الخليج والعالم
"قسد" ترفع أسعار المحروقات بنسب خيالية واحتجاجات شعبية مُناهضة
دمشق - علي حسن
للمرة الثانية خلال شهر ودون سابق إنذار، رفعت ما تُسمّى الإدارة الذاتية التي تنضوي تحتها ميليشيا "قسد" أسعار المحروقات بنسب تجاوزت الـ 300 والـ400 %، من دون وجود أيّ سبب أو مبرّر منطقي لهذا القرار، الأمر الذي قوبل بموجة غضب شعبية عارمة عبّرت عنها التظاهرات والإضرابات التي شهدتها مناطق واسعة من مناطق سيطرة الميليشيا الانفصالية.
قرارات غير مبرّرة
وفي قراءة للخطوات الاستفزازية الأخيرة لـ"قسد" بحق الأهالي، قال المحلّل السياسي محمد علي لموقع "العهد" الإخباري إن أحد أهمّ الأسباب التي دفعت "قسد" لخطوتها الأخيرة هو الإنتصار العسكري الأخير الذي حقّقته على العشائر العربية التي انتفضت في وجهها واعتقادها الخاطئ بأن هذا القرار يمكن أن يمرّ دون مشاكل في المناطق التي أعادت السيطرة عليها حديثًا، وفي المناطق التي تشكّل مناطق نفوذ طبيعي لها، حيث المكون الكردي الغالبية العظمى فيها"، مشيرًا الى أن المفاجأة كانت في أن هذه المناطق هي أوّل من تحركت للاحتجاج على هذه القرارات خاصة في معبده الذي شهد تظاهرات غاضبة، في حين شهدت المالكية والقامشلي إضرابات واحتجاجات بالإضافة إلى منبج.
واستهجن علي هذه القرارات، واصفًا إياها بغير المبرّرة على الإطلاق، خاصة أن الميليشيا الانفصالية تُسيطر على نحو 90 % من الثروة النفطية والغازية في سورية، فضلًا عن المخزون الاستراتيجي للقمح، وعلى الرغم من ذلك تم رفع سعر الخبز بنسبة تزيد عن أربعة أضعاف.
وبحسب المحلّل السياسي، بالنظر إلى ضخامة الإنتاج وقلّة عدد السكان في تلك المناطق فإنه لايمكن أبدًا تبرير مثل هذه القرارات إلّا بكونها عملية نهب منظّم وسرقة موصوفة لمقدّرات البلاد لحساب الولايات المتحدة، صاحبة الأمر والنهي في شرق الفرات وإن كانت قسد الواجهة المعلنة لهذه القرارات.
أسباب سياسية وأمنية لزيادة الأسعار
من ناحيته، اعتبر المحلّل السياسي ابراهيم العلي أن هناك دوافع سياسية وأمنية لقرارات "قسد"، من ضمنها زيادة الضغط على الحكومة السورية لمنع نقل المحروقات إلى مناطق سيطرتها وذلك برفع أسعارها"، لافتًا الى أن "هذا يأتي ضمن سياق الضغوطات الأمريكية الجديدة على سورية والمتزامنة مع زيادة نشاط العمليات الإرهابية في البادية والشمال السوري والتحركات المشبوهة في السويداء، الى جانب تجديد العقوبات الأمريكية والضغط على الدول العربية لوقف انفتاحها على دمشق".
وتحدّث العلي عن دوافع أمنية خاصة بمليشيات "قسد"، وقال "بعد المواجهات الجديدة مع العشائر العربية والانشقاقات التي حصلت في صفوف "قسد" كان هناك قرار بزيادة رواتب مقاتليها ضمانة لولائهم لها وهذا لايتم إلّا على حساب الناس ولقمة عيشهم خاصة وأن أسعار المحروقات تتعلّق بكل السلع وتؤثّر على القطاع الصناعي ونقل البضائع والشحن"، متوقعًا أن يتسبّب القرار بزيادة الاحتقان الشعبي ضدّ "قسد" واستمرار المواجهات معها.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
23/11/2024