الخليج والعالم
إيران: استقرار الأسواق في الواجهة
ركّزت صحيفة "إيران" في عددها الصادر اليوم على الأوضاع والمؤشرات الاقتصادية للجمهورية الإسلامية في إيران خلال الأشهر الستة الماضية، وسلّطت الضوء على الإنجازات الاقتصادية للحكومة الحالية، وتحت عنوان "استقرار الأسواق وخروج السماسرة"، قالت: "في أول 6 أشهر من العام الجاري، جلبت سوق رأس المال عائدًا بنسبة 8.2% للمساهمين، بينما تراجعت أسواق المضاربة مثل العقارات بنسبة 30%، والسيارات بنسبة 17%، كما شهد سعر الدولار نسبيًا الاستقرار وارتفاع الأسعار بنسبة 1.8% فقط".
وتابعت: " بيّن التحري عن أسواق العقارات في الدولة في الأشهر الستة الماضية أن الأسواق المالية والعقارية شهدت هدوءًا نسبيًا، كما تراجعت أسواق المضاربة أيضًا، وواجه مؤشر أسعار السيارات انخفاضًا بأكثر من 17%، وفي العام الماضي، وبسبب الاضطرابات وخلق حالة من انعدام الأمن في بيئة الاقتصاد الكلي، زادت التوقعات التضخمية للمجتمع وأدت إلى قفزة في سعر الصرف والتهاب في سوق الأصول المرتبطة بالدولار"، مردفة: "مع انتهاء أعمال الشغب وعودة الأمن إلى البلاد، انخفضت أيضًا التوقعات التضخمية للمجتمع، ومن ناحية أخرى، ومع نتائج إجراءات الحكومة الـ13 للحد من التضخم، استمر الاتجاه الهبوطي للتضخم هذا العام، كما أن دراسة أحوال العقارات والأسواق المالية تشير إلى استقرارها النسبي، وشهد سوق الدولار، باعتباره أحد الأسواق التي يكثر فيها الطلب على المضاربة مقارنة بالأسواق الأخرى، استقرارًا نسبيا هذا العام، كما شهدت أسواق الذهب والعملات المعدنية والسيارات أيضًا هذا الاستقرار، وفي بعض الأسواق مثل السيارات الأجنبية والمحلية، ترافق ذلك مع انخفاض كبير في الأسعار".
وأضافت: "شهد سوق الإسكان الكثير من النمو في الأشهر الأخيرة، وبالإضافة إلى تسارع عملية البناء، فإن استقرار سعر الدولار كان له تأثير كبير على استمرار أسعار المساكن في أول 6 أشهر من العام الجاري، كما يؤكد تحليل أحوال التضخم نقطة بنقطة لهذا القطاع إلى أنه في اتجاه تنازلي، وتظهر الدراسات الاستقصائية المختلفة لسوق العقارات أيضًا أنه تم تسجيل انخفاض متوسط بنسبة 30٪ في أسعار المساكن في الأشهر الستة الماضية".
احتمال الصراع في القوقاز
من جانب آخر، كتبت صحيفة "قدس" اليوم: "بالإضافة إلى الحرب في أوكرانيا، فإن أحد مراكز الأزمات التي اجتذبت الاهتمام العالمي والإقليمي بشكل خاص في العامين الماضيين هو الصراع بين الجمهوريتين المعاديتين دائمًا أذربيجان وأرمينيا في جنوب القوقاز والجارة لروسيا، ويمكن تشبيه الوضع اليوم في جنوب القوقاز أنه على وشك الانفجار، بحسب مراقبين سياسيين، وأثارت هذه القضية حساسية لدى صناع القرار في طهران بشأن استمرار النهج الهجومي للمحور الغربي العبري التركي في المنطقة، وأعلنوا بوضوح أن اللعب بهذه الورقة يندرج تحت الخطوط الحمراء، وبالتالي أجبر تحذير طهران القاسي حاكم باكو - أذربيجان على التراجع في الوقت الحالي عن تصعيداته المستمرة تجاه الجمهورية الإسلامية، لكن لا يمكن للمرء أن يكون غير مبال بالمخاطر الكامنة".
وأضافت: "بحسب بعض الخبراء، فإن أهداف تركيا في القوقاز متعددة الطبقات ومعقدة، لذا فمن خلال مجموعة متنوعة من المصالح المحلية والتنافس الإقليمي والعمل في سياق المصالح الغربية، تحولت تركيا إلى لاعب خطير في المنطقة، ومن الناحية الاقتصادية، فإن توفير الطاقة من دول آسيا الوسطى وجمهورية أذربيجان وتركمانستان يقع على جدول أعمال تركيا".
ولفتت إلى أنه "في الواقع، على المستوى السياسي، تتابع تركيا طرح الهيمنة بأفكار مثل العثمانية الجديدة، والوحدة التركية، وتشكيل اتحاد البلدان الناطقة باللغة التركية، كما يلعب الأتراك دائمًا دورًا كمقدم لمصالح الغرب في المنطقة، لذلك من الناحية الأمنية، فإنهم يسعون إلى عزل إيران وروسيا وإنشاء ممرات للطاقة لتجاوز طهران وموسكو، كما يخطط الأتراك لتصميم طرق في مجال تصدير البضائع في القوقاز، بحيث إذا كانت إيران تنوي تبادل البضائع إلى دول مجاورة أو أوروبية، فإن الطريق الوحيد الذي يمكن أن تمر عبره هو أراضي تركيا وحلفائها، وفي الوقت نفسه، تشعر روسيا اليوم بأنها القوة الرئيسية في القوقاز، في حين أن هذا تحليل خاطئ بحسب الكرملين، وتشير الوقائع الميدانية إلى أن المحور الغربي والتركي والعبري لديه نية فصل بعض المناطق عن جنوب أرمينيا، وهذا أمر خطير".
ونقلت عن خبير آخر في مجال القضايا الأوراسية قوله إن "المجاورة في القوقاز لقوى مثل إيران وروسيا والتنافس معها يمكن أن يكون جذابًا للغربيين والنظام الصهيوني، بالإضافة إلى ذلك، سيكون له فوائد اقتصادية وسياسية أخرى بالنسبة لهم، وفي هذا الاتجاه، ليست باكو اليوم جهة فاعلة يمكن أن تشكل تهديدًا لجمهورية إيران الإسلامية في المنطقة، ولا تمتلك جمهورية أذربيجان وحدها القوة اللازمة للتأثير على التطورات، ولهذا السبب اعتمدت سياسة الاعتماد على قوى أخرى من خارج المنطقة، لقد دخل علييف الميدان الذي حددته له الدول الغربية والصهاينة، وعلى هذا فإن الهدوء والسلام أو التوتر والحرب اليوم في القوقاز يعتمد على قرارات الجهات الفاعلة الإقليمية وخارج المنطقة، وعلى الرغم من أن الأطراف المتصارعة، أي أرمينيا وأذربيجان، هي في المقدمة، إلا أن دولًا مختلفة مثل أميركا وتركيا وروسيا بالإضافة إلى النظام الصهيوني تدير هذه الحروب والتوترات في منطقة القوقاز، والآن تلعب باكو دور الممثل الذي يكتب السيناريو له الأميركيون والأوروبيون الذين يبذلون كل ما في وسعهم لإزالة النفوذ الإيراني في منطقة القوقاز، وفي هذا الاتجاه، تم اقتراح ممر زنغزور من قبل جمهورية أذربيجان وتركيا، إن الترويج القسري لهذه الفكرة سيكون له عواقب وخيمة على باكو، لأنه سيتم انتهاك سلامة أراضي أرمينيا، وانتهاك السلامة الإقليمية والحدود الدولية للبلاد الواقعة هناك".