معركة أولي البأس

الخليج والعالم

عملية "طوفان الأقصى" البطولية موضع اهتمام الصحف الإيرانية
08/10/2023

عملية "طوفان الأقصى" البطولية موضع اهتمام الصحف الإيرانية

الهجوم المباغت والخاطف الذي شنته حركة "حماس" أمس على مستوطنات غلاف غزة، والذي أطلقت عليه عملية "طوفان الأقصى" والتي لم يسبق لها مثيل في تاريخ الكيان الصهيوني المؤقت، كانت العنوان الوحيد الذي تدور في فلكه مقالات وتحليلات الصحف الإيرانية اليوم الأحد.

طوفان في بيت العنكبوت

بداية اعتبرت صحيفة "إيران"  أن عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها "المقاومة الفلسطينية" شكلت أمس ضد النظام الصهيوني الغاصب "يوم سبت تاريخي"، لأنه في كل السنوات الأخيرة، كان من غير المسبوق أن يقتل من الصهاينة أكثر من 200 شخص، ويجرح أكثر من ألف شخص، ويُأسر العشرات منهم، ومن بين الأسرى الصهاينة ضباط عسكريون رفيعو المستوى".

واعتبرت الصحيفة أنه "لهذه الهجمة التاريخية للمقاومة الفلسطينية وفك رموز التطورات المستقبلية في المنطقة"، بعض النقاط المهمة:

النقطة الأولى هي أن هذا الهجوم اللافت والمفاجئ تم تنفيذه في وضع طالما ادعى فيه الصهاينة أنهم الطبقة الاستخبارية الأرستقراطية في قطاع غزة، لكنهم استيقظوا صباح السبت على صوت الصواريخ، ولذلك، في المقام الأول، عانى النظام الصهيوني من فشل إستخباراتي كبير، وستكون عواقب هذا الضعف المتزايد أكثر وضوحًا في الأيام والأسابيع والأشهر المقبلة مما كانت عليه في الماضي، في الأساس، أكبر كابوس لـ"الإسرائيليين" الآن هو ما هي خطة "المقاومة" القادمة؟ ماذا سيحدث غدًا؟ هل ما زلنا سنقدم مئات أو حتى آلاف القتلى والجرحى والأسرى؟ كم عدد آلاف الصواريخ الأخرى التي يجب أن نتوقعها؟ وعشرات الأسئلة الأخرى التي شغلت أذهان الصهاينة.

النقطة الثانية هي أن هذه الهجمة القوية للمقاومة قلبت معادلات مشروع التطبيع مع نظام الكيان الصهيوني، نعم؛ لقد قال ذلك القائد الحكيم للثورة الإسلامية سماحة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي أن التطبيع هو قمار خاسر، ويجب ألا تراهن الدول عليه، ومن هنا صرّحت بعض وسائل الإعلام الأميركية أمس أن عملية اقتحام الأقصى عقدت الجهود المتزايدة لإدارة جو بايدن (الرئيس الأميركي) للتوسط في تطبيع العلاقات بين كيان العدو والمملكة العربية السعودية.

النقطة الثالثة هي أن أسر المقاومة الفلسطينية لمسؤولين عسكريين إسرائيليين رفيعي المستوى قد جعل الصهاينة يائسين، لأن الأسرى محتجزون في نفس غزة ويد كيان الإحتلال مغلولة عن الهجمات الصاروخية على بعض النقاط الحساسة.

النقطة الأخيرة هي أن القوة الأيديولوجية والتكنولوجية للمقاومة زادت من حدة كابوس انهيار النظام الصهيوني العنصري، في حين أن آلاف صواريخ المقاومة الفلسطينية لم تستخدم بعد.

وختمت "إيران": "النظام العالمي الجديد، بكل ما فيه من احتمالات وسيناريوهات معقدة، سيكون له جانب قوي اسمه "المقاومة" الذي سيضبط ميزان القوى في المنطقة لصالح العالم الإسلامي؛ المستقبل مشرق ولم يبق شيء للوصول إلى القمة".

وضع خطة العمل الشاملة والمشتركة ليس جيدًا

في المقابل، كتبت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية اليوم مقالها الرئيسي حول خطة العمل الشاملة والمشتركة حيث قالت: "وضع خطة العمل الشاملة المشتركة ليس جيداً بالنظر إلى لعبة الترويكا الأوروبية، حيث أعلن مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أن أعضاء خطة العمل الشاملة المشتركة لديهم وجهات نظر مختلفة حول القرار الأخير للترويكا الأوروبية بعدم رفع العقوبات الصاروخية ضد إيران والتي ينبغي رفعها ضمن بنود نهاية خطة العمل الشاملة المشتركة في 18 تشرين الأول/ أكتوبر 2023".

وبحسب "مردم سالاري" فإن "البعض يعتقد أن أوروبا لا تسعى إلى "العودة التلقائية" (لعقوبات الأمم المتحدة المعروفة باسم "آلية الزناد"، ولكن هذا السلوك يمهد الطريق لتفعيل الزناد في مجلس الأمن.. وبعد توقيع خطة العمل الشاملة المشتركة عام 2014 بهدف إلغاء العقوبات الظالمة، كدولة مسؤولة، نفذت إيران التزاماتها بشكل لا تشوبه شائبة، وقد تم تأكيد هذا الأمر في 16 تقريرًا للوكالة الدولية للطاقة الذرية، لكن بعد دخول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب إلى البيت الأبيض، أعيد فرض العقوبات التي كانت قد رُفعت بسبب خطة العمل الشاملة المشتركة، بقراره الأحادي الجانب بالانسحاب من هذه الاتفاقية... وفي عام 2018، قامت الجمهورية الإسلامية الإيرانية بتفعيل آلية حل النزاعات داخل اللجنة المشتركة لخطة العمل على مستوى وزراء خارجية الأعضاء المتبقين في هذا الاتفاق، ونتيجة لهذا الاجتماع، أصدرت الأطراف الأعضاء في خطة العمل الشاملة المشتركة بيانًا وتعهدت بـ 11 التزامًا بتعويض الأضرار الاقتصادية الناجمة عن الإجراء الأحادي للولايات المتحدة، لكن التنفيذ غير المتوازن لهذا الاتفاق من جهة، والضغوط الناجمة عن تطبيق وتكثيف العقوبات الأحادية من قبل واشنطن من جهة أخرى، تسبب في عرقلة مسار التفاوض مرة أخرى".

وبذلك فإن أفق المفاوضات ليس واضحًا ومن المتوقع أن يتم العودة إلى نقطة الصفر في هذا المجال.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم