الخليج والعالم
كلمة السيد رئيسي في الأمم المتحدة محور اهتمام الصحف الإيرانية
ركّزت الصحف الإيرانية الصادرة، اليوم الأربعاء، على الكلمة التي ألقاها الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أمس الثلاثاء. كما تناولت بعض الصحف ملف تبادل الأسرى مع الولايات المتحدة واستلام 6 مليارات دولار من كوريا الجنوبية، محاولة التقليل من إنجازات حكومة السيد إبراهيم رئيسي في هذا الشأن.
وكتب المحلل السياسي الإيراني الدكتور مراد عنادي حول حضور رئيس الجمهورية الإسلامية الإيرانية السيد إبراهيم رئيسي، في الجلسة 78 للجلسة العامة للأمم المتحدة في نيويورك، في صحيفة "جام جم"، مقالًا قال فيه إنّه :"بالرغم من أنّ رؤساء الدول الأعضاء، وخاصة الدول النامية، في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة، اشتكوا من البنية المعيبة والتوزيع غير العادل للسلطة في هذه المنظمة، وخاصة في مجلس الأمن، حيث يسعون إلى إصلاح هيكله، ولكن رغبة الأعضاء الدائمين في المجلس هي الحفاظ على الوضع الراهن. ويبدو أنّ صرخة أغلبية الأعضاء المطالبة بالعدالة لتغيير الوضع الراهن لم تصل، على الرغم من الجهود التي تبذلها الدول النامية، بما فيها جمهورية إيران الإسلامية، لرفع كفاءة الأمم المتحدة وتحويلها من منظمة للدول القوية إلى منظمة تتحدث باسم غالبية أعضاء الأمم المتحدة وزيادة عدد الدول الأعضاء فيها... ولكن تظهر الأحوال الراهنة أنّ هناك طريقًا طويلًا لتحقيق هذه الأهداف".
وأضاف عنادي: "يعدّ إعلان دول الجنوب في الاجتماعات السنوية للجمعية العامة، والذي ينعكس في الخطابات العامة لرؤساء الدول الأعضاء كلّ عام، بمثابة ضربة للأمين العام للأمم المتحدة، والتي ينبغي أن تأخذ إرادة أغلبية أعضاء الأمم المتحدة على محمل الجد، لأنّ هذه المطالب تتكرر وتتابع بقوة أكبر كلّ عام، وممّا لا شك فيه أنّ تجاهل مثل هذا الطلب سيزيد الفجوة بين الشمال والجنوب"
وقال عنادي: "ظاهريًا، تقدّم الولايات المتحدة نفسها على أنها الداعم الرئيسي للأمم المتحدة من خلال استضافتها ودفع ربع ميزانية المنظمة، لكن عمليًا تستخدم واشنطن هذه الحالات وحق النقض للسيطرة على المنظمة وإضفاء الشرعية على ممارستها فيها وسياساتها التدخلية في العلاقات مع الأعضاء الآخرين. وفي مثل هذه البيئة التي تواجه فيها الأمم المتحدة عدة معادلات مجهولة لزيادة الكفاءة ومأسسة مبادئ وأهداف ميثاقها، إذ يعدّ الاجتماع السنوي للجمعية العامة وانعكاس آراء الدول الأعضاء فيه فرصة لتحقيق الحلول التنفيذية. ووفقًا للخبراء، فإنّ الحل الأفضل هو الاستماع إلى انتقادات واقتراحات رؤساء الدول الذين يسعون، بغض النظر عن السياسة القائمة على القوة والاعتماد فقط على منطق القوة، إلى مساعدة الأمم المتحدة على التغلب على المشاكل الحالية والتوصل إلى حلّ تؤدي فيه هذه المنظمة دورًا بارزًا في حلّ الصراعات والمشاكل دولية".
ورأى عنادي أنه "إضافة إلى ذلك، ممّا لا شك فيه أنّ صحبة الصين وروسيا، على نحو ينافس ويتحدى أوروبا وأميركا، مع دول مثل الهند والبرازيل وإيران وجنوب أفريقيا ومصر والسعودية، وهي جميع أعضاء "البريكس" ويتطلّعون إلى نظام دولي جديد، ويمكنهم أن يكونوا فعّالين للغاية في هذه العملية".
المعايير المزدوجة للحكومة في السياسة الخارجية
كتبت صحيفة "مردم سالاري"، وهي من الصحف الإصلاحية في إيران، أنّ: "أنصار حكومة السيد رئيسي، الذين ليس لديهم إنجازات ملحوظة في المجال الدبلوماسي، بالغوا في الأيام الأخيرة في تبادل الأسرى مع الولايات المتحدة واستلام 6 مليارات دولار من كوريا الجنوبية، كما لو كانت هذه آثار خطة عمل شاملة أخرى. ورغم أنهم وصفوا خطة العمل الشاملة المشتركة بكلّ إنجازاتها بالمذلة، إلا أنهم يرون استلام طلب النفط واستلام الأموال من كوريا وتبادل الأسرى قمّة الكرامة والشرف!".
وأشارت الصحيفة الى أنّ: "وسائل الإعلام الموالية للحكومة روّجت لتلقي طلب نفطي بقيمة 6 مليارات دولار من كوريا الجنوبية، في ظل وعد المسؤولين الحكوميين مرارًا وتكرارًا بتلقي هذا المبلغ لأكثر من عام. وفي كل مرة لا يُعاد المبلغ، ومع ذلك حصلوا هذه المرة على 6 مليارات دولار بدلاً من 7 مليارات دولار ويرونها نتيجة انخفاض قيمة عملة الدولة المدينة، لكنهم لا يوضّحون سبب صمتهم في كل مرة فشلوا في استلام هذا المبلغ في العام الماضي"، بحسب اعتقاد الصحيفة.
وبحسب "مردم سالاري": "في نيسان/أبريل من العام الماضي، أُعلن عن إطلاق سراح سبعة مليارات دولار من الأموال المحتجزة لإيران، وذكر الإعلام الحكومي أنّ مسؤول رفيع المستوى جاء إلى طهران، وأحد أهداف هذه الرحلة كان وضع اللمسات الأخيرة على آلية الإفراج عن 7 مليارات دولار من العملات المجمّدة الإيرانية، وجاء في هذا الخبر الذي نشر نقلاً عن مصدر مطلع في البنك المركزي أنه سيتم إيداع 7 مليارات دولار من العملات الإيرانية المجمدة في حسابات إيران".
وفي حزيران/يونيو من العام الماضي، وبحسب الصحيفة، وبعد أيام قليلة من زيارة سلطان عمان هيثم بن طارق لإيران، أعلنت وكالة الأنباء الرسمية "إرنا" مرة أخرى، هذه المرة نقلاً عن مصادر أجنبية، عن الإفراج عن 7 مليارات دولار من الأصول الإيرانية في كوريا الجنوبية، والتي كانت معلومات غير دقيقة أيضًا.. وخلال هذين العامين لم يقدّم أي من المسؤولين الحكوميين ووسائل الإعلام الداعمة لهم تفسيرًا لورود هذه المعلومة الكاذبة، وهم الآن يبالغون في هذه الحادثة، وكأنّ ملحمة قد حدثت".
وتابعت "مردم سالاري": "حتى صحيفة كيهان تناولت ركوع أميركا أمام إيران، في حين أنّ هذه الأموال لا يمكن إنفاقها إلا في دولة قطر وتحت إشراف الولايات المتحدة لتوفير الغذاء والدواء، وليس من الواضح ما معنى ركوع الولايات المتحدة في هذا الأمر".
وختمت "مردم سالاري": "الغريب هو معاييرهم المزدوجة في الحكم على العلاقة المتوازنة مع العالم، فبموجب هذه المعايير المزدوجة يرون التعاون والتفاعل مع الغرب باطلاً، ولكنهم يقعون في حبّ الشرق، كما أنهم ينفون التعامل مع السعودية عندما لا يكونون مسيطرين على الحكومة ويحتلّون السفارة والقنصلية السعودية، لكن مع تغيير الحكومة يرون إقامة علاقات مع السعودية إنجازًا.