الخليج والعالم
الإجرام السعودي في اليمن يطاول الأثيوبيين.. مئات القتلى من المهاجرين عبر الحدود
لم يقتصر الإجرام السعودي في اليمن على المدنيين اليمنيين، حيث بلغ عدد ضحايا المجازر التي ارتكبها العدوان السعودي - الأمريكي 13 ألفًا و 725 شهيدًا وجريحًا من النساء والأطفال، وإنما تجاوز ذلك ليطال المهاجرين وطالبي اللجوء الإثيوبيين حاصدًا أرواح المئات منهم على الحدود اليمنية - السعودية.
في هذا السياق، أكدت منظمة هيومن رايتس ووتش، في تقرير صادر عنها يوم الاثنين، أن قوات حرس الحدود السعودي قتلت مئات المهاجرين وطالبي اللجوء الإثيوبيين الذين حاولوا عبور الحدود اليمنية-السعودية بين اذار/ مارس 2022 وحزيران/ يونيو 2023.
التقرير المؤلف من 73 صفحة بعنوان: (̕أطلقوا علينا النار مثل المطر̔: القتل الجماعي على يد السعودية بحق المهاجرين الإثيوبيين على الحدود اليمنية-السعودية)، ذكر أن المنظمة قابلت 42 شخصًا، بينهم 38 مهاجراً وطالب لجوء إثيوبيًا حاولوا عبور الحدود اليمنية - السعودية بين آذار/ مارس 2022 وحزيران/ يونيو 2023، وحللت أكثر من 350 فيديو وصورة نُشرت على وسائل التواصل الاجتماعي أو جُمعت من مصادر أخرى، وصور من الأقمار الصناعية تغطي عدة مئات من الكيلومترات المربعة.
أساليب قتل بشعة
التقرير أوضح أن حرس الحدود السعودي استخدم أسلحة متفجرة، وأطلق النار على أشخاص من مسافة قريبة، منهم نساء وأطفال، في نمط واسع النطاق ومنهجي.
وأشار التقرير إلى بعض الحالات التي سأل فيها حرس الحدود السعودي الناجين أولاً عن الطرف من جسمهم الذي يُفضّلون إطلاق النار عليه، قبل إطلاق النار عليهم من مسافة قريبة.
كما أطلق حرس الحدود السعودي نيران أسلحة متفجرة على مهاجرين كان أُطلق سراحهم لتوِّهم بعد احتجازهم مؤقتاً من قبل السلطات السعودية وكانوا يحاولون الفرار عائدين إلى اليمن، بحسب التقرير.
ونقل التقرير عن الأشخاص الذين كانوا يسافرون في مجموعات صغيرة أو بمفردهم حديثهم عن مشاهد مرعبة: "نساء، ورجال، وأطفال مبعثرون في أرجاء المناطق الجبلية ومصابون بجروح بالغة ومُقطّعو الأوصال، أو جثث هامدة".
فيما قال أحد الأشخاص: "كنت أتناول طعامي مع أشخاص أراهم قتلى لاحقًا.. بات التعرف على بعضهم مستحيلًا لأن أشلاءهم متناثرة، في حين شُطر بعضهم الآخر إلى نصفين".
تصعيد متعمد في عدد حوادث القتل:
منظمة هيومن رايتس ووتش، اعتبرت أن عمليات القتل الموثّقة تبدو بأنها تصعيد متعمد، وأكدت أن من شأن أعمال القتل هذه أن تشكل جرائم ضد الإنسانية.
دعوة للتحقيق والمساءلة
التقرير قال إن "على السعودية أن تلغي فورًا وحالًا أي سياسة، سواء كانت صريحة أو بحكم الأمر الواقع، لاستخدام القوة القاتلة ضد المهاجرين وطالبي اللجوء، بما في ذلك استهدافهم بالأسلحة المتفجرة وإطلاق النار عليهم من مسافة قريبة"، كما، دعا الحكومة السعودية إلى التحقيق مع أفراد الأمن المسؤولين عن أعمال القتل والإصابات غير القانونية والتعذيب على الحدود اليمنية وتأديبهم أو ملاحقتهم بحسب المقتضى.
وأكد أنه "ينبغي للحكومات المعنية دعوة السعودية علنًا إلى إنهاء أي سياسة من هذا القبيل والضغط من أجل المساءلة".
وطالبت هيومن رايتس ووتش بفتح تحقيق مدعوم من الأمم المتحدة لتقييم الانتهاكات ضد المهاجرين، وما إذا كانت أعمال القتل ترقى إلى مصاف الجرائم ضد الإنسانية، نظرًا إلى خطورة الانتهاكات الواردة في هذا التقرير.
واشنطن تطالب بتحقيق سعودي
بدورها، الولايات المتحدة، أبدت قلقها حيال تقرير المنظمة، وذكر متحدث باسم الخارجية الأمريكية: "أبلغنا الحكومة السعودية قلقنا حيال هذه الاتهامات.. نطالب السلطات السعودية بإجراء تحقيق معمق وشفاف، وبأن تفي بالتزاماتها بموجب القانون الدولي".