حماس" بصوت أعلى هذه الأيام، وربما يظن بعض الجمهور الصهيوني الساذج من كلامه أنّ هذا الهتاف يأتي من نوع من الحسابات الاستراتيجية والعسكرية، وأنّ نبوءة نتنياهو ستتحقق، لكنّ تحذيراته المبطنة ضد "حماس" ما هي إلا أسلوب هروب قسري من الجحيم الذي خلقه رئيس وزراء الكيان الصهيوني الحقير في "تل أبيب"، وليس لها أي قيمة مضافة".

وتابعت: "السؤال الرئيسي هو: ما الذي يهرب منه نتنياهو بالضبط؟ هنا لا بد من التركيز بشكل خاص على عملية "طوفان الأقصى"، والقاسم المشترك بين كل التحليلات والروايات المتعلقة بهذه العملية وهو مفاجأة الصهاينة، إذ حدثت هذه المفاجأة بينما كان التركيز الأساسي لـ "تل أبيب" يتشكل حول الضفة الغربية ومخيم جنين. وأبعد من ذلك، وعد نتنياهو المؤسسات الأمنية والعسكرية للكيان الصهيوني بتهويد القدس ومواصلة البناء الاستيطاني، وقبل عملية الطوفان، ادعى أنه تنبأ بكل السيناريوهات وأجرى بحثًا مستقبليًا فعالًا وموثقًا حول هذه الاحتمالات. بينما زعم كبار أعضاء الحكومة الائتلافية الحالية للكيان الصهيوني أن "تل أبيب" تستطيع الدفع بطرد العرب من الأراضي المحتلة وتهويد القدس، لكن حدوث عملية "طوفان الأقصى" تحدّت حسابات نتنياهو وادعاءاته، في حين فوجئ النظام الصهيوني بنقطة لم يكن يتوقعها (في هذا الوقت) وألحق نشاط "حماس" المشترك أقسى هزيمة بجسد المحتل منذ قيام النظام الصهيوني المزيف".

وبحسب "وطن أمروز"، فمن المؤكد أنّ الخط الأحمر الأهم للكيان الصهيوني ونتنياهو نفسه هو عدم تركيز الرأي العام على الجوانب المادية والأمنية والعسكرية لهزيمة هذا النظام الأخيرة أمام المقاومين. ويعتقد العديد من محللّي القضايا الأمنية أنّ نتنياهو لديه رؤية مجردة ومثالية للواقع الحالي في فلسطين، وقد قام بطريقة أو بأخرى بتحليل البنية العسكرية الأمنية الحالية في فلسطين والمنطقة في الفراغ، وهنا، كان تحليل معلومات جيش النظام الصهيوني - الذي يؤمن بقوة عمليات "حماس" و"الجهاد الإسلامي" ضد الأنشطة الاستفزازية للكيان الصهيوني في القدس- مختلفًا جوهريًا عن تحليل نتنياهو للوضع؛ لكن حتى جهاز مخابرات الكيان الصهيوني لم يتصور تشكيل عملية بأبعاد "طوفان الأقصى".

وختمت الصحيفة: "إذا وافق رئيس وزراء الكيان الصهيوني على وقف إطلاق النار في هذه اللحظة، فإن الهزيمة المطلقة في قطاع غزة ستضاف أيضًا إلى سجله الأسود والاحتجاجات الداخلية ضد إصلاحاته القضائية المثيرة للجدل، وإذا توهم أنّ تدمير "حماس" ذريعة لشن هجوم بري على غزة، سوف تزيد احتماليات عملية "طوفان" جديدة. فليس من قبيل الصدفة أن يشكك العديد من جنود النظام الصهيوني في استمرار الحرب ضد "حماس"، ويعتقدون أنّ نتنياهو لم يرتكب خطأً لا يمكن إصلاحه فحسب، بل إنه الآن لا يملك السيطرة على الميدان في مواجهة مشهد المعركة المعقد، وسقوطه الوحشي هو أدنى حصيلة لملحمة المقاومة في غزة، وآثار وتبعات انتصار "حماس" الكبير في عملية "طوفان الأقصى" ستكون موجهة إلى الوجود غير الشرعي للنظام الصهيوني، والصهاينة لمّا يدركوا بعد عمق الكارثة التي أمامهم".

الدبلوماسية الإيرانية لوقف شلال الدم في غزة

من جهتها، ذكرت صحيفة "إيران" في هذا السياق: "بعد التطورات التي أحدثتها عملية "طوفان الأقصى" ضد أسس النظام الصهيوني، ونتيجة القتل البائس لأهل غزة على يد هذا النظام، تفعّلت الدبلوماسية الإقليمية والمتعددة الأوجه للجمهورية الإسلامية الإيرانية لحماية الشعب الفلسطيني والمجاهدين، إذ بدأ وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان، الخميس الماضي، رحلته الدورية إلى العراق وأنهى أعماله بعد زيارة لبنان وسورية، وتوجه إلى دولة قطر، وهذه الرحلة تستغرق أربعة أيام بهدف التشاور لوقف جرائم النظام الصهيوني ضد غزة".

وتابعت: "قبل انطلاق الرحلة المكوكية، بدأت وسائل الإعلام المعارضة للثورة والجمهورية الإسلامية العمل بهدف منع التأثيرات المحتملة لهذه الدبلوماسية أو التقليل منها وانحرافها في ذهن الجمهور، من خلال نشر الأخبار الكاذبة عن عودة الطائرة التي تقلّ وزير الخارجية الإيرانية من سماء سورية، فحاولوا تهميش الأجواء الإعلامية في الداخل لمصلحة النظام الصهيوني، وكل الخيارات مطروحة على طاولة قادة المقاومة، منها تفعيل الدبلوماسية الإقليمية الإيرانية لصالح الشعب الفلسطيني وعناصره المجاهدة، والتي بدأت بمشاورات الرئيس وزيارة وزير الخارجية".

وقالت: "اختتمت بعد ظهر يوم الأحد، الزيارة الدورية التي قام بها وزير الخارجية الإيراني إلى أربع دول بهدف جمع القدرات السياسية كافّة لوقف جرائم العدو في غزة، باجتماعه مع الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمير قطر، حيث أكد الجانبان أهمية تفعيل الدبلوماسية وشددا على وقف جرائم العدو".

وختمت: "في نهاية هذه الرحلة وقبل مغادرته إلى طهران أعلن وزير خارجية الحكومة الثالثة عشرة ملخصه للرحلة، قائلًا: "لمتابعة انتهاك الحقوق الفلسطينية ووقف جرائم نظام الاحتلال في القدس، سيعقد اجتماع وزراء خارجية المؤتمر الإسلامي، يوم الأربعاء من هذا الأسبوع، وسيعقد المؤتمر في جدة. وإذا لم يتوقف الكيان الصهيوني عن جرائمه، فهناك إرادة بين الحكومات الإسلامية لعقد اجتماع على مستوى القادة. وتأتي زيارة أمير عبد اللهيان الدورية بينما أجرى الرئيس أيضًا محادثات عديدة مع رؤساء الدول الإسلامية وقادة المقاومة، بما في ذلك محادثته التي استمرت 45 دقيقة مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون"".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم