معركة أولي البأس

الخليج والعالم

الفضائح المتتالية لمناهضي الثورة الإسلامية تتصدّر الصحف الإيرانية 
04/10/2023

الفضائح المتتالية لمناهضي الثورة الإسلامية تتصدّر الصحف الإيرانية 

تصدّرت الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 4/10/2023 مجموعة من الأخبار، أهمها تصريحات آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي في خطابه الأخير يوم أمس الثلاثاء، والذي ركّز فيه على أن التطبيع مع الكيان الصهيوني الزائل والذي يترنّح ويحتضر هو مقامرة خاسرة.

وتصدّرت بعض الصحف الإيرانية كـ"جام جم" مثلًا صورة غلافية تجمع بين ولي العهد السعودي محمد بن سلمان ورئيس حكومة العدو الصهيوني بنيامين نتنياهو كُتب عليها "المقامر الخاسر" بالفارسية والعربية والعبرية.

بالإضافة إلى هذا الاهتمام الصحفي اليوم الأربعاء، اهتمت مقالات الرأي والتحليل بعدة موضوعات داخلية وخارجية، ومن القضايا التي تطرقت إليها صحيفة "إيران" هي تلك المتعلقة بمسلسل الفضائح المستمر لوسائل الإعلام المناهضة للثورة الإسلامية.

وبحسب "إيران"، فقد أثرت تحركات وسائل الإعلام الأجنبية باللغة الفارسية خلال أعمال الشغب في خريف العام الماضي على شدّة توتر الوضع وأعمال الشغب، ومن وجهة نظر الكثيرين، فإن النشاط المفرط وغير الطبيعي والمنحاز لهذا النوع من وسائل الإعلام خلال اضطرابات العام الماضي من خلال تحريض وتشجيع المتظاهرين على أعمال الشغب أدى مع الوقت وبعد انكشاف أمر الفتنة إلى هبوط مستوى الثقة والمتابعة الشعبية لهذه الوسائل والقنوات.

وتابعت: "كانت بعض هذه الوسائل الإعلامية التي قدّمت نفسها قائدًا للمعارضة منقسمة داخليًا"، مردفةً: "فقد أدى الكشف عن المحادثة الصوتية التي أجرتها إحدى مذيعات "بي بي سي" الفارسية آنذاك - والتي كشفت عن كواليس الإعلام الأجنبي المناهض لإيران ومخطط دعمها للحركات الانفصالية - إلى فصل هذه المذيعة من هذه الشبكة، بعد حوالى 15 عامًا من التعاون والعمل معها".

وقالت "إيران": "في شهر أيلول من هذا العام نشر أحد كبار مقدّمي البرامج في شبكة إيران الدولية المناهضة للثورة منشورًا على صفحته الخاصة في وسائل التواصل الاجتماعي، أكّد فيه التكهنات حول العلاقات غير الأخلاقية واللاإنسانية في هذه الشبكة، بينما يعتبر البعض أنّ الأجواء المسمومة التي تعيشها هذه الشبكة والعروض غير الأخلاقية التي يقدّمها بعض المديرين هي سبب لانفصال المذيعات عن هذه الشبكة.

وختمت "إيران": "على الرغم من أنّ مثل هذه الحوادث والفضائح المتتالية أضرت بمصداقية وسائل الإعلام الأجنبية في نظر الشعب الإيراني، خاصة في العام الماضي، ولكن بسبب بعض العوامل الداخلية وأوجه القصور، فإننا لا نزال نشهد نسبًا من المشاهدات لهذه القنوات من الداخل، وتشير هذه المشكلة إلى حاجة وسائل الإعلام المحلية وصنّاع السياسات الإعلامية إلى الاهتمام بالتقارير الإخبارية الدقيقة والشفافة والسريعة وبناء الثقة بين الجماهير الناطقة باللغة الفارسية".

المعايير الغربية المزدوجة

وفي سياق آخر، قام رئيس منظمة العمل الثقافي الإسلامي في الجمهورية الإسلامية في إيران محمد مهدي إيماني بور بنظرة تحليلية على الخطاب الأخير للإمام الخامنئي في صحيفة "جام جم" قائلًا: "فيما يتعلق بالتصريحات القيمة للإمام الخامنئي، هناك نقاط مهمة لا بد من النظر فيها وتحليلها".

وأوضح أن النقطة الأولى، ترتبط بشعور أعداء الإسلام بالخطر تجاه تعاليم القرآن الكريم وقوته الإنسانية والاجتماعية، ففي الخطاب القرآني، حيث لا معنى للاستسلام للظلم، والسلبية في مواجهة الفجور، والانحراف عن الأنماط الطبيعية والإنسانية، وتقسيم العالم على أساس غني وفقير، وما إلى ذلك، بمعنى آخر، يعتبر القرآن الكريم وثيقة فريدة من نوعها في العالم لا تتحدى أساليب الهيمنة فحسب، بل تتحدى أيضًا مبدأ الهيمنة والقهر.

وأضاف: "خلال العقود والسنوات التي تلت نهاية الحرب العالمية الثانية، بذلت السلطات الغربية ونظام الاحتلال الصهيوني جهودًا كبيرة للسيطرة على الرأي العام وجسد وروح الدول والحكومات، إلا أن تبلور الخطاب القرآني تجلى خلال الثورة الإسلامية وتشكيل الجبهة المقاومة، ما حال دون استكمال هذه الخطة الشريرة، فالقرآن الكريم هو المصدر الأساسي والمصدر الوحيد لمواجهة حرب الأعداء المعرفية والاجتماعية والثقافية والأمنية والعسكرية، وإن تسامح الأجهزة الأمنية الغربية مع مناهضي الإسلام وتعزيزهم بمختلف الطرق يتماشى مع حقدهم وغضبهم على طبيعة القرآن الكريم، في الأساس، ليس هناك سببًا آخر لمعاداة الإسلاموية المنهجية في الغرب".    

وتابع أن "النقطة الثانية، تتعلق بالصراعات الهادفة والمعايير المزدوجة في الغرب في ما يتعلق بإهانة القيم، وفي هذا النظام المزعج، يسمى انتقاد الصهيونية وطبيعتها القاسية والاحتلالية والمرعبة بمعاداة السامية، ويصبح ضرورة ومتفق عليها لدى الديمقراطيين والمحافظين لدرجة أن الحكومات الغربية وأجهزة الدعاية تُحول الاحتلال الصهيوني علنًا إلى خط أحمر، ومن ناحية أخرى، فإن الإساءة للقرآن الذي يدعو إلى الحكمة والعدل والإيثار، والذي ينبغي اعتباره خطًا أحمر مطلقًا لا يمكن إنكاره، يصبح مسموحًا به، وتحل التفسيرات العكسية والمتعمدة للقوانين المدنية وقوانين المواطنة محل هذا المنع الأصيل، وهذا الصراع لا ينشأ من ارتباك الغرب، ولا ينشأ من عملية طبيعية في الغرب، فهذا الصراع منظم ومصمم".

وفي النقطة الأخيرة، أكّد أن "الأمر يعود إلى إدارة وتمثيل العملية الممنهجة المعادية للإسلام في الغرب من قبل الصهاينة، لقد حوّلت جماعات الضغط الصهيونية في البرلمانات ومراكز صنع القرار الحكومية ومراكز الفكر والمنظمات غير الحكومية وحتى الجامعات في الغرب وظيفتها الخفية إلى جبهة مفتوحة في السنوات الأخيرة وتحاول رسميًا تغيير الحياة الاجتماعية والثقافية للمواطنين الغربيين، من خلال توجيه جماعات الضغط القوية في هذه البلدان، وبحسب البيان الأخير للإمام فإنّ خضوع الأجهزة الأمنية والحكومية الغربية لهذا التصرف سيكون مثالًا على المقامرة الخاسرة تمامًا".

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم