الخليج والعالم
لا تطبيع بين السعودية وكيان العدو بشروط نتنياهو
قال الكاتب الأميركي توماس فريدمان إن صفقة التطبيع بين السعودية و"إسرائيل" التي تخدم مصالح واشنطن هي التي تنص على "حل الدولتين" بين الكيان الصهيوني والفلسطينيين، ولكن بشروط ستؤدي بشكل شبه مؤكد إلى تفكك الائتلاف "الإسرائيلي" الحاكم.
وفي مقالة نُشرت بصحيفة "نيويورك تايمز"، أضاف الكاتب أنَّ رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يحاول تقديم نموذج آخر، في حين دعا الرئيس الأميركي جو بايدن وولي العهد السعودي محمد بن سلمان إلى عدم السماح لنتنياهو بأن يقوم باستغلالهما.
كذلك شدد على أنَّه لا يمكن التطبيع مع حكومة "إسرائيلية" "غير طبيعية". وأردف أن مثل هذه الحكومة لا يمكن أن تكون أبدًا حليفًا ثابتًا لواشنطن أو شريكًا ثابتًا للرياض.
كما أشار الكاتب إلى التقارير التي أفادت أن وزير الخارجية "الإسرائيلي" إيلي كوهين طلب من السفير الإسرائيلي لدى رومانيا رؤوفين عازار وأحد الشخصيات القيادية من حركة الاستيطان يوسي دغان لقاء زعيم أحد الأحزاب التي تُصنَّف بأنها من المعسكر اليميني المتطرف في رومانيا.
وتابع الكاتب أنَّ السبب وفق التقارير هو في سياق توطيد العلاقات بين "إسرائيل" والأحزاب الأوروبية المحسوبة على معسكر اليمين المتطرف، وذلك بغية اقناعها بدعم المستوطنات الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة. وعليه أكد الكاتب أن نتنياهو وحلفائه يحاولون إيجاد بديل عن الدعم الدبلوماسي الأميركي من خلال توطيد العلاقات مع أحزاب "متطرفة" في أوروبا.
وأضاف أنَّ نتنياهو يحاول تقويض سلطات المحكمة العليا وفي الوقت نفسه جعل نفسه بطلًا محليًا من خلال إبرام صفقة تطبيع مع السعودية من دون تقديم أي شيءٍ يُذكر للفلسطينيين، وبالتالي يكون قد عمل على تحقيق حلم ائتلافه بضم الضفة الغربية وجعل السعوديين يتحملون الأثمان، وبمباركة بايدن.
وشدد الكاتب على ضرورة أن يرفض بايدن وابن سلمان بشكل قاطع أيُّ صفقة على هذا الشكل، لافتًا إلى أنَّ الصفقة التي يجب أن تصر عليها واشنطن والرياض يجب أن تنص على تجميد كافة أنشطة بناء المستوطنات داخل المناطق التي جرى تحديدها كمناطق تابعة لدولة فلسطينية (مستقبلية).
كذلك أكد أنَّ الصفقة المطلوبة يجب أن تنص على نقل مناطق تبع في منطقة "ج" في الضفة الغربية المحتلة (Area C) إلى منطقتَي "أ" و"ب".
وقال إن مثل هذه الصفقة ستجبر حكومة نتنياهو و"الشعب الإسرائيلي" على الاختيار ما بين ضم المناطق أو التطبيع مع "أهم دولة إسلامية" (السعودية - وفق رأي الكاتب).
كذلك قال الكاتب إن "إسرائيل" التزمت على مدار عقود بمبدأ حل الدولتين، وأن هذا الالتزام هو من الأعمدة الأساسية في تحالفها مع الولايات المتحدة.
وشدد على ضرورة أن لا تسمح واشنطن بتغيير هذه المعادلة، متهمًا نتنياهو بتغيير مبادئ العلاقة الثنائية باختيار واشنطن.
كما اعتبر أنَّه حان الوقت كي تقوم الولايات المتحدة باختبار حكومة نتنياهو من خلال اجبارها على الاختيار ما بين ضم المناطق أو التطبيع.
وشدد الكاتب على ضرورة الوقوف بوجه الائتلاف الإسرائيلي الحاكم بأي ثمن كان.