الخليج والعالم
إلقاء القبض على شبكة إجرامية في طهران محور اهتمام الصحف الإيرانية
تناولت الصحف الإيرانية الصادرة، صباح اليوم الثلاثاء، موضوع الشبكة الإرهابية الإجرامية التي وقعت في قبضة قوات الأمن الإيرانية، والتي كانت تنوي إحداث 30 تفجيرًا في أماكن مكتظة بالسكان داخل طهران وخارجها. كما تناولت الصحف الاجتماع الأخير لجمعية الأمم المتحدة المنعقد في نيويورك، والذي رأت فيه فشلًا في القيام بمهمتها في حفظ السلام، وأنّ هذه الجمعية بصفتها أقوى مؤسسة عالمية أثبتت أنّها لم تعد قادرة على التعامل مع الأمور المعقدة والمتعددة الأوجه في عالم اليوم.
وأشارت الصحف الإيرانية الى تصريحات رئيس وزراء العدوّ بنيامين نتنياهو السنوية ضد إيران، في الجمعية العامة للأمم المتحدة، والتي يخصص جزءًا كبيرًا منها حول مزيد من العقوبات الاقتصادية ضد الإيرانيين، في الوقت الذي لم يدخر كيانه الغاصب جهدًا في الأعمال الإجرامية والإرهابية ضد الأمة الإيرانية في السنوات القليلة الماضية.
بداية، مع صحيفة "همشهري" التي كتبت في عددها اليوم الثلاثاء: "تروي أحداث العام الماضي في البلاد، وخاصة مشروع "التخريب" الذي بدأ في أيلول/سبتمبر العام 2022، أنّ الأعداء والمعارضين استخدموا الإعلام ووسائل التواصل للوصول إلى نتائجهم، ولكن بعد اليأس من نجاح الحرب الناعمة الموجهة ضد الأمة الإيرانية، نجدهم مرة أخرى يستخدمون استراتيجية "الإرهاب" ودعم الإرهابيين في أجندتهم".
وأضافت الصحيفة :"أنّ نشر وزارة الاستخبارات خبر اعتقال 28 إرهابيًا، في الأيام الأخيرة، والذين صمّموا الخطة المشؤومة المتمثلة بإحداث 30 انفجارًا متزامنًا في الأجزاء الأكثر اكتظاظًا بالسكان في طهران، يدل على أنّ أعداء هذه المنطقة، لن تُؤتي مشاريعهم لزعزعة استقرار البلاد في العقود القليلة الماضية ثمارها، فقد تحولوا إلى الاستراتيجيات الفاشلة في الستينيات، ويحاولون تقديم عرض زعزعة استقرار إيران باستخدام أداة الإرهاب، هذا المشروع واجه فشلاً ذريعًا بسبب يقظة أجهزة المخابرات والأمن في البلاد".
وختمت "همشهري": "تشير الإحصائيات المتوفرة إلى أنّه اُعتقل أكثر من 200 إرهابي في البلاد حتى الآن هذا العام، ونحو 20% من هذه الاعتقالات جرت في طهران، في المقابل، كشفت وزارة المخابرات عن إبطال مفعول نحو 400 قنبلة في البلاد خلال العام الحالي فقط".
الأمم المتحدة مشتّتة
في سياق الأصداء المستمرة للقاءات نيويورك في الأمم المتحدة، كتبت صحيفة "قدس" أنّه: "على الرغم من وجود طلبات لإصلاح هيكل الأمم المتحدة منذ سنوات، إلا أنّ اجتماع الجمعية العامة الـ78 المنعقد الأسبوع الماضي في مقر المنظمة في مدينة نيويورك، شهد تزايدًا في طلبات يتركز أغلبها حول تغييرات في هيكل المؤسسة المهمة وهي مجلس الأمن. وقد طرح الأعضاء أسبابًا كثيرة لهذا الأمر، لكنّ السبب الأهم هو أنّ هذه المؤسسة فشلت في القيام بمهمتها في حفظ السلامـ وأثبتت أقوى مؤسسة عالمية أنها لم تعد قادرة على التعامل مع الأمور المعقدة والمتعددة الأوجه في عالم اليوم. والجزء المثير للاهتمام من قصة الاجتماع الأخير للأمم المتحدة؛ كان الإعلان عن دعم الولايات المتحدة وروسيا لإصلاح هيكل مجلس الأمن. ودعا جو بايدن، إلى جانب مستشارة ألمانيا والرئيس التركي ورئيس وزراء اليابان أنطونيو غوتيريش الرئيس الحالي للأمم المتحدة، بالإضافة إلى كبار دبلوماسيي البرازيل والهند، إلى زيادة عدد الأعضاء الدائمين في الأمم المتحدة والأعضاء غير الدائمين في مجلس الأمن من خلال دعوة البلدان النامية، بما في ذلك البلدان الأفريقية وأميركا اللاتينية".
