معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

التطبيع السعودي- الإسرائيلي قد يقوّض المصالح الأميركيّة في المنطقة
23/08/2023

التطبيع السعودي- الإسرائيلي قد يقوّض المصالح الأميركيّة في المنطقة

توقّع الكاتبان رجن مينون ودانيال ديبتريس، في مقالة نشرت على موقع "أنترست ناسونال"، أنّ تطبيع العلاقات بين الكيان الصهيوني والسعوديّة قد لا يتحقق، وذلك بفعل عدد من الأسباب ... ولو تحقق قد لا يخدم المصالح الأميركيّة.

إذ تحدّث الكاتبان عن عقبات كبيرة تحول دون التوصل إلى اتفاق التطبيع هذا. ورأيا أنّ وليّ العهد السعودي محمّد بن سلمان لا يستطيع أن يظهر بمظهر المتخلّي عن الفلسطينيين، وأضافا أنّ: "الشعوب العربيّة ما تزال تنظر إلى "النزاع الإسراائيلي- الفلسطيني على أنّه أولويّة". ورأى الكاتبان أنّ: "الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز بصفته "خادمًا للحرمين الشريفين" لا يستطيع أن يسير على درب الإمارات التي وقّعت على "اتفاقيات أبراهام" مع الكيان الغاصب، في العام 2020".

ولفت الكاتبان إلى احتمال عدم استعداد رئيس الوزراء في كيان العدوّ بنيامين نتنياهو للاستجابة للمطالب السعوديّة، في ما يخصّ الفلسطينيين، وخاصة أنّ نتنياهو يرأس حكومة ائتلافيّة تضمّ وزراء- وصفهم الرئيس الأميركي جو بايدن بالأكثر تطرفًا بين كلّ من تعامل معهم- و"هؤلاء المتشددون" يرفضون توسيع سلطات السلطة الفلسطينيّة في الضفة الغربيّة. هذا فضلًا عن "تقديم دولة للفلسطينيين"، ونبّه الكاتبان من أي محاولة من نتنياهو للاستجابة للمطالب السعوديّة في ما يخصّ الفلسطينيين قد تحمل معها خطر انهيار حكومته وإعادته إلى معسكر المعارضة.

وأشار المقال إلى احتمال رفض الرياض مطلب واشنطن لجهة الابتعاد عن الصين، لافتًا إلى أنّ قيمة التبادل التجاري بين الصين والسعوديّة قد بلغت، العام الماضي 106 مليار دولار، وهو ما يساوي قُرابة ضعف حجم التبادل التجاري بين الرياض وواشنطن.

أما في ما يخصّ المصالح الأمنيّة الأميركيّة، أوضح كاتبا المقال أنّ الأثمان ستكون على الأرجح كبيرة مقابل مكاسب محدودة. وأشارا إلى أنّ السعوديين والإسرائيليين حققوا تقدمًا ملحوظًا في العلاقات الثنائية من دون الكشف العلني عن ذلك. إذ إنّ الرياض فتحت أجواءها للرحلات المدنيّة الإسرائيليّة، في العام الماضي، كما تحدثا في السّياق ذاته عن رحلات قام بها مسؤولون صهاينة إلى السعوديّة لعقد الاجتماعات، هذا إضافة إلى تنسيق استخباراتي بين الجانبين.

وفي الوقت عينه، حذّر الكاتبان من تكليف القوات الأميركيّة بحماية السعوديّة؛ حيث يؤدّي ذلك إلى جرّ واشنطن إلى خصومات إقليميّة ونزاعات لا علاقة لها بالمصالح الأميركيّة. كما قالا: "إنّ تقديم ضمانات أمنيّة للسعودية مقابل موافقة الأخيرة على التطبيع مع إسرائيل قد يشجع الأخيرة على تبني نهجًا أكثر تصعيديًا في اليمن، وأيضًا حيال إيران". وتابع الكاتبان أنّ: "كلّ ذلك سيكون غير منتج؛ بينما تسعى الولايات المتّحدة إلى حلّ في اليمن عبر المفاوضات، وتحاول في الوقت ذاته التوصل إلى حلّ دبلوماسي مع إيران في ما يخصّ برنامجها النووي".

وأخيرًا ، شدّد الكاتبان على أنّ "الجيش الأميركي يجب أن يدافع عن المصالح الأميركيّة، وليس عن مصالح بلد تبني سياسات مخالفة لرغبة واشنطن، في ملفات مثل أسعار النفط والعقوبات على روسيا".
 

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم

خبر عاجل