الخليج والعالم
الإمام الخامنئي يتجاوز الدعم التقليدي للحكومات الإيرانية السابقة
قال وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي وعضو كلية الحقوق والعلوم السياسية بجامعة طهران محمد مهدي إسماعيلي "يمكن اعتبار إشادة آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي غير المسبوقة بأداء حكومة الشعب بمثابة نقطة تحوّل في العلاقة بين سماحته والحكومات المختلفة، وهي النقطة التي أكد عليها هو نفسه ووصفها بأنها تتجاوز الدعم التقليدي للحكومات السابقة".
وفي مقال نُشر في صحيفة "إيران" المحلية: "عندما تُحقّق حكومة مثل هذا الشرف العظيم لأول مرة في تاريخ الجمهورية الإسلامية الإيرانية، فإن ذلك يظهر توقعات مختلفة من جانبها، والتي أوضحها الإمام الخامنئي في مجالي "الاقتصاد" و"الثقافة"".
وبحسب "إسماعيلي"، فإنه "منذ الأيام الأولى حددت حكومة الشعب أهم أهدافها وهو تغيير طبيعتها بما يتوافق مع إنشاء حكومة على مستوى الثورة الإسلامية، ولم تكن "حكومة الشعب" اسمًا لتمييزها عن الحكومات السابقة فحسب، بل دلّت أيضًا على الاختلاف الجوهري بينها في سلوكها وأدائها وتوجهاتها الرئيسية مع غيرها من التيارات والاتجاهات السياسية التي حكمت الحكومات السابقة، اذ أن انتماء الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي الفكري والنظري العميق وانتمائه إلى التيار الأصيل للثورة الإسلامية الذي يتبناه الإمام الخميني والإمام الخامنئي إلى جانب شخصيات مثل الشهيد الدكتور بهشتي جعل حكومة الشعب مبنية على أسس فكرية وإيديولوجية متينة".
وفي سياق الحديث عن الإنجازات على المستوى الثقافي، لفت اسماعيلي الى أن "إنشاء إدارة ثقافية على مستوى الثورة الإسلامية من خلال إعادة إعمار وحتى إعادة هيكلة الإدارة الثقافية في البلاد كان أهمّ نهج ثقافي للحكومة الشعبية في العامين الماضيين، ويُعتبر نهج أهمّ مهام ومسؤوليات الحكومة في مجال الثقافة في سياق الخطاب الثقافي الكلي للثورة الإسلامية، وهو الجهد المبذول لتحسين المستوى العام والرؤية الإسلامية في المجتمع من خلال الأنشطة الثقافية الفنية وتتم هذه المهمة من خلال مشاركة الفئات الشعبية".
وتابع: "لكن ما الذي سيوجه التغيير في هيكل الإدارة الثقافية في هذه الحكومة نحو تحقيق الأهداف الثقافية السامية للثورة الإسلامية وسيكون الضمانة التنفيذية لـ "التحول" في مجال وثقافة البلاد، هو استمرار خطاب هذه الحكومة وإطارها الأيديولوجي، أي الخطاب الثقافي الأصيل للثورة الإسلامية، والخطاب الذي له جذوره في الصراعات الثقافية لهذا البلد والذي يعارض التيار الغربي والرجعي، وينبثق من مدرسة فكرية وفقهية للفكر الشيعي الجديد المتمركز حول الإمام الخميني، وهذا الصراع لا يزال قائمًا بأشكال جديدة، إلا أنه أعيد بناؤه وإحياؤه بأشكال مختلفة في فترات مختلفة بعد الثورة الإسلامية، وفي العقد الأخير، أظهر هذا الصراع الثقافي نفسه أكثر من أي شيء آخر في تحديد موقف الحكومة ومدى دورها أو مسؤوليتها في مجال الثقافة".
ورأى "أننا أمام تيار متأثّر ببعض التوجهات الغربية يسعى إلى التخلي عن الساحة الثقافية في البلاد، وعن مسؤولية الحكومة فيها، وقد سعى النهج الذي يتعارض بشكل مباشر مع الدستور وخطاب الإمام الخامنئي إلى إزالة الحكومة بالكامل من المشهد الثقافي، مشيرًا الى أن ا"لتجارب السابقة أظهرت أن نتائج سيطرة هذا النهج، خاصة في ظل الصراع الثقافي الشامل للغرب، لم تكن سوى توسيع نفوذ العدو الثقافي والنسيان التدريجي وتدمير كل القيم الثقافية للثورة الإسلامية"، وقال "على النقيض من هذا النهج سعت الحكومة الشعبية إلى استعادة مسؤولية الحكومة في مجال ثقافة البلاد، ولكن الرئيس السيد ابراهيم رئيسي وزملاءه في الحكومة، بنفس روح المسؤولية والواجب الذي جعل الحكومة تلعب دورًا أكثر جدية في مجالات السياسة الاقتصادية والداخلية والخارجية، وشهدنا إنجازاتها الرائعة"،
وختم "هؤلاء دخلوا المجال الثقافي وسعوا للعمل الحثيث، وقد قاموا بواجباتهم ومسؤولياتهم القانونية والثورية في هذا المجال".