الخليج والعالم
كواليس الضجة حول فصل أساتذة الجامعات محط اهتمام الصحف الإيرانية
تصدر الصحف الإيرانية اليوم خبر توقيع اتفاقية بين إيران والعراق لإنشاء السكة الحديدية التي تربط بين البلدين، كما اهتمت الصحف بنقل البيان الذي أصدره آية الله العظمى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي حول زيارة الأربعين، وكذلك في سياق النزاع الدائر بين أنصار الحكومة الحالية برئاسة السيد إبراهيم رئيسي والإصلاحيين، أثيرت بعض الموضوعات الجدلية كفصل بعض الأساتذة الجامعيين من هيئة التدريس واتهام الحكومة من قبل الإصلاحيين بأنَّ هذه الخطوة سياسية وليس لها أبعاد علمية.
وفي هذا السياق، كتبت صحيفة "جام جم": "إن خط الشغب يحاول أن يعيش بشكل أو بآخر، وهذه العملية تتبع في الجامعات على وجه الخصوص، لدرجة أن مسألة المخالفة لبعض الأساتذة الذين كانوا جزءًا دائمًا من أحداث شغب الخريف الماضي، والتي جرى عرضها على المؤتمر الصحفي للرئيس، وقال الرئيس عن بعض الأساتذة المخالفين أنه تلقى بلاغات عن بعض سوء السلوك في الجامعات والتي ستتم متابعتها بالتأكيد".
وأضافت الصحيفة: "بالطبع قصة الإجابة على هذا السؤال بدأت عندما سأل أحد المراسلين السيد رئيسي عن بعض السلوكيات الإجرامية في الجامعات من قبل بعض الأساتذة وخطة الحكومة للحفاظ على البيئة العلمية للجامعات، وكانت إجابة السيد رئيسي على هذا السؤال واسعة النطاق وأكَّد أنَّه يجب عدم زج بيئة المعرفة ببيئات وأجواء أخرى. كما ذكر أنَّه بعد عفو الإمام الخامنئي عن عدد من المُدانين والمتهمين بأعمال الشغب العام الماضي، أصدرت الحكومة أيضًا عفوًا عن عدد من المخالفين في الجامعات".
وتابعت: "والآن، بعد هذه الكلمات التي مفادها أن مثيري الشغب قد دخلوا مرحلة جديدة، عادت فجأة الاتجاهات الغربية التي قدَّمت نفسها في العامين الأخيرين ومع بداية الحكومة الثالثة عشرة كمدافعين عن موائد الشعب ومهتمين بلقمة عيش المجتمع، وبعد أن لم يتمكن عدد قليل من الأساتذة المتعاقدين أو الدائمين في بعض الجامعات، لأسباب مختلفة، بما في ذلك القضايا التعاقدية أو الركود الأكاديمي، من الحصول على المؤهل اللازم للتدريس مرة أخرى في الجامعات، أو جرى رفضهم من قبل مجلس التوظيف بسبب مواقفهم ضد النظام أصبحت هذه المواضيع الجديدة للصراع والتحريض".
وبحسب "جام جم" فإنَّه "على إثر هذه الحادثة، أظهر الحراك الغربي، بضغط غير مسبوق من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية، مدى أهمية قضية الجامعة بالنسبة لهم، وجاء هذا الضغط في حين أنَّ هؤلاء الذين زعموا الدفاع عن حقوق الأساتذة خلال فترة رئاستهم، داسوا على الحقوق القانونية لـ 3000 من شباب البلاد المتخصصين والمثقفين ذوي النوايا السياسية، والحقيقة أن الحركة الراديكالية الغربية تعتبر نفسها وُلدت في الجامعة التي تعتبر منظّرة الخطاب الغربي في المجتمع، إن مثل هذه الجامعة الموالية للتعاليم الغربية هي مكان مستأجر لولادة أجيال لها هموم غربية بدلًا من المثل الثورية، وفي العقود الماضية، أصبحت هذه الجامعة عمليًا منصةً لتدريب جيل المعارضة في الداخل، وقامت عمليًا بتدريب قوة خبيرة لتدفق الرأسمالية إلى الخارج."
وفي السياق نفسه، أشارت صحيفة "إيران" إلى أنَّ "(موجة فصل الأساتذة) و(تنظيف الجامعات) وغيرها من الاجراءات، تُستغل من قِبل بعض الشخصيات الإعلامية والسياسية في اصطفاف مشكوك فيه مع وسائل الإعلام المعادية بهدف خلق أجواء ضد البلاد، وهذا هو عكس الواقع في حين تستعد جامعات ومراكز التعليم العلمي في الدولة التي يبلغ عدد أعضاء هيئة التدريس فيها ما يقرب من 87 ألفًا لحضور الطلاب في العام الدراسي الجديد، إلا أنَّ إنهاء التعاون مع عدد قليل من الأساتذة الذين يشاركون في تنفيذ القوانين المنظمة لتعيين أعضاء هيئة التدريس ومراعاة معايير البحث العلمي، هو ذريعة هذه الضجة والاتهامات".
تابعت " إيران": "وفي الوقت نفسه، رفع المتحدث باسم وزارة العلوم علي شمسي بور الإحصائية ليثبت كذب ادعاء "تطهير الجامعة من الأساتذة الناقدين" من خلال التذكير بإحصائيات ثلاثة آلاف من النخب كان من المفترض إضافتهم إلى أعضاء هيئة التدريس في الجامعات والذين كانوا طُردوا وحُرموا من حقوقهم في الحكومة السابقة لأسباب سياسية".
أبعاد العلاقة التركية الإيرانية
كتبت صحيفة " قدس" في عددها اليوم: "وصل وزير الخارجية التركية إلى طهران صباح اليوم الأحد (2023/9/3)، وتمثل زيارة هاكان فيدان، التي تمت بدعوة من وزير خارجية جمهورية إيران الإسلامية حسين أمير عبد اللهيان، فرصة لبحث إمكانية زيادة التعاون الثنائي في كافة المجالات وتبادل وجهات النظر حول الأوضاع الإقليمية والدولية الراهنة".
وبحسب "قدس" فإن "هذا الإجراء يأتي بعد يومين من زيارة فيدان لموسكو واجتماعه مع نظيره الروسي سيرغي لافروف، وبعد أسبوع من زيارة وزير الخارجية التركي إلى العراق، وتعد هذه أول زيارة يقوم بها فيدان إلى إيران منذ توليه منصب وزارة الخارجية التركية، وسبق أن سافر فيدان إلى إيران بصفته رئيسًا لجهاز المخابرات التركية، وسيكون تفعيل لجنة التعاون الاقتصادي المشتركة وتعزيز التآزر السياسي ومتابعة قضايا الجوار والتشاور في قضايا الأمن الإقليمي من بين محاور التشاور المحتملة بين الوفود الدبلوماسية الإيرانية التركية".
ونقلت الصحيفة عن الخبير في القضايا الدولية، الدكتور إحسان موحديان، قوله إن "فشل مشاريع الحكومة التركية فيما يتعلق بتوسيع الحدود العثمانية في العقد الماضي وتأثيرها من الناحية التنافسية مع الدول الإسلامية مثل إيران والسعودية، وفشل جهود أردوغان أمام سورية، كانت بسبب التطورات الأخيرة في تركيا التي كانت سببًا في عودة الأتراك إلى الواقعية العدوانية في علاقاتهم مع دمشق، ولكن الأميركيين أثاروا قلق تركيا بدعمهم لحزب العمال الكردستاني".
وأضاف موحديان: "تظهر الرحلات العديدة للمسؤولين الأتراك إلى روسيا وإيران مساعي أنقرة لإعادة ترتيب المسرح مقابل الأجندة الأميركية، وفي إشارة إلى السجلات الأمنية لفيدان وانتخابه وزيرًا لخارجية تركيا"، مشيرًا إلى أنَّ "الأتراك يسعون إلى التوصل إلى نقطة مشتركة مع طهران لمواجهة حزب العمال الكردستاني".