الخليج والعالم
بوتين: نريد إحياء اتفاقية الحبوب شرط تصدير منتجاتنا الزراعية دون عوائق
أكَّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنَّ بلاده تريد إحياء اتفاقية ممر الحبوب وستفعّل ذلك بشرط السماح بتصدير منتجاتها الزراعية عبر البحر الأسود دون عوائق.
جاء ذلك في مؤتمر صحافي مشترك، الاثنين (2023/9/4)، مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان، عقب لقائهما في مدينة سوتشي الروسية، إذ أضاف أنَّ روسيا تعرضت "لخداع شركائنا الغربيين"، مؤكدًا استعدادهم "لبذل الجهود لمواصلة اتفاقية ممر الحبوب في حال الإيفاء بالوعود في غضون أيام".
وأشار بوتين إلى اتفاق سابق "على ألا تُستخدم الممرات لأهداف عسكرية، ومع الأسف، تم استخدامها لأهداف عسكرية، ويحاولون مهاجمة خط أنابيب الغاز التركي، ونحن نحمي هذه الأنابيب إلا أنهم يوجهون الضربات إليها، وتنطلق هذه الضربات من الموانئ الأوكرانية".
وتابع: "الوعود الغربية لروسيا يجب أن تنفذ أولاً. حصدنا 130 مليون طن من الحبوب، وسنخصِّص 60 مليون طن للتصدير، تركيا شريك مهم، ومستعدون للعمل معاً لتطوير صفقة البحر الأسود بالاشتراك مع تركيا وقطر، لتصدير الحبوب إلى الدول الإفريقية".
كما قال الرئيس الروسي: "ننظر للعمل مع تركيا وقطر لتوريد مليون طن من الحبوب كبديل عن "صفقة الحبوب"، وهذا بمثابة مساهمة لحل مشكلة الغذاء لدى الدول الإفريقية".
وأوضح أنَّ روسيا وافقت على المشاركة في صفقة الحبوب، وجددتها 3 مرات بعد وعود غربية قُدِّمت بالوفاء بعدد من الالتزامات طلبتها روسيا، ولم يُنفَّذ أيٌّ منها.
وحول تأسيس مركز للغاز الطبيعي في تركيا، أشار بوتين إلى أنَّ شركة "غاز بروم" الروسية قدَّمت خارطة الطريق لشركة "بوتاش" التركية، والآن حان دور تأسيس مجموعة عمل مشتركة.
وشدد على أن روسيا "ستكون دومًا الشريك الأكبر والأكثر مسؤولية بجانب تركيا في ما يخص الغاز الطبيعي".
الهجوم الأوكراني المضاد فشل بشكل ذريع وكامل
وفي سياق آخر، أكد بوتين أنَّ ما يواجهه "الهجوم الأوكراني المضاد"، ليس تباطؤًا مؤقتًا، بل فشل ذريع وكامل، معربًا عن أمله في أن تبوء محاولات شن هجوم آخر بالفشل أيضًا.
وقال الرئيس الروسي، إن نظيره التركي يولي مسألة تسوية الوضع في أوكرانيا اهتمامًا كبيرًا، لكن كييف ألقت الاتفاقات التي تم التوصل إليها عبر وساطته في سلة المهملات.
وأوضح بوتين "بشأن جهود الرئيس أردوغان لحل الأزمة المحيطة بأوكرانيا، هو أولى هذا الأمر دائمًا ولا يزال اهتمامه، واليوم أولى هذا خلال المحادثات المباشرة اهتمامًا كبيرًا. لكننا نعلم أن الاتفاق كان ضروريًا".
وأضاف: "نحن نعلم أنه تم التوصل إلى اتفاق بوساطة الرئيس التركي، وتم الاتفاق على مشاريع الوثائق بين الوفدين الروسي والأوكراني. لكن أوكرانيا ألقتها بعد ذلك في سلة المهملات".
وأكد بوتين أنَّ "أحدًا لم يعد بكل بساطة إلى هذا الأمر. نحن نسمع كلامًا عن بعض المبادرات الجديدة، لكن هذا الأمر لم تتم مناقشته معنا على الإطلاق. لذلك، لا نرى أي شيء جديد".
أردوغان: يجب مواصلة العمل باتفاقية الحبوب ومعالجة ما يشوبها
بدوره، شدَّد أردوغان على ضرورة مواصلة العمل باتفاقية شحن الحبوب عبر البحر الأسود ومعالجة ما يشوبها من نواقص، مشيرًا إلى أنَّ المقترحات البديلة المطروحة لمبادرة الحبوب لم تقدم نموذجًا مستدامًا وآمنًا، مبينًا أن تركيا أعدت مع الأمم المتحدة حزمة مقترحات جديدة من شأنها إحراز تقدم كبير في ما يخص مبادرة الحبوب، وأعرب عن قناعته بإمكانية الحصول على نتائج منها.
واعتبر أردوغان أنَّ "مشاركة قطر في هذه العمليات تعتبر مهمة جدًا"، لافتًا إلى أنَّ الثلاثي روسيا وتركيا وقطر بإمكانه القيام بخطوات مؤثرة في هذه المبادرة.
كما أكَّد ضرورة قيام أوكرانيا بتخفيف حدة نهجها ليصبح بالإمكان اتخاذ خطوات مشتركة مع روسيا بشأن المبادرة، وذكر أنَّ تركيا استضافت مفاوضات مباشرة بين روسيا وأوكرانيا وأنها مستعدة مجددًا للقيام بما يقع على عاتقها.
وأضاف أردوغان: "بوتين قال إنهم قاموا بالإجراءات اللوجستية من أجل إرسال مليون طن من الحبوب للبلدان الفقيرة، وتركيا مستعدة للقيام بما يقع على عاتقها في هذا الصدد".
وأعرب عن أمله في أن تقف تركيا وروسيا وقطر إلى جانب الدول الإفريقية عبر اتخاذ خطوات لإرسال الحبوب إليها على شكل دقيق.
وأكد أردوغان أنَّ تركيا عازمة على مواصلة مساعيها من أجل إحلال السلام الدائم والاستقرار والازدهار في المنطقة.