الخليج والعالم
مقاربة بايدن لـ"طوفان الأقصى" تعكس عقيدته الصهيونية
نقل فرانكلين فوير في مقالة نشرتها مجلة "ذا أتلانتيك" عن مسؤولين اثنين في إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تفاصيل المكالمة الهاتفية التي جرت بينه وبين رئيس الوزراء "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو في أعقاب عملية "طوفان الأقصى". ونقل الكاتب عن المصادر بأنّ نتنياهو أخبر بايدن تفاصيل الهجوم الذي تعرض له كيان العدو يوم السبت الماضي، وبأنّ الرئيس الأميركي أدرك على الفور بأنّ ما حصل كان بحجم وشكل مختلف عن سابقاته، وبأنّ رواية نتنياهو أثارت غضب بايدن.
وأشار الكاتب في مقالته التي حملت عنوان "توجه بايدن سيستند على صهيونيته"، إلى أنَّ بايدن سارع إلى وضع خطة لوقف إطلاق النار في أيار/مايو العام 2021، خلال معركة "سيف القدس"، إلا أنَّ الأمر يختلف اليوم. ونقل عن المصادر المذكورة بأنّ بايدن يدرك جيدًا أنّ العملية الهجومية "الإسرائيلية" القادمة قد تستغرق أشهر. كذلك أضاف أنَّ الإدارة بدأت تنظر في تداعيات الحرب على السياسة الخارجية الأميركية، وكيف أنّ الأزمة قد توفر فرصًا، مبينًا أنَّ المحادثات التي أجرتها إدارة بايدن مع "الدول السنية" - وفقًا لتعبير الكاتب- خلال الأيام الأخيرة أعطت املاً في إمكان التوصّل إلى شكل من أشكال الصفقة على صعيد التطبيع العربي- الإسرائيلي. ولفت، في هذا السياق، إلى أنَّ بعض الدول العربية أعربت خلف الأبواب المغلقة عن اشمئزازها من حركة "حماس" و"أساليبها الوحشية". كما تابع أنَّ ذلك يعزّز الآمال داخل إدارة بايدن بإمكان عزل "حماس" و"داعميها الإيرانيين" دبلوماسيًا على الأمد القصير، وفي الوقت نفسه إبقاء إمكان دمج "إسرائيل" ضمن نسيج المنطقة على الأمد الطويل.
عقب ذلك؛ شدَّد الكاتب على أنَّ الصهيونية هي من أهم التزامات بايدن، وذلك غير مرتبط بحياته السياسية، موضحًا أنَّ بايدن تبنّى هذه المفاهيم من والده بعد أحداث "الهولوكوست". وأشار إلى أنّ والده كان يقول له إنه لو كانت "إسرائيل" غير موجودة لكان ينبغي إيجادها. وأضاف الكاتب أنَّ صهيونية بايدن ستحدّد مقاربة إدارته السياسية لما يحدث اليوم. كما شدَّد على أنَّ بايدن لديه ايمان قوي بــــــــ"إسرائيل"؛ وهو مستعد لربط "نضالها للوجود" بما أسماه "الصراع العالمي ضد البربرية". كذلك أوضح أنَّ حديث معاوني بايدن عن ربط "الحرب الإسرائيلية" "بقضية أوكرانيا" و"الدفاع عن تايوان" إنما يعود جزئيًا إلى هذه الخلفية.
كما كشف الكاتب أنَّ بعض معاوني بايدن يرون أنَّ وضع الموضوع ضمن الإطار المذكور سيساعد بايدن على تحقيق اختراق في "الكونغرس". وأوضح أنّ المساعدات العسكرية لأوكرانيا تعثرت بسبب وجود مجموعة صغيرة من المؤيدين للرئيس الأميركي دونالد ترامب. كذلك تابع أنَّ إدارة بايدن أمام فرصة لوضع المشرّعين الجمهوريين في موقف سياسي حرج جدًا، حيث سيضطرون إلى دعم حليف "يتعرض للهجوم". كما أردف أنَّ ما يحصل اليوم قد يشكّل الفرصة الأفضل لإدارة بايدن من أجل اعادة إحياء الدعم الديمقراطي والجمهوري لأوكرانيا.
وفي الوقت الذي يقول فيه الكاتب إنّ أي رئيس كان سيعبِّر عن دعمه القوي للكيان الصهيوني، في أعقاب عملية "طوفان الأقصى"، أكَّد أنَّ السؤال المطروح هو عن مدى ثبات هذا الموقف خلال الحرب. ونقل عن معاوني بايدن بأنّ "التزامه الروحي بالصهيونية" يعني أنه سيكون داعمًا بشكل مفرط خلال في الأوقات "البشعة"، إلا أنّ التضامن مع "إسرائيل" قد يكون أمام اختبار، خاصة إذا ما حدثت المواجهة مع إيران.
التطورات الأخيرة تعكس فشل مقاربة بايدن حيال الشرق الأوسط
من جهته، نشر موقع "ذا انترسبت" تقريرًا تحدث عن فشل ذريع لسياسة إدارة بايدن في الشرق الأوسط يتمثل بـ"العنف" الحاصل اليوم. وأشار الموقع إلى أنّ إدارة بايدن اعتمدت سياسة إقليمية تستند على "اتفاقيات إبراهام" (اتفاقيات التطبيع بين دول عربية وكيان العدو الصهيوني)، إلا أنَّه أضاف أنَّ الأحداث الأخيرة تؤكد أنَّ هذا النهج انهار.
كما نقل الموقع عن الخبير، في المركز العربي في واشنطن، يوسف منير بأنّ سياسة إدارة بايدن اعتمدت تجاهل الوضع المأساوي على الأرض ربما أكثر من أي إدارة أميركية أخرى، وأنَّ ذلك جاء بنتائج مروعة. وبينما قال الموقع إنّ إدارة بايدن ليست الطرف المسؤول الأساس عما يجري، إلا أنّها تتحمّل مسؤولية كبيرة نظرًا إلى الدور الأميركي المحوري في المنطقة.