الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: الثغرات الأمنية تشكّل تحديًا جديدًا للصهاينة
كثرت المقالات التحليلية ضد النظام المؤقت الصهيوني في إيران، عقب كلام رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الأخير في اجتماع مجلس الأمن، حيث شن هجومًا على الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
وفي هذا الصدد، قال الخبير في شؤون غرب آسيا السيد رضا صدر الحسيني في مقال بصحيفة "جام جم" اليوم الأربعاء: "حاول جهاز الأمن والاستخبارات التابع للكيان الصهيوني "الموساد" حتى الآن تقديم نفسه كمنظمة تجسسية خطيرة بين دول المنطقة مع الكثير من الدعاية، إلا أن التسلل الأمني إلى قسم الأمن التابع لمكتب "الموساد" وإلى جانب أجزاء أخرى من البنية السياسية للنظام المحتل للقدس، يظهر الثغرات الأمنية التي واجهها النظام الصهيوني في السنوات الأخيرة".
وتابع: "في الأسابيع الماضية، نُشر خبر كان مفاجئًا جدًا، وهو سرقة إحدى الدبابات من قبل أحد الجنود في ثكنة تابعة للنظام الصهيوني، الأخبار المتعلقة بسرقة أسلحة وذخائر مختلفة من ثكنات عديدة للكيان الصهيوني الغاصب ترددت في العديد من الأوساط السياسية والأمنية في العامين الماضيين، لكن سحب دبابة أمر مفاجئ للغاية وهذا الموضوع يوضح الخلافات القوية جدًا ولامبالاة المجتمع الأمني والعسكري لهذا النظام، بالإضافة إلى الأخبار المتعلقة باختراق أرقام هواتف ومعلومات كبار المسؤولين العسكريين والسياسيين والأمنيين في النظام الصهيوني، والتي تمت معالجتها وتحليلها في العديد من وسائل الإعلام الإقليمية والدولية، فضلًا عن قضية سرقة بعض الوثائق والمعدات التابعة للكيان الصهيوني".
وختم: "هذه الحادثة الأخيرة تبين أن الموساد كأحد أجهزة المخابرات أصبح تنظيمًا مليئًا بالثغرات المعلوماتية، وغير قادر على منع التسلل الأمني إلى الدوائر الخاصة وحتى إلى مكتب رئيس الوزراء باعتباره أهم مكان سياسي وأمني للنظام، كما في الحديث عن الجيش، هناك انقسامات عميقة وخلافات كثيرة ومعارضة جدية بين السلطات العسكرية، وهذا الموضوع تسبب في سرقة الأسلحة والذخائر من قواعد هذا النظام العسكرية والأمنية، فالخلافات بين القوات العسكرية والحكومة الحالية للنظام الصهيوني الغاصب واضحة تمامًا، ويمكن رؤية بوادر هذا الاختلاف في انضمام طياري جيش نظام الاحتلال في القدس إلى المتظاهرين المناهضين لنتنياهو، وبشكل عام، يمكن تحليل أن زلزالًا قد حدث داخل النظام الصهيوني، وهو أمر خطير للغاية، واحتمال استقالة الحكومة الحالية لهذا النظام يتعزّز أكثر مما كان عليه في الماضي".
العدو يحاول فتح جبهة داخلية جديدة عبر قضية المهاجرين
في سياق آخر، وبعد مرور الذكرى السنوية للفتنة الأخيرة في إيران، ركّزت الصحف الإيرانية كثيرًا على أن فشل العدو في فتنة الحجاب والمرأة، لا يعني أنه استسلم وجلس جانبًا، بل إنّ الراصد للصحف وللنقاشات الإعلامية الجارية في الجمهورية الإسلامية في إيران يجد أنه يتم السعي للكشف عن الخطة البديلة للعدو في الأيام القادمة.
ومن بين التحليلات التي ذُكرت في هذا المجال، قضية المهاجرين وإثارة النعرات بين الإيرانيين والأفغان القاطنين في إيران وغيرهم من المهاجرين، بهدف زعزعة الأمن الداخلي أولًا وتقليص آثار دبلوماسية حسن الجوار الناجحة للحكومة ثانيًا.
وبحسب صحيفة "قدس"، فإنه "في هذه الأيام، أصبحت المناقشات حول المهاجرين الأفغان ساخنة مرة أخرى، ليس هناك شك في أن الفجوة الاجتماعية التي نشأت بين الإيرانيين والأفغان تمتد جذورها إلى عدة عقود، ولكن لماذا تزداد موجة الكراهية بين البلدين بقوة هذه الأيام؟ للوصول إلى الإجابة الرئيسية على هذا السؤال، يرى الكاتب في الصحيفة أنه ينبغي توسيع زاوية النظر قليلًا، وأن ننظر إلى الموضوع من أعلى قليلًا، وبهذه الطريقة، فإن نشر الكراهية بين إيران وأفغانستان ليس سوى قطعة واحدة من اللغز، ولهذا اللغز أيضًا قطع أخرى، مثل: محاولة إشعال نار الحرب في القوقاز، محاولة تسليح الإرهابيين الانفصاليين في العراق، محاولة تعطيل عملية المفاوضات بين إيران والمملكة العربية السعودية تحت ذرائع مثل علاقة السعودية مع روسيا، محاولة النظام الصهيوني تحويل مسألة تقنية مثل حقل أراش النفطي إلى مشكلة سياسية أمنية، ومحاولة تعكير صفو العلاقات بين إيران وتركيا، ومحاولة إظهار إيران كشريك مع روسيا في حرب أوكرانيا".
وتابعت: "هناك تخطيط كثيف لجعل البلاد غير آمنة بمساعدة الإرهابيين المستوردين وغيرها من القضايا، إن دقة هذه الأحداث المتتالية تظهر أن الغرب يسعى في جميعها إلى هدف واحد فقط، وهو "فتح جبهة جديدة في إيران"، فمن خلال تبني سياسة حسن الجوار، قامت الحكومة الثالثة عشرة، مع محاولات الجمهورية الإسلامية الإيرانية الاستغناء عن أوروبا والولايات المتحدة، بتوزيعها مصالحها في المنطقة وأيضًا على الدول المحايدة في العالم، وتمكنت الجمهورية من تحييد سياسة الضغط الأقصى التي ينتهجها الغرب، والتي كانت تعتمد على العقوبات القاسية والعزلة السياسية لإيران، بمعنى آخر، فإنّ سياسة الجوار التي تنتهجها الحكومة لم تكتف بنزع أدوات الضغط من الغرب وتحويلها عمليًا إلى فرصة لخدمة تطوير البنية التحتية للبلاد، بل إنها من خلال تقريب إيران من دولة مثل المملكة العربية السعودية، قامت عمليًا بنزع سلاح العدو في المنطقة، لذلك، في الخطوة الأولى، ذهب العدو إلى الفجوات الاجتماعية القديمة كالتي بين المهاجرين الأفغان وإيران".