الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: اليد العليا لإيران في المفاوضات مع الغرب
المؤتمر الذي عقده الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي مع وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لمناسبة الأسبوع الحكومي، تصدّر مواضيع الصحف الإيرانية الصادرة اليوم الأربعاء 30/08/2023.
"جام جم"
ومن القضايا التي طرحها السيد رئيسي في هذا اللقاء أن العدو يروّج لقضية انقسام المجتمع الإيراني، وأنه متعدد الأقطاب، وفي هذا الصدد خصصت صحيفة "جام جم" مقالًا تحليليًا حول هذه القضية، حيث كتب النائب في البرلمان الإيراني غلام حسين رضواني: "مجتمعنا لم يكن ولن يكون أكثر من قطب، ولكن هذا النهج اتبعه العدو بطريقة خاصة وكل جهود الأعداء في الحرب المشتركة ضد نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية تخلق ثنائيات زائفة مما أحدث انقسامًا والتهابًا في البلاد، بينما في الواقع لم تحدث هذه الثنائية في الأقطاب، وفشل العدو والحراك الداخلي المرتبط بها بسبب ذلك، ولذلك يحاولون التلميح لجزء من المجتمع أن المجتمع منقسم، وسبب هذا المسار هو كثرة إخفاقات الأعداء، فهم يبحثون عن الإنجازات لأنفسهم في ظل التعددية".
وأضاف: " في الواقع، وفقًا لبيان الرئيس، فإن أسلوب وسلوك المسؤولين في مسؤولياتهم المختلفة يقتضي قبول رأي مختلف، لكن لا ينبغي للمرء أن يكون غير مبالٍ بالمصالح الوطنية، وتجدر الإشارة إلى أن نقطة التشارك بين جميع الأحزاب والجماعات والفصائل السياسية هي مفهوم المصالح الوطنية ومصالح الشعب، وهو ما يجب أن يكون لدينا رأي مشترك بشأنه، وذلك على الرغم من أن العدو حاول خلال العامين الماضيين اتباع استراتيجية "عزل إيران في العالم" و"إحباط الناس في الداخل"، لكنه فشل في كلتا الاستراتيجيتين".
وبحسب رضواني: "من ناحية أخرى، وبسبب تغير التوجهات الأساسية في الحكومة الـ13 والرئيس نفسه، وهو من أفراد الشعب، فإذا أردنا مقارنة هذه الحكومة بالفترة السابقة، فلا شك أن هذه الحكومة حقّقت نجاحات جيدة في مجال السياسة الخارجية والدبلوماسية الاقتصادية والتفاعل مع جيران ودول العالم وأقامت اتصالات فعالة حيث بدأت الحكومة عملها قبل عامين بينما كانت ظروف البلاد في وضع خاص، في ظروف كورونا، كان الاقتصاد يواجه عجزًا في الميزانية، وظروفًا تضخمية مع انخفاض في السلع الأساسية، وقضايا من هذا القبيل، وكان بعض الخبراء ورجال الدولة السابقين متشكّكين في الكيفية التي تريد بها الحكومة إدارة هذه الأمور والمضي قدمًا بها، وبالنظر إلى حال البلاد في ذلك العام، يمكن القول إنّ الحكومة الـ13 نجحت في إدارة البلاد بالمؤشرات الكلية، ولم تسمح للقضايا الوطنية بأن تصبح رهينة في أيدي العدو".
وختم: "بطبيعة الحال، فإن نجاحات الحكومة يمكن أن تكون أكثر بكثير من الوضع الحالي؛ ولأن هذه الإنجازات ناجمة عن تغير النهج في الحكومة الثالثة عشرة، ولو كانت الحكومة أكثر تماسكًا في جميع الأجهزة التنفيذية لكانت هذه النجاحات أكثر وضوحًا".
"وطن أمروز": أوروبا ترقص على حافة البركان
كتبت صحيفة "وطن أمروز": "الحرب والسلام كلمتان لا يمكن تقديرهما على الورق، بل أصبح دور الجهات الفاعلة مثل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، الذين يؤمنون باستراتيجية "الحرب والسلام" في ما يتعلق بالتطورات الحالية في أوكرانيا، واضحًا تمامًا، ومؤخرًا، وجه نيكولا ساركوزي، رئيس فرنسا السابق، تحذيرًا ذا مغزى إلى الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي حاصله إن العالم وأوروبا يرقصان على حافة بركان".
وأضافت "وطن أمروز": "إن تعبير ساركوزي عن هذه العبارات، مع تاريخه من الطاعة المطلقة لأميركا خلال رئاسته في قصر الإليزيه، مثير للتفكير جدًا، وحقيقة الأمر هي أن الخطأ الاستراتيجي الفادح الذي ارتكبه الأوروبيون في كييف أصبح واضحًا حتى في نظر أكثر الساسة الأوروبيين اعتمادًا على الآخرين، وذلك لأن الصراع بين النظرية والممارسة بدأ يظهر نفسه هذه الأيام أكثر من أي وقت مضى، إن اتساع نطاق الأزمة إلى حدود بيلاروسيا وبولندا وحتى تكثيف احتمال الحرب في مناطق البلطيق والدول الاسكندنافية وخارجها، همسات حول إمكانية استخدام أسلحة غير تقليدية في المستقبل القريب (ميدانيًا)...الإحداثيات الميدانية والاستراتيجية لمشهد المعركة قد تتغير بطريقة لا يملك أعضاء حلف شمال الأطلسي حتى القدرة على وصفها، والحقيقة أن ساركوزي كان سببًا في دفع الأوروبيين إلى فهم الأزمة العميقة، والتي تتلخص في العجز عن السيطرة على الأزمات التي صنعوها ذاتيًا، وكما يقول الاستراتيجيون الأميركيون المشهورون فحتى واشنطن لم تعد قادرة على خلق وإدارة الأزمات الدولية".
"إيران": اليد العليا لإيران في المفاوضات مع الغرب
أجرت صحيفة "إيران" حوارًا مع الخبير في الشؤون الدولية أبو الفضل ظهره وند، ومما جاء فيها: "الحكومة الأميركية رأت في مرور الوقت عائقًا، ورغم أنها لم تحقق الحد الأدنى من مطالبها أمام إيران، إلا أن نتيجة هذا الفشل في تحويلها إلى جولة جديدة من المفاوضات ظهرت في عمان، ونتيجة لذلك، أدت المحادثات إلى إطلاق جزء من الأموال المحتجزة لدى إيران مقابل إطلاق سراح السجناء الأميركيين، ومن ناحية أخرى، فإن هذا الشكل من الحوار يظهر عمليًا أن السلطات الأميركية تفضل التخلي عن مفاوضات خطة العمل الشاملة المشتركة وتجنب العواقب التي كانت تنتظرها، خاصة على الساحة الداخلية لهذا البلد، لذلك، لم تعد خطة العمل الشاملة المشتركة مهمة بالنسبة لهم، وإذا كانوا سيعودون إلى خطة العمل الشاملة المشتركة، فيجب عليهم الوفاء بالتزاماتهم، على الرغم من أنهم غير مستعدين للقيام بذلك".
وردًا على سؤال حول أهداف أميركا التي تسعى إلى تحقيقها، قال الخبير لصحيفة "إيران": "في ظل المفاوضات الجديدة يبحث الأميركيون عن استغلال في الانتخابات الرئاسية المقبلة... واليوم، يتعرّض بايدن لضغوط شديدة، هذا الضغط له أهمية خاصة في مناقشة الحرب في أوكرانيا وعدم فعالية جميع المساعدات المقدمة لحكومة هذا البلد، لذلك، في مثل هذا الوضع، يمكن أن يكون الإنجاز الأكثر أهمية لرجال الدولة الأميركيين هو إيران،... كما أنهم يسعون إلى التأثير على علاقات إيران مع الصين وروسيا، ويشعرون بالقلق من تداعيات التطورات الأخيرة في علاقات إيران مع الدول العربية، وتطور العلاقات مع القوى الشرقية، ومن أجل منع تفاقم الوضع، لم يكن أمامهم سوى تقديم التنازلات لإيران لتشجيعها على التفاوض".