الخليج والعالم
هل تسقط أميركا كما سقطت الإمبراطورية الرومانية؟
كتب John Rapley مقالة نشرت في صحيفة نيويورك تايمز، قال فيها، إن مصطلح "الإمبراطورية العالمية" ينطبق على الولايات المتحدة، وإن تاريخ هذه الإمبراطورية بدأ في أواخر حقبة الحرب العالمية الثانية، وأشار الكاتب إلى مؤتمر Bretton Woods الشهير الذي أنشأت الولايات المتحدة فيه نظامًا تجاريًا وماليًا دوليًا كان فعلياً اقتصاداً إمبريالياً أعطى مواطني الغرب بشكل أساس ثمار النمو الاقتصادي العالمي.
كما لفت الكاتب إلى أن أميركا أسست في نفس الوقت حلف الناتو ومنظمات مثل منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، وذلك من أجل وضع سياسات مشتركة، وأضاف بأن هذا النظام الذي وضعته واشنطن بدأ بالانحدار خلال العقدين المنصرمين، وأشار إلى أن الغرب كان يمثل أربعة أخماس الإنتاج الاقتصادي العالمي، بينما تراجعت هذه النسبة اليوم إلى ثلاثة أخماس.
وتابع الكاتب قائلاً: وبينما تصارع الدول الغربية من أجل استعادة نشاطها، أصبحت الدول النامية تمثل الاقتصادات الأسرع نمواً في العالم، معتبرًا أن هذه الدول حولت هذا الثقل الاقتصادي المتنامي إلى قوة سياسية.
وأوضح أن هناك سابقة للمشروع الإمبريالي الذي اعتمدته الولايات المتحدة بعد الحرب العالمية، وهو الإمبراطورية الرومانية، موضحًا بأن روما وكما أميركا، حققت درجة غير مسبوقة من التفوق، والمفارقة مع "الأنظمة الإمبريالية العظمى" هي أنها دائماً ما تزرع بذور زوالها.
كما ذكّر الكاتب بمؤتمر لمنظمة التجارة العالمية أقيم بمدينة Seattle الأميركية عام ١٩٩٩، وأشار إلى مجموعة من الدول النامية التي قامت وقتها بتعطيل محاضر الاجتماع ومنعت بالتالي الحلفاء الغربيين من التوصل إلى مسودة اتفاق، وهو ما كان يجري دائماً. وتابع بأن الدول النامية هذه ومنذ ذلك الحين قللت شيئًا فشيئًا من اعتمادها على البنك الدولي وصندوق النقد الدولي، وأسست منظمات لمنح القروض بالإضافة إلى بدء التجارب لتقليص الاعتماد على عملة الدولار في التبادل التجاري.
هذا، وتحدث الكاتب عن إنفاق الإمبراطورية الرومانية موارد حيوية خلال القرن السادس عشر، حيث دخلت في نزاع "لا داعي له" مع "الخصم الفارسي". موضحًا أن الغطرسة الإمبريالية أدخلت كلا الإمبراطوريتين بسلسلة من الحروب التي جعلتهما عرضة لتحدٍّ لم تستطيعا الوقوف بوجه، والذي تمثل بالعالم العربي.
واعتبر الكاتب أن ذلك يجب أن يكون بمثابة تحذير لأميركا، وعليها أن تسأل نفسها ما التهديدات الوجودية مقابل تلك التي هي مجرد "مضايقة".
وتحدث الكاتب عن مخاطر ملحة تواجه الغرب والصين على حد سواء، مثل الأمراض والتغير المناخي، محذراً من أن مثل هذه المخاطر ستدمر البشرية في حال عدم توحيد صفوف الدول بمواجهتها.
أما الصين، فأكد الكاتب على ضرورة أن تنظر الولايات المتحدة إذا كانت تشكل تهديداً لها أم أنها تدافع عن مصالحها "الآخذة بالاتساع".
وحول كيفية مواجهة الصين قال الكاتب، يجب أن تتخلى أمريكا عن محاولة استعادة مجدها من خلال المقاربة المنفردة، محذراً من أن مثل هذه السياسات دفعت بالإمبراطورية الرومانية إلى خوض مغامرات عسكرية أدت في النهاية إلى زوالها.