الخليج والعالم
الصحف الإيرانيّة تتحدّث عن استراتيجية الثورة الإسلاميّة في التفاعل مع العالم
تناولت صحيفة "جام جم" الإيرانيّة، والصادرة صباح اليوم الأربعاء (16/8/2023)، كلمة الدكتور محمد رضا حسني آهنجر، مدير جامعة الإمام الحسين (ع)؛ إذ كتب: "إن الثورة الإسلاميّة في إيران "مولودة" و"مولِّدة"، فهي مولودة من الخطاب الديني ومولِّدة خطاب المقاومة والخطابات الفرعية الأخرى التي هي من انتماءات هذا الخطاب الديناميكي الديني الأصلي".
وأضاف: "تؤدي المبادئ الفقهية الجريئة مثل "نفي السبيل للكافرين على المؤمنين" و"الوقوف ضد الكفر" دورًا مهمًا في تكوين المعتقدات الدينية للثوار. وفي المرحلة التالية، بات نموذج "الإسلام السياسي" الذي قدمه الإمام الخميني (قدس سره) أساس الحكم في إيران، فأدى دورًا في خلق أفكار وأهداف مثل "تحقيق أمة إسلاميّة واحدة" في شكل حضارة إسلاميّة حديثة، والتي أكد عليها بشكل خاص آية الله العظمى الإمام السيد علي الخامنئي. كما أدى دورًا مهمًا في تشكيل نظام الثورة الإسلاميّة وتطورها، خلال الـ 44 سنة الماضية، لكن السؤال الرئيسي هنا، بالنظر إلى الطبيعة الخاصة للثورة الإسلاميّة، ما هي استراتيجيتها للتفاعل مع العالم الحالي؟".
وتابع الدكتور آهنجر للإجابة عن هذا السؤال قائلًا: "في هذا الصدد، يمكننا الإشارة إلى ثلاث مستويات أساسيّة: المستوى الأول هو شرح ماهية الثورة الإسلاميّة وطبيعتها لجمهور خطاب المقاومة، الجماهير التي تدرك طبيعة الثورة الإسلاميّة وتقبل بمبادئها بكل إخلاص وتحاول الاقتداء بهذا النظام". وأضاف: "المستوى الثاني هو وصف ماهية الثورة الإسلاميّة وطبيعتها للنخب، في الساحة العالمية. حقيقة الأمر؛ أنّه حتى بعد 44 عامًا، لم يتشكّل فهم مشترك لطبيعة الثورة الإسلاميّة ووظيفتها على مستوى نخب العالم، وأهم سبب هو إصرار الغربيين وغير الغربيين أنهم يعتمدون لوصف الأحداث والظواهر مثل الثورات العالمية على أفكارهم ونظرياتهم الخاصة التي قد لا تكون تناسب بلدان غير بلدانهم".
وفي الختام، قال آهنج: "المستوى الثالث هو شرح الجوانب المختلفة للثورة الإسلاميّة للجمهور العام، خلال السنوات التي أعقبت انتصارها. