الخليج والعالم
"طوفان الأقصى" والنقاش حول دور إيران موضع اهتمام الصحف الإيرانية
في ظل النقاش الدائم حول حجم العملية الأخيرة وسطوتها المستمرة التي قامت بها كتائب القسام، ما تزال الصحف الإيرانية يتصدّرها العناوين التي تهتم بتحليل ومتابعة الوضع في فلسطين المحتلة وغزة. ومن الأمور التي أخذت حيزًا من النقاش تصريحات الأميركيين وردّ المسؤولين الإيرانيين حول دور طهران فيما يجري في فلسطين هذه الأيام.
قالت صحيفة "إيران": "أكبر ردّ فعل انتقامي منذ الحرب العربية الإسرائيلية العام 1973 تحقق بعملية "طوفان الأقصى" ضد المحتلّين، وعلى الخريطة ألحقت القوات المقاتلة لحركة حماس هزيمة ميدانية واستخباراتية قاسية بالجيش الصهيوني، ولكن خارج جغرافية الحرب، تشّكلت معركة ثانية، يبدو أنها لا تسير على ما يرام لصالح تل أبيب؛ حيث تفوم محاولات لأجل تصوير مظلومية يعيشها النظام الإسرائيلي المجرم، ووصم الشعب الفلسطيني المظلوم بصفات وهمية وموجهة".
وتابعت الصحيفة: "بالرغم من أنّ بعض المسؤولين السياسيين الغربيين اضطروا إلى وضع إيران في ملحمة "طوفان الأقصى" والحديث عن الدور المباشر للجمهورية الإسلامية في هذا الهجوم الدموي، إلا أنّ إسرائيل وعلى رأسها بنيامين نتنياهو ، رئيس وزراء هذا النظام، تجنبوا ذكر اسم إيران؛ لأنّهم يعلمون جيدًا أن تدخّل إيران في الوضع الحالي سيفرض عواقب كبيرة على الوجود المزيف لإسرائيل، والتي تعلم جيدًا أنها بعد المفاجأة التاريخية تستلهم من الثورة الإسلامية، وهي – إسرائيل- لن تكون مستعدة لقبول مخاطرة إقحام إيران زعيمًا روحيًا للمقاومة في المعركة الحالية."
وبحسب صحيفة "إيران" فإنّه: "في الواقع، عملية "طوفان الأقصى" أوقعت نتنياهو في مأزق لدرجة أنه لم يذكر المواجهة مع إيران خوفًا من التورط في حرب أكبر. وهو يدرك جيدًا أنّ الحرب الأخيرة في غزة ما هي إلا مظهر من مظاهر القوة المتعدّدة الأوجه لجبهة المقاومة المفتوحة أمام الغزاة من الجنوب وقطاع غزة. وإذا ما اتخذت أبعادًا أكبر، فسيكون لها عواقب وخيمة... ولذلك يبدو أنّ السلطات الإسرائيلية تفكر أكثر من أي وقت مضى في كلام "اران اتزيون" الذي عمل لسنوات طويلة في أعلى المستويات في مجلس الأمن التابع للكيان الصهيوني ووزارة خارجية هذا النظام، حين قال: "الحرب مع إيران شيء لا أريد حتى أن أتخيله"".
وفي ربطها لتغييب دور إيران العمدي بالصراع الداخلي الأميركي، كتبت "إيران": " بعد بدء الهجوم المفاجئ وغير المسبوق من حركة حماس على المستوطنات الإسرائيلية في محيط قطاع غزة، انتقد مرشحو الحزب الجمهوري بشدة استرضاء جو بايدن (الرئيس الأميركي) تجاه إيران، واصفين إياه بالمذنب الرئيسي للهجوم، مباشرة بعد بدء الهجوم، في أثناء ظهوره في الحملة الانتخابية في إحدى الولايات، روج دونالد ترامب (الرئيس الأميركي السابق)، مثل غيره من المرشحين الجمهوريين، بشكل مباشر لإطلاق إدارة بايدن ستة مليارات دولار من الأموال المحتجزة وتسليمها لإيران، ووفقًا لترامب، فإنّ "دولارات دافعي الضرائب الأمريكيين كانت تستخدم لتمويل هذه الهجمات".
الهروب من الذل من خلال التظلّم
أشارت صحيفة "همشهري" اليوم في تحليلها إلى سلوك الصهاينة تجاه طوفان الأقصى، مؤكدةً أنّ:َ "انهيار الهيمنة العسكرية والأمنية للكيان الصهيوني، خلال عملية طوفان الأقصى، أجبر هذا النظام وداعميه على وضع سياسة "القمع" على جدول الأعمال ومحاولة استبدال "الظالم" و"المظلوم" هربًا من الذل الذي سببته "المفاجأة الكبرى". وبالرغم من أنّ اعتماد قيادات النظام الصهيوني نهج "القمع" كان غير مسبوق، إلا أننا بعد عملية طوفان الأقصى شهدنا تنفيذ هذا الكيان لمرحلة جديدة من هذه الاستراتيجية بدعم من وسائل الإعلام الناطقة باللغة الفارسية وبعض الشخصيات المناهضة للثورة. إذ حاول هذا الإعلام، في الأيام الأخيرة، وضع فصائل المقاومة مكان المتهم من خلال قلب الواقع في الأراضي المحتلة وتجاهل جرائم النظام الصهيوني في قتل الأطفال والنساء والمدنيين في غزة؛ وهو نهج يرافقه نشر مستهدف للمعلومات من الأراضي المحتلة".
وأضافت الصحيفة أنَّ: "النشر المستهدف لصور عملية "طوفان الأقصى" بهدف قلب الحقائق في الأراضي المحتلة رأسًا على عقب أمام الجمهور، من أهم الاستراتيجيات التي تتبعها بعض وسائل الإعلام المعارضة في الأيام الأخيرة. وعلى هذا الأساس قامت قناة "من و تو" التلفزيونية، من دون الحديث عن جرائم النظام الصهيوني في قتل النساء والأطفال في غزة وأجزاء أخرى من الأراضي المحتلة، بالترويج بأن طوفان الأقصى كان عبارة عن هجوم حماس على احتفال".
وبحسب "همشهري": "إن اتهام مقاتلي المقاومة الإسلامية الفلسطينية بمهاجمة منازل المواطنين العاديين كان أحد الأجندات الأخرى لوسائل الإعلام الصهيونية وبعض الشبكات الناطقة باللغة الفارسية المناهضة للثورة. فقد حاولت وسائل الإعلام، هذه في الأيام الأخيرة، اتهام المقاومة الإسلامية بـ"العنف" من خلال نشر صور واسعة النطاق... إنّ الانتشار الواسع لصور الخوف والرعب لدى الصهاينة جراء الهجمات الصاروخية التي تشنها مجموعات المقاومة على مختلف مدن الأراضي المحتلة هو أحد تجليات النهج "القمعي" الذي يتبعه الصهاينة والفصائل التابعة لهم باللغة الفارسية".
وختمت الصحيفة بالقول: "إن تأكيد وسائل الإعلام الصهيونية الغربية على قيام جماعات المقاومة الفلسطينية بقتل عدد من المواطنين الأمريكيين والأوروبيين وحتى الآسيويين، خلال عملية "طوفان الأقصى"، كان مظهرًا آخر من مظاهر العمليات النفسية الهادفة إلى عكس الحقائق على الأرض في الأراضي المحتلة. ومن خلال نشر مثل هذه الصور، تحاول وسائل الإعلام هذه والأخرى المعادية للثورة الناطقة باللغة الفارسية خلق مناخ نفسي مناسب لجذب أكبر قدر ممكن من الدعم من الغرب لجرائم النظام الصهيوني".