ابناؤك الاشداء

الخليج والعالم

الصحف الإيرانية: المراحل القادمة لـ"طوفان الأقصى".. حرب إعلامية وقانونية
11/10/2023

الصحف الإيرانية: المراحل القادمة لـ"طوفان الأقصى".. حرب إعلامية وقانونية

تصدّر الصحف الإيرانية، الصادرة اليوم الأربعاء 11/10/2023، مضامين خطاب الإمام الخامنئي في جامعة أفسري العسكرية، كما ركّزت في مقالاتها وتحليلاتها على تطورات عملية "طوفان الأقصى" والعدوان الوحشي الدموي الذي يشنّه العدو الصهيوني على قطاع غزة، لليوم الخامس على التوالي.

في هذا الصدد كتبت "وطن أمروز" مقالها اليوم بعنوان: "المراحل القادمة لطوفان الأقصى: الحرب الإعلامية والقانونية"، ومما جاء فيه: "كانت المرحلة الأولى من عملية طوفان الأقصى مرحلة ناجحة ومنتصرة تمامًا لقوى المقاومة، بالنظر إلى أبعاد هذه العملية ونطاقها وما حققته من نتائج مفاجئة في ضرب أهداف النظام الصهيوني ومصالحه في الأراضي المحتلّة، والنتيجة الإيجابية لهذه العملية بالنسبة إلى قوى المقاومة هي تثبيت المقاومة وزيادة قوتها، وهو أمر محفور في أذهان العالم أجمع".

وأضافت: "إذا كان يُشار حتى الآن إلى شعب غزة على أنهم الأشخاص الذين وقفوا ضد عدوان الصهاينة، لكنهم دائمًا كانوا أهدافًا للهجمات العسكرية ولا يملكون القوة للتعامل مع هذه التهديدات، فمن الآن فصاعدًا سيفعلون ذلك، ويُشار إليهم على أنهم أشخاص قادرون على تنفيذ العمليات الانتقامية والعمليات العسكرية الأكثر تعقيدًا بسرعة ودقة كبيرتين. ومن هذا المنطلق؛ فإنّ هذه العملية تشكل ردعًا أمام العدو الصهيوني، فتوازن القوى وقوة الردع القوية من الآثار الإيجابية جدًا لهذه العملية بالنسبة إلى حماس وقوى المقاومة في فلسطين، وذلك في ظل الوضع الذي كان فيه النظام الصهيوني يحاول تعزيز تطبيع علاقاته مع الدول العربية في المنطقة، مع خلق الردع لنفسه، لكسر الردع لدى الفلسطينيين، ولكن مع العمليات العسكرية لحماس، تلاشى هذا الردع، لقد كانت النتائج لصالح حركة المقاومة وستكون لمدة طويلة، وسوف تستمر آثاره.

وبحسب "وطن أمروز" فإنّ التعامل مع تداعيات هذه العملية في الأجواء السياسية للكيان الصهيوني يمكن أن يعزّز انتصار المقاومة في هذه العملية، في الأسابيع الماضية، كل يوم سبت، كانت هناك مظاهرات كبيرة ضد نتنياهو في الأراضي المحتلّة، وكانت الفجوة السياسية بين الفاعلين السياسيين في هذا النظام تتزايد يومًا بعد يوم، وحتى الآن يمكن أن يعزى فشل الصهاينة بهذه العملية إلى نتنياهو أو الجيش أو قوات المخابرات والأمن التابعة لهذا النظام، وبعد انتهاء الصراعات العسكرية يمكن أن يؤدي ذلك إلى قتال كبير داخل الأراضي المحتلّة وزيادة الشرخ بين القوى السياسية".

وذكرت هذه الصحيفة أنه ومهما كانت النتائج العسكرية للحرب، إلا أنّه يأتي دور حرب الإعلام؛ وهذا المجال قد يغزوه الصهاينة وحلفاؤهم في الغرب بسبب الضعف الإعلامي للدول الإسلامية. ومن هذا المنطلق؛ فإنّ المهمة الأهم لوسائل الإعلام المحليّة والدولية وإعلام العالم الإسلامي هي محاولة شرح أبعاد هذه العملية الكبرى، والتأكيد على تاريخيتها، وكذلك الاهتمام بشكل خاص بأبعاد القضية الفلسطينية. في الواقع؛ إنّ النصر في ساحة المعركة يجب أن يكون مصحوبًا بانتصار في مجال الإعلام والدبلوماسية "وخاصة الدبلوماسية العامة"، وأحد أبعاد النصر في الحرب الإعلامية هو تعزيز الرواية الصحيحة في المحافل القانونية. ويبدو أنّ الصهاينة يستعدون من الآن فصاعدًا لمتابعة هذه القضية في المحافل القانونية، وبالتالي فإنّ الأولوية الأهم في الوضع الحالي هي بدء معركة دبلوماسية وقانونية ضد النظام  الصهيوني".

من الأمثلة على ما ينبغي متابعته في المحافل القانونية والإعلامية، ذكرت "وطن أمروز" بضرورة مطالبة المجتمع الدولي بإدانة النظام الصهيوني لاستهدافه المدنيين، وخاصة الأطفال باستخدام الأسلحة المحرمة مثل القنابل الفسفورية وتشديد حصار غزة وقطع المياه والكهرباء والغاز عن الأهالي واستهداف المنازل السكنية والمساجد والمستشفيات والمدارس، يعدّ من أهم القضايا في المعركة القانونية، وهناك قضية أخرى ينبغي معالجتها بجديّة وهي إدانة ومتابعة الملاحقة الدبلوماسية والقانونية والإعلامية لمسؤولي النظام الصهيوني بسبب ارتكاب جرائم إبادة جماعية أو جرائم حرب ضد الفلسطينيين، ولذلك فإنّ كلام وزير الحرب في الكيان الصهيوني الأخير الذي وصف أهل غزة بالحيوانات المجسمة التي يجب أن تُعامل كالحيوانات، يمكن متابعته بكونه مسوّغًا لارتكاب جرائم حرب في المحافل القانونية الدولية. فالتعبير عن قلق منظمات حقوق الإنسان والمنظمات الدولية في هذا الصدد يمكن أن يؤدي إلى اتخاذ إجراءات قانونية ضد النظام الصهيوني، بالرغم من أنّ الصهاينة يحاولون تسويغ عملياتهم العسكرية العمياء والمتهورة من خلال تصوير أنفسهم مظلومين. إلا أنّ الحقيقة يجب أن تظهر بشكل جدي من وسائل الإعلام والقانونيين، ويمكن للمنظمات الإسلامية مثل منظمة التعاون الإسلامي أو جامعة الدول العربيةّ أو حركة عدم الانحياز أن تفكر في اتخاذ إجراءات قانونية في هذا الشأن، عدا عن تقديم بيان وإدانة هذه الهجمات، ويمكن للجمهورية أن تؤدّي الدور الأكبر في هذا الصدد، فلقد تطورت السياسة الإقليمية للجمهورية الإسلامية وحققت نتائج جيدة في السنوات القليلة الماضية، ويمكن للدبلوماسية الإيرانية النشطة في هذا المجال أن تمهد الطريق لمزيد من التفاعلات بين الدول الإسلامية والدول في المنطقة".

السيناريوهات التي ستواجهها فلسطين المحتلّة
كتبت صحيفة "إيران" في السياق نفسه: "الأمر المؤكد هو أنّ النظام الصهيوني ليس في وضع يسمح له بالتأكيد على إكمال الصراع بسبب نقاط الضعف العديدة التي يعانيها. فقد عانى النظام فجوة في مجال الثقة بالقوات الاستخباراتية والأمنية، والتي كشفت عن نفسها في هذه الحرب، فيجب على سلطات النظام قضاء الكثير من الوقت لتعويضها، ومن ناحية أخرى، بعد تولي نتنياهو منصبه، كان الجيش في وضع تمرد عليه بعض الأشخاص والضباط وكان هناك استياء شديد فيه، لذلك ظهروا ضعفاء في الرد على عملية "طوفان الأقصى"، ولذلك يمكن القول إن الجيش، وهو أحد ركائز النظام بعد عمود المخابرات، ليس مستعدًا لإطالة أمد الحرب".

أضافت "إيران": "أما الركيزة التالية؛ فهي المستوطنون الصهاينة الذين أثبتوا في تجربة السنوات الماضية أنّهم لا يستطيعون البقاء في الملاجئ والابتعاد عن الحياة اليومية ولو لمدة أسبوع. ولهذا السبب؛ هم لا يريدون استمرار الحرب واستمرار هذه الأوضاع، ربما يريدون الانتقام والقصاص بشكل ما، لكن في ميدان العمل لا يستطيعون الاصطفاف مع قادة النظام في تكثيف وتوسيع دائرة المعركة. ومن أهم نقاط الضعف أيضًا روح المجتمع الصهيوني الذي يخاف من الحرب ويريد إنهائها". وتابعت: "أما الركيزة الأخرى فهي الأميركيون، فهم ليسوا في وضع يسمح لهم بالدخول في صراع صعب، خاصة أنّهم موجودون على الجبهة الأوكرانية، كما أنّ امتداد الحرب إلى المنطقة يمكن أن يزيد أسعار النفط ونفقات البيت الأبيض، ولذلك، فإنّ مجمل العوامل تتحدّى مصداقية بايدن في الانتخابات الرئاسية، وتوجّه ضربات لا يمكن إصلاحها للديمقراطيين".

وأردفت: "نتيجة لذلك، فإنّ النظام الصهيوني غير مستعدّ بأي شكل من الأشكال لتعميق الحرب، لكنه يريد توجيه ضربة قوية للفلسطينيين على المدى القصير من أجل محو هذه الهزيمة المذلّة من أذهانهم. لكن مستوى الفشل وصل إلى حد أنه لا يستطيع صرف الرأي العام عنه بأي شكل من الأشكال، وسيسجل ذلك في التاريخ، خاصة وأن وسائل الإعلام، وحتى وسائل الإعلام الغربية، وجهت رأس سهم الانتقادات نحو نتنياهو ورأت هذه العملية انتصارًا لحماس، وبالتالي فإنّ أي نتيجة تفسر على أنها خسارة للنظام".

وختمت "إيران": "الرأي العام العالمي جاهز لمرافقة جبهة المقاومة وإقامة التجمعات الداعمة، ويكفي أن تقرأ الحال الدموية للنظام الصهيوني واعتداءاته المتكررة في الأراضي المحتلّة، مثل نابلس وجنين، وكيف انعكست خلال العام الماضي في وسائل الإعلام، فقد خرجت مظاهرات في بعض الدول مثل أميركا وتركيا ومصر...إجمالًا، النظام الصهيوني غير مستعد لإطالة أمد الحرب، ولا أحد يريد إنهاء الحرب بقدر ما يريده النظام الصهيوني نفسه، والردّ الحالي هو إزالة عار الهزيمة وعار المقاومة عنهم... والنقطة المهمة الأخرى هي أنّ فائدة هذه العملية لا تقتصر على حدود فلسطين فحسب، بل ثبت أنّ الدول الإسلامية، رغم صغرها، قادرة على تحدي أي ترتيبات هجومية لأعدائها بالتخطيط الذكي والإمدادات العسكرية والتدريب القتالي، وهذا الأمر يعني تحدي كلّ مصانع الأسلحة في العالم وكل مراكز الفكر التي تصدّر السيناريوهات الهجومية".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم