الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: هدف "أفغانو-فوبيا" جعل المنطقة غير آمنة
من الموضوعات المثارة حاليًا، في الفضاء الإعلامي الإيراني، هي قضية توسّع الهجرة الأفغانية إلى إيران بشكل متزايد، حيث أثارت بعض وسائل الإعلام والفاعلين على وسائل التواصل الاجتماعي هذه القضية من منظور عنصري، ما أدى إلى إثارة نقاش جديد حول هذه الهجرة المتضخمة وأسباب استغلالها والأهداف الكامنة خلف الكواليس للإفادة من هذا الملف.
"قدس": لماذا الفوبيا الأفغانية؟
كتب ميثم مهدي بور، وهو الخبير في الشؤون الأفغانية في صحيفة "قدس" تحت عنوان: "لماذا الأفغانو-فوبيا؟": "الموجة الجديدة، في الأيام الأخيرة، التي أطلقتها بعض التيارات المعارضة حول "الفوبيا الأفغانية"، تتمركز حول نقاط مهمة يجب دراستها بعناية، أولًا، لا بدّ من الاعتراف بأنّ إحدى أدوات العدوّ في الحرب الإدراكية والمعرفية التي يشنّها على هذه الجبهة هي تفعيل الخلافات بين شعبي إيران وأفغانستان؛ وهي الاستراتيجية التي شهدنا مظاهرها المختلفة في السنوات الأخيرة. ففي الحكومة الأفغانية السابقة، دُفعت رواتب لنحو 2000 شخص يوميًا من قبل بعض المؤسسات لمتابعة قضيتين والترويج لهما؛ "تعزيز ثقافة العلمانية" و"الخوف من إيران" بين المهاجرين الأفغان الموجودين في إيران. وهذا يدلّ على أنّ استغلال قدرة المهاجرين الأفغان لإثارة الفتنة هو هدف استراتيجي للعدوّ، وأنّهم يحاولون استخدام هذا الأسلوب لتدمير صورة الجمهورية الإسلامية".
وتابع: "وبعد سقوط الحكومة السابقة في أفغانستان، تراجعت هذه الموجة بعض الشيء، ورغم ذلك شهدنا في الأيام الأخيرة تشكيلًا لموجة جديدة من القلق بشأن وجود الأفغان في إيران. وهو ما ينبغي النظر إليه من زاويتين: أولاً؛ فهي جزء من الموجة التي نشأت في المجتمع وهي الشغل الشاغل للناس، ولا يمكن أن تكون مرتبطة فقط بمواقف وسائل الإعلام. فقد أدت الظروف الاقتصادية التي شهدتها أفغانستان، خلال العامين الماضيين، إلى زيادة رغبة جزء منهم في الهجرة إلى إيران، وبناءً على ذلك، شهدنا بداية موجة جديدة من الهجرة الأفغانية إلى إيران، ودخل عدد كبير من الناس من هذا البلد إلى إيران في العامين الماضيين، العديد من هؤلاء المهاجرين لم يدخلوا بلادنا بهدف الإقامة لمدة طويلة، لكنهم بقوا في النهاية. ولذلك؛ فإنّ نشأة الاهتمامات في المجتمع في هذا المجال أمر ينبغي الاهتمام به؛ وهذه القضية لا تتعلّق فقط بحركة طالبان... النقطة الثانية؛ هي مسألة "رهاب أفغانستان" الممنهج، وتظهر التحقيقات التي أجريت أنّ جزءًا كبيرًا من المحتوى الذي أُنتج، مع التركيز على "الخوف من أفغانستان"، في إيران هو المحتوى الصوتي للسنوات الماضية، والذي يحاول تأجيج الرأي العام في المجتمع باستخدام تكتيكات العمليات النفسية. وعلى هذا الأساس؛ رأينا في الأيام الأخيرة محاولتهم التلميح إلى أنّ الحدود مليئة بالمهاجرين، من خلال نشر مثل هذه الصور على نطاق واسع، في حين أنّ حدود إيران وأفغانستان تمرّ بأيام عادية، والفضاء الإعلامي يقدّم صورة بعيدة عن الواقع. ومن ناحية أخرى، يحاول روّاد "الترند" توجيه أجواء المجتمع إلى الاتجاه الخاطئ، من خلال نسب بعض الجرائم إلى المهاجرين الأفغان، حيث يحاول هذا النهج تحييد عمليات التثقيف التي تتم بهدف تعزيز علاقات الجوار والدينية بين البلدين إيران وأفغانستان".
وختم: "من ناحية، يحاول أعداء هذه الحدود إثارة مشاعر الإيرانيين... واستمرارًا لهذه العملية، فإنّ الخطوة التالية هي عكس هذا السلوك الانفعالي عند بعض الإيرانيين في المجتمع الأفغاني وتحفيز مشاعره. مثل هذا النهج يخلق التوتر بين البلدين، ويشعل في النهاية نار الحرب بينهما، والهدف الرئيسي لمثل هذه الاستراتيجية هو جعل المنطقة غير آمنة".
"جام جم": قيادة الأمل والثقة عند الشعب
من جهته، كتب الدكتور علي أصغر بور عزّت عميد كلية السياسة والقيادة، في جامعة طهران، في صحيفة "جام جم" مقالة جاء فيها أنّ: "معرفة آليات الحكم هي معرفة أصيلة وقيمة لخدمة أفراد المجتمع، المعرفة التي توفر العديد من القدرات للتنمية الاجتماعية والاقتصادية وتزيد بشكل خاص من إمكان تأثير المجتمع على مصيره. ومع تزايد التحديات التي تواجه مجتمعات المستقبل، تزداد أهمية وقيمة الجهود الرامية إلى تحسين التواصل الاجتماعي الفعال بين الحكام وعامة الناس، مع الأخذ بالحسبان أنّ إدخال أي تواصل فعّال لخلق ثقة الجمهور يتطلّب وجود لغة مشتركة، ومن المهم الانتباه إلى أنّ مجال الاتصال الجماهيري والحكام هو مجال مناقشة ضرورات ومتطلبات تقديم الخدمات والحكم من أجل تعزيز عملية التنمية الاجتماعية والاقتصادية من أجل تحسينها".
وأضاف: "في الواقع؛ فإنّ رأس مال الأمل هو أهم رأس مال نظام الحكم في أي مجتمع، من خلال التأكيد على أن المجتمع اليائس قد انهار بالفعل. ولذلك؛ فإنّ من تحرك في اتجاه تنمية أمل الجمهور، فقد تحرك في اتجاه الحفاظ على الأمن الوطني والاقتدار الداخلي، ومن يقوض الأمل العام بأي ثوب كان، ولأي سبب وبأي شكل من الأشكال، يكون من العاملين لمصلحة العدوّ والانهيار الاجتماعي... لذلك، من المناسب أن يسعى الذين يحرصون على مصالح الشعب الإيراني على كل مستوى من التسلسل الهرمي للسلطة إلى تعزيز وتطوير معرفة آليات الحكم لأنفسهم وللآخرين، وتوفير الفرص لتواصل أفضل بين الحكام والشعب، حيث يتمكّن الناس من نقل المشاكل والقضايا الاجتماعية بسرعة ووضوح إلى الحكام، ويستطيع الحكام لفت انتباه الناس، بشكل واضح وسريع، إلى العقبات والتحديات التي تعترض حلّ المشكلة وإبلاغهم بها".
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024