الخليج والعالم
اشمئزازٌ شعبي في أميركا والسبب الواقع السياسي
ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية أنّ الأميركيين يشعرون باستياءٍ كبير تجاه السياسة في واشنطن.
وتساءلت الصحيفة بخصوص شعور الأميركيين تجاه الواقع السياسي في البلاد، وسلوك الشخصيات السياسية مِن الحزبين الديمقراطي والجمهوري، لافتةً إلى أنّ استياء الناخبين الواسع النطاق من الفوضى الحاصلة في واشنطن "يتجاوز الأحزاب السياسية والعِرق والعمر والجغرافيا".
وأشارت إلى أنّه على الرغم مِن كون التذمر من السياسة هو "هواية أميركية عريقة"، إلّا أنّه في الآونة الأخيرة، انخفض المزاج السياسي في الولايات المتحدة ليصل إلى "إحدى أسوأ المستويات المسجلة".
وقال ناخبون أميركيون للصحيفة إنّهم "يشعرون بالتعب والغضب"، وذلك بعد موجاتٍ من الفوضى، كالاضطرابات التي شهدتها فترة رئاسة دونالد ترامب، وأزمة وباء "كوفيد 19"، واقتحام مبنى "الكابيتول" عام 2021، وارتفاع مستويات التضخم، وتوالي الإقالات الرئاسية المتعدّدة، إضافةً إلى ما أسمته الصحيفة "أكاذيب الجمهوريين اليمينيين المتطرفين المنتشرة حول الاحتيال في انتخابات عام 2020".
الصحيفة الأميركية شدّدت في تقريرها المطوّل على أنّ العديد من الناخبين الديمقراطيين عبّروا عن "اشمئزازهم الذي كان متجذّراً من حالة السياسة الأميركية" وقت ترامب، وأكاذيب الانتخابات التي أجّجت حالة الشغب في كانون الثاني/يناير 2021، وفي الوقت نفسه، قال العديد منهم إنّهم يخشون احتمال حدوث منافسة رئاسية أخرى، مفضلين المضي قدماً سريعاً في الدورة الرئاسية المقبلة، و"العثور عل أي شخص جديد".
وفي العشرات من المقابلات التي أُجريت مؤخرًا في جميع أنحاء الولايات المتحدة، أعرب الناخبون مِن أعمارٍ مختلفة، عن تشاؤمٍ واسع النطاق بشأن الانتخابات الرئاسية المقبلة عام 2024، موضحين أنّها تتجاوز الخطوط الحزبية، ومعبّرين عن إيمانهم المتأرجح بالمؤسّسات السياسية في البلاد.
"نيويورك تايمز" أشارت إلى أنّ البيت الأبيض ضخّ إلى جانب الكونغرس مليارات الدولارات بهدف إصلاح بنى تحتية في البلاد، كما تمّت الموافقة على تخصيص مئات المليارات لمكافحة تغير المناخ، وخفض تكلفة الأدوية الموصوفة، وتناولت إلغاء الرئيس الأميركي جو بايدن، لملياراتٍ أخرى من ديون الطلاب، إلّا أنّه مع ذلك، "لم يتم تسجيل هذه الإنجازات بشكلٍ كامل لدى الناخبين".
وأرجعت الصحيفة هذا الواقع الذي وصل إليه الأميركيون إلى سلوك الطبقة السياسية التي أفقدها ثقة شرائح واسعة مِن الجمهور، مُذكّرةً بأنّ مجموعةً صغيرة من الجمهوريين دفعت إلى حافة الإغلاق الحكومي، ثم أدخلوا الكونغرس في حالةٍ من الفوضى عندما دعوا على التصويت، والذي أدّى بدعمٍ الديمقراطيين إلى الإطاحة برئيسه السابق، كيفن مكارثي، لافتةً إلى أنّ الديمقراطيون يراهنون على أنّ الناخبين "سيُلقون اللوم على الجمهوريين في هذه المشكلة".
وأوردت الصحيفة عدّة تصريحاتٍ لناخبين تمّت مقابلتهم خلال الأسبوع الأخير، قالوا إنّهم ينظرون إلى "ما يحدث برمته كدليل على الخلل الوظيفي الواسع النطاق في واشنطن"، مُلقين اللوم على الزعماء السياسيين "لاستهلاكهم الدراما في مكان العمل، على حساب الأشخاص الذين من المفترض أن يخدموهم".
كما شدّد الناخبون على أنّ الاقتتال الداخلي في واشنطن، ومغازلة الجمهوريين للتخلف عن سداد الديون وإغلاق الحكومة، عرّض رواتب الناس والرعاية الصحية وغير ذلك للخطر، مطالبين السياسيين في واشنطن بمعالجة العنف المسلح في البلاد.
ووجد استطلاعٌ أوردته الصحيفة، أجراه مركز "بيو" الأميركي للأبحاث، في تمّوز/يوليو الماضي، أنّ "الدولة موحّدة بسبب السخط على قادتها السياسيين الذي يتجاوز الانقسامات العرقية والعمرية والحزبية"، حيث أكّد ما نسبته 65% من الأميركيين الذين شملهم الاستطلاع شعورهم بالإرهاق عندما يفكرون في السياسة.
وأكّد 16% فقط من البالغين الأميركيين أنّهم يثقون بالحكومة الفيدرالية، وهي نسبةٌ ضئيلة قريبة من أدنى مستوياتها خلال سبعة عقودٍ من استطلاعات الرأي، كما قال ما يقرب من 30% من الأشخاص إنّهم "لا يحبون الحزبين الديمقراطي والجمهوري"، لتؤكّد الصحيفة أنّ استطلاعات الرأي تشجّل أرقاماً قياسية.
والأربعاء، قالت مؤسّسة "غالوب" الأميركية لاستطلاعات الرأي، إنّ 63% من الراشدين في الولايات المتحدة يتفقون في الوقت الراهن على توصيف أداء الحزبين الأميركيين الجمهوري والديمقراطي بأنّه "رديء في تمثيل الشعب الأميركي"، وأنّ الأمر يتطلّب "وجود حزبٍ رئيسي ثالث"، بحسب المُستطلعة آراؤهم.