إيران تزيح الستار عن إنجاز نووي جديد.. "نواة السيزيوم 137 المشعة"

نجح العلماء النوويون والمتخصصون في الصناعة النووية الايرانية لأول مرة في إنتاج "نواة السيزيوم 137 المشعة" Cesium-137 radionuclide"، التي تتمتع بقيم اقتصادية وتكنولوجية ومعرفية أساسية وتطبيقات عديدة، على نطاق مختبري وحلت جزءًا مهمًا من مشكلة حاجة البلاد للمصادر الصناعية.
وأزاح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامي، الأحد، الستار عن هذا الإنجاز الإيراني الجديد.

هذه الخطوة جاءت في سياق اهتمام منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بتوجيهات آية الله العظمى سماحة الإمام السيد علي الخامنئي، ضمن وثيقة تحول الحكومة الشعبية، والوثيقة الاستراتيجية للصناعة النووية في أفق عام 2041، بهدف تلبية احتياجات الشعب الايراني، حيث قامت بتعريف وتفعيل مشاريع واسعة النطاق واستراتيجية تعتمد على العلوم المعرفية واستخدام مختلف مجالات الصناعة النووية استنادا إلى روح الثقة بالنفس والاعتماد على الامكانيات المحلية.

النواة المشعة التي يبلغ عمر النصف(*) لها 30 عامًا، لا توجد بشكل طبيعي وهي نتيجة لأنشطة المفاعلات، خاصة في الوقود النووي المستهلك والنفايات المشعة.
ونظراً لحاجة إيران لإنتاج السيزيوم 137 وصعوبة استيراد هذه النواة المشعة، تم البدء بمشروع بحثي للحصول على المعرفة التقنية لفصل وتنقية هذه المادة من نواتج انشطار اليورانيوم في معهد بحوث العلوم والتكنولوجيا النووية، والذي تم إطلاقه بنجاح في تموز/يوليو 2023.

ومع التنفيذ الناجح لهذا المشروع البحثي، لم يتم فقط توطين المعرفة التقنية اللازمة لفصل وتنقية السيزيوم 137 من منتجات انشطار اليورانيوم في الجمهورية الإسلامية لأول مرة، بل يمكن استخدام وحدة المختبر المبنية لهذا الغرض لتحقيق الفصل العلمي للنوى المشعة الأخرى من المنتجات الانشطارية التي لها تطبيقات محددة في الطب والصناعة.

وللنواة المشعة للسيزيوم 137 العديد من التطبيقات الطبية والصناعية وتستخدم في أجهزة الإشعاع والعلاج الإشعاعي الموضعي والعلاج الإشعاعي ونوابض المعايرة وأنواع مختلفة من أجهزة القياس الصناعية.

وفي الوقت الحاضر، يتم استخدام السيزيوم 137 في نشاط عالي لتشعيع منتجات الدم ومستحضرات التجميل والمواد الغذائية وغيرها من المنتجات، ويستخدم السيزيوم 137 لتشعيع منتجات الدم قبل الحقن للمريض لمنع مرض الكسب غير المشروع مقابل المريض (GVHD).
وفي الوقت الحالي، من الممكن منع هذه المضاعفات عن طريق تشعيع منتجات الدم مباشرة بأشعة غاما أو الأشعة السينية قبل الحقن.

وأيضًا، في الأنشطة السفلية، يستخدم السيزيوم 137 في أجهزة القياس الصناعية لقياس السمك والسطح والكثافة والرطوبة.

وأحد تطبيقات السيزيوم-137 هو في حفر الآبار للحصول على المعلومات اللازمة حول الخصائص العامة للتكوين، بما في ذلك نوع الصخور، والخصائص البتروفيزيائية، وبنية الطبقات حول البئر، والمعلومات الجيولوجية لطبقات الأرض.

في المرحلة الأولى، ونظرًا للنشاط الإشعاعي العالي جدًا لبعض الشظايا الانشطارية والمخاطر الناجمة عنه، تم تصميم وبناء غرفة رصاص مناسبة ووحدة فصل متكاملة للسيزيوم-137، بعدها، تم تنفيذ عملية إذابة هدف اليورانيوم المشع والفصل الكيميائي الإشعاعي للسيزيوم 137 بشكل مستمر في غرفة الرصاص.

من خلال تصميم وبناء وتشغيل وحدة معملية لفصل السيزيوم-137 من نواتج الانشطار، في الخطوة الأولى، يتم إنتاج 24 ملي كوري من السيزيوم-137 في الصورة الكيميائية لنترات السيزيوم وبنقاء النويدات المشعة 99.9% (في حجم 250 مل).

تتمتع وحدة المختبر هذه بالقدرة على إنتاج حوالي 2 كوري من السيزيوم-137 سنويًا من إذابة أهداف اليورانيوم المشعع، ويمكن لهذه الكمية أن تلبي حاجة إيران الحالية من المصادر الصناعية للسيزيوم 137 مع نشاط يتراوح من عدة ميكروكوري إلى عدة ميليكوري.

تجدر الإشارة إلى أنه نظرًا للنشاط العالي لمصادر السيزيوم-137 لتشعيع منتجات الدم (أكثر من 1500 كوري)، فإنه من غير الممكن حاليًا إنتاج هذه المصادر في وحدة المختبر المنشأة.

لقد جعل العلماء الإيرانيون في مختلف مجالات الصناعة النووية معنى كلمة "نستطيع" بجهود على مدار الساعة وإرادة فولاذية، ويحولون فرصة الخدمة إلى دليل على الاقتدار العلمي والتكنولوجي في بلادهم، من خلال جهود دؤوبة على مدار الساعة.

(*) تعريف: عُمر النِّصْف هو مقدار الزمن اللازم لاضمحلال نصْف النوى المُشعَّة في العيِّنة.
شرح: ينبعث من النوى المُشعَّة أو غير المستقرَّة إشعاع على صورة طاقة وجسيمات في عملية تُعرَف باسم الاضمحلال الإشعاعي. طول الفترة الزمنية اللازمة لكي تضمحلَّ النواة يختلف من نظير إلى نظير. أحد مقاييس طول الفترة الزمنية اللازمة لذلك يسمى عُمر النِّصْف أو فترة عُمر النِّصْف.

الطاقة النووية

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم