الخليج والعالم
الصين.. القلق الدائم للولايات المتحدة
يؤرق التقدّم الصيني في المجالات كافّة الولايات المتحدة الأميركية، ما يدفعها لمراقبة خطواتها كلّها والهجوم عليها كلّما سنحت الفرصة. وبهذا الصدد، ذكر الدبلوماسي الأميركي السابق المعروف زلماي خليل زاد أنّ : "الصين أصدرت الأسبوع الفائت خريطة جديدة تسمى "10-Dash map" بعدما كانت أصدرت خريطة "Dash-9"".
وفي مقالة نُشرت على موقع "National Interest"، أوضح الكاتب - وهو يُعدّ من الشخصيات البارزة في مؤسسة الحزب الجمهوري - أنّ الخريطة الجديدة تمثل تصعيدًا من بكين يهدف إلى تعزيز مساعيها الأحادية من أجل إعادة رسم الحدود الدولية؛ وفقًا لتعبيره. كما وصف إصدار هذه الخريطة بالخطوة "الاستفزازية للغاية"، فبرأيه هي "تنتهك قانون البحار الدولي".
وتابع الكاتب أنّ: "الخريطة الجديدة تصل إلى المنطقة المحيطة بتايوان"، مشددًا على: "ضرورة ألا تقف الولايات المتحدة متفرّجة بينما "تحاول الصين إعادة رسم الخريطة العالميّة". وأردف الكاتب أنّ: "بكين تنوي الاستيلاء على المزيد من الأراضي والموارد، حيث الكثير من المناطق المحدّدة في الخريطة هي غنيّة بالهيدروكربونات"، وفقًا لزعمه، مدعيًا أنّها: "تحاول تكثيف الضغوط على تايوان من خلال الاقتراب من حدودها".
كما تحدث الكاتب عن :"عرض عضلات" تقوم به الصين مع الدول المجاورة؛ بينما تختبر ردّ الفعل ومدى تصميم إرادة واشنطن". وأضاف أنّ: "الخطوة الأخيرة التي أقدمت عليها الصين تحمل معها تداعيات خطيرة للولايات المتحدة، وأنّه سيكون من الخطأ الاستخفاف بالموضوع واعتباره مجرد إثارة ضجيج". وقال الكاتب: "إنّ الهيمنة الصينية في المنطقة" ستغيّر ميزان القوة العالميّة، وتهدّد بشكل مباشر المصالح الحيوية للولايات المتحدة".
وتقدم زلماي خليل زاد بعدد من التوصيات، من بينها "ردع التصعيد والعدوانية الصينية"، وفقًا لقوله، على أساس أنّ ذلك يتحقق من خلال معالجة الثغرات في قدرات أميركا وحلفائها. وشدّد على أنّ عملية "إعادة توازن القوة" إلى المنطقة يجب أن تتسم بمشاركة الأعباء، مؤكدًا ضرورة استخراج العبر من الأخطاء التي ارتكبتها واشنطن في أوروبا خلال مرحلة "احتواء" الاتّحاد السوفياتي" السابق، كذلك أكد ضرورة ألا تتحمل واشنطن الثقل الأساس في هذه الأعباء.
كما تحدث الكاتب عن أهميّة معالجة الثغرات في مجال صناعة السفن، لافتًا إلى أنّ الصين تتفوّق، بشكل كبير، على الولايات المتحدة في مجال القدرة الاستيعابية لأحواض بناء السفن. وشدّد الكاتب أيضًا على ضرورة أن تتولّى الولايات المتحدة دور الوسيط من أجل حلّ الخلافات بين الدول المتناحرة التي تتأثر بخريطة "Dash-10"، مشيرًا إلى أنّ الخلافات الثنائية تقوض قدرة هذه الدول على التحرك، قائلًا إنّ أمام بلاده :"فرصة للعب دور الوسيط والعمل خلف الكواليس من أجل المساهمة في تسوية الخلافات". وأضاف أنّ "من شأن مثل هذه الخطوات تمكين الدول المتأثرة من اعتماد سياسات التعاون المشترك"؛ في مواجهة ما أسماها "الاستفزازات الصينية"".
كما قال: "إنه يجري تضخيم المخاطر الجيوسياسية التي قد تنتج عن تبني السياسات التي طرحها، وإن الصين قد تخطئ بالحسابات على صعيد قدراتها على مواصلة التعديات". وتحدث عن إمكان الدخول في نزاع إقليمي كبير نتيجة هذه التطورات، مشددًا على ضرورة اتخاذ خطوات ملموسة؛ مثل تلك التي طرحها بُغية تجنّب اندلاع النزاع.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
تظاهرات في جنيف لمحاكمة نتنياهو كمجرم حرب
23/11/2024