وبحسب "قدس"؛ فإنّه: "حتى الآن، لم تنجح محاولات الإصلاح الهيكلي في الأمم المتحدة، إذ إنّ السبب الأكثر أهمية وراء هذا الفشل لا بدّ وأن يكمن في عدم رغبة الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن في الحدّ من احتكارها للسلطة وحق النقض (الفيتو).. الآن يبدو أنّ الولايات المتحدة وروسيا والصين يؤيدون تغيير هيكلية مجلس الأمن، لكن هل يمكن أن يؤدي إعلان الدعم الشفهي هذا إلى تغيير في هيكلية مجلس الأمن؟".
وبحسب الدكتور سيد داود آغايي، خبير العلاقات الدولية والقانون، وفي كلامه لصحيفة " قدس"؛ رأى أنّ: "طلب الإصلاح والتغيير في الأمم المتحدة، وخاصة مجلس الأمن، هو قضية قديمة وخطيرة منذ نهاية الحرب الباردة... بالرغم من أنّ أميركا لم تعرب جديًا وعلنيًا عن معارضتها لتغيير هيكل مجلس الأمن، إلا أنّها تعرقل ضمنًا إصلاحه، لأنّه بالنسبة إلى دول مثل الولايات المتحدة وبريطانيا، وهما من الأعضاء الدائمين في المجلس، إنّ وضع مجلس الأمن يشبه "صندوق باندورا"؛ بمعنى أنّ القبول بأي تعديل في هيكلية هذا المجلس سيعني فتح باب هذا الصندوق، وبعد ذلك لن يعود الوضع تحت السيطرة. ولذلك؛ فإنّ تركيز هذه الدول هو الحفاظ على هذا الهيكل وإبقاء السلطة في أيدي عدد قليل منها". وأشار الخبير الى أنّ: "حديث غوتيريش، عن ضرورة تغيير هيكل مجلس الأمن، هو لأنّه وصل إلى حقيقة أنّ النظام الدولي قد مرّ بتغييرات جوهرية، فقد تشكّل هيكل الأعضاء الحاليين في المجلس، أي خمسة أعضاء دائمين، عندما كان عدد أعضاء الأمم المتحدة 51، ولكن اليوم، على الرغم من أنّ هذا العدد قد تضاعف أربع مرات تقريبًا وهناك 193 دولة عضو في الأمم المتحدة، إلا أنّ عدد الأعضاء الدائمين ما يزال كما هو".
الطبيعة الإجرامية للصهاينة
بدورها، رأت صحيفة "وطن أمروز" أنّ "بنيامين نتنياهو رئيس وزراء الكيان الصهيوني، واستمرارًا لتصريحاته السنوية ضد إيران في الجمعية العامة للأمم المتحدة، خصص جزءًا كبيرًا من خطابه لإيران. قلم يدخر جهدًا في القيام بالأعمال الإجرامية والإرهابية ضد الأمة الإيرانية، في السنوات القليلة الماضية، طالبًا هذه المرة المزيد من العقوبات الاقتصادية ضد الإيرانيين، وبالإضافة إلى ذلك، هاجم إيران رسميًا".
وتابعت الصحيفة: "في حين أنّ النظام الصهيوني المؤقت يريد مواجهة البرنامج النووي السلمي البحت للجمهورية الإسلامية الإيرانية، فهو النظام الوحيد في منطقة غرب آسيا المجهز بقنبلة ذرية، والتي تمتلك العشرات من الرؤوس النووية، وتهدّد إيران بهجوم نووي. قفد كشف نتنياهو مرة أخرى عن طبيعة تل أبيب الإرهابية والإجرامية، بالرغم من أنّ التهديد النووي من النظام الصهيوني ليس بالأمر الغريب؛ ففي كل يوم، يرتكب هذا النظام جرائم ضد الفلسطينيين في الأراضي المحتلّة، حيث وصفت منظمات حقوق الإنسان الجرائم التي يرتكبها الصهاينة بحق الفلسطينيين بأنها إبادة جماعية، ودعت المجتمع الدولي إلى التعامل مع هذه الجرائم".
وبحسب "وطن أمروز"؛ أعلن مكتب نتنياهو في بيان له أنّه كان يقصد تهديدًا عسكريًا مشروعًا، وليس تهديدًا نوويًا. ولكن يجب التأكيد على أنّه من غير المرجّح أن يكون رئيس وزراء الكيان الصهيوني قد ارتكب خطأ بهذا المستوى، وفي خطاب مهم كهذا أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، بل يبدو أنّ الصهاينة خائفون من تزايد قوة إيران، ومثل هذا التهديد هو ردّ فعل على هذا الخوف.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024