الخليج والعالم
الصحف الإيرانيّة: العدوّ فقد فاعليّة أدواته في الفتنة الأخيرة
استذكرت الصحف الإيرانيّة أحداث الشغب التي وقعت في البلاد العام الماضي، مع اقتراب الذكرى السنوية للفتنة. وبهذا السياق، قال عضو المجلس الأعلى للثورة الثقافية أمير حسين بانكي بور، في مقال بصحيفة "همشهري": "مضى نحو عام على انطلاق مشروع زعزعة استقرار إيران من قبل أعداء هذا البلد. ولذلك؛ فإنّ هناك ضرورة لا يمكن إنكارها لمراجعة التطورات خلال هذه المرحلة، والمهم بشكل خاص في مثل هذه الحال هو تعريف المجتمع بالأدوات التي يستخدمها العدوّ في هذا المجال، وينبغي أن يوضح للجميع أن ما انخرطت فيه البلاد، خلال العام الماضي، هي حرب مشتركة شاملة، استخدم الأعداء فيها كلّ أدواتهم لتحقيق أهدافهم ونواياهم الشريرة. وفي هذا السياق، كانت الأداة الأكثر مركزية لزعزعة استقرار البلاد وتأجيج نيران الفوضى هي خلق الأكاذيب وركوب موجة تحريض الرأي العام".
وتابع: "خلال هذه المرحلة، رأينا مرات عديدة أنّ الأعداء والمعارضين للثورة والجمهورية الإسلامية، بوضع استراتيجية "نشر الباطل" على جدول الأعمال، حاولوا نشر أخبار كاذبة اختلقتها مؤسساتهم البحثية على مستوى واسع في المجتمع، ومن ثم الاعتماد على استراتيجية نشر الأخبار الكاذبة على نطاق واسع من أجل توجيه الرأي العام في الاتجاه الذي يريدونه. وعلى هذا الأساس أظهرت التحقيقات أنّ مثيري الشغب استخدموا أنواع الأدوات الإعلامية كافّة للتأثير على المجتمع خلال العام الماضي، ولم يدخروا أي نوع من الكذب".
وأضاف بانكي بور: "لكن النقطة المهمة هي الإستراتيجية التي تستخدمها وسائل الإعلام المعادية، والتي يجب أن تُشرح زواياها وأدواتها ووظائفها المختلفة بوضوح للمجتمع. فخلال هذه المرحلة استخدم الأعداء أدواتهم الإعلامية كافّة، من القنوات الفضائية الناطقة باللغة الفارسية إلى جميع أنواع شبكات التواصل الاجتماعي، من أجل توجيه عقول المجتمع من خلال نشر الأخبار الكاذبة والملفقة حتى يصدق الناس أنّ الأكاذيب التي ينشرونها هي الحقيقة. ورغم أنّ هذا التكتيك ربما كان قادرًا على توفير منصّة مناسبة لخداع المجتمع والرأي العام على المدى القصير، إلا أنّ مسار التطورات أظهر أنّ الأعداء لم يتمكنوا من تحقيق أهدافهم على المدى الطويل، والآن يعترف الجميع بأنّ أسلوب الكذب فقد فاعليته وتحوّل من أداة فعالة في أيدي المعارضين إلى ممارسة فاضحة منهم، لا يمكن أن تربك عقول المجتمع كما كان في الماضي".
وقال: "النقطة هنا هي أنّه على المدى الطويل، عندما يدرك الناس الأكاذيب والأخبار الكاذبة من وراء الكواليس من الأعداء والمعارضين، ستُفقد ثقتهم ولن تعد الأخبار المزيفة فعالة، في هذه الأثناء، كلما كانت هذه الحرب المشتركة أكثر شمولًا، رغم ضررها، يمكن أن تكون مفيدة. لذلك أعتقد أنّ مثل هذه الحرب المشتركة واسعة النطاق، على الرغم من أنّها يمكن أن تؤدي إلى ضربات وإصابات في بعض الأماكن في المجتمع، ولكن إذا اعتمدت استراتيجيات فعالة وزيادة مستوى الوعي العام، فإنها يمكن أن تساعد في تقوية جذور المجتمع وتكون فعالة في هذا المجال. وكما رأينا في العام الماضي، على الرغم من أنّ حرب الأعداء المشتركة ضربت البلاد في بعض الأماكن، إلا أننا نرى أخيرًا أنّ جذور المجتمع أصبحت أقوى من ذي قبل، والآن أصبح جزءًا كبيرًا من المجتمع على علم بالأكاذيب والخداع الإعلامي للأعداء والمعارضين، ولم يعد من الممكن خداع الرأي العام بسهولة بنشر الأخبار الكاذبة وعمليات القتل وغيرها. إذ إنّ دراسة التطورات التي شهدتها البلاد خلال العام الماضي تحمل رسالة واضحة مفادها أنه رغم خضم أعمال الشغب، كان انتشار الأخبار الكاذبة قادرًا على خداع قسم من المجتمع والتأثير عليه بحجم كبير، ولكن بعد أن انحسر غبار تلك الأعمال، وأصبح الجميع يدركون كذب الأعداء، فشل المعارضون في تحقيق أهدافهم التي كانت زعزعة استقرار البلاد".
مدين إيران الكبير
في سياق آخر، يبرز على السطح بين "التيار الإصلاحي المعارض" لحكومة السيد إبراهيم الرئيسي والتيار الثوري المحافظ الداعم لحكومته نقاشات متعددة؛ أبرزها بيان الفروقات بين الحكومة الحالية والحكومة السابقة التي كانت برئاسة الشيخ حسن روحاني. وفي هذا الصدد، قالت "وطن أمروز" إنّ: "وزير الشؤون الاقتصادية والمالية، أعلن أمس، ولأول مرة، تسوية 550 ألف مليار تومان من ديون الحكومتين الحادية عشرة والثانية عشرة التي كانت برئاسة الشيخ روحاني من قبل حكومة السيد إبراهيم رئيسي".
وبحسب "وطن أمروز"، فإنّ: "إحدى المشاكل الكبيرة التي تواجهها الحكومة الـ13 هي حجم الديون الهائل الذي خلفته الحكومة السابقة، وبسبب عدم القدرة على بيع النفط، وعدم القدرة على تحييد العقوبات، وما تلا ذلك من انخفاض حاد في عائدات النفط، لجأت حكومة روحاني إلى الاقتراض على نطاق واسع لإصلاح عجز ميزانيتها. ولهذا السبب رأينا أنّ الحكومة السابقة أصدرت سندات دين بأكثر من المسموح به، واقترضت مبالغ طائلة من البنك المركزي، ولم تسدد التزاماتها تجاه المقاولين والشركات والضمان الاجتماعي، ومنذ بداية عملها كان على حكومة السيد رئيسي تسوية هذا المبلغ الضخم من الديون. وقد قامت حتى الآن بتسوية 550 ألف مليار تومان من هذه الديون، وبالطبع ليس هذا نهاية العمل، لا يوجد تقدير دقيق للديون المترتبة على حكومتي روحاني، ويرتبط جزء من هذه الديون بديون الحكومة للشركات غير الحكومية والحكومية والديون بالعملة الأجنبية، وبطبيعة الحال، لولا القائمة الضخمة لديون حكومة روحاني، لكان من الممكن أن تنفق الحكومة الحالية الدخل الناتج عن زيادة صادرات النفط بمقدار الضعف لتحسين معيشة الناس، لكن كان من المحتم أن تلغى هذه الديون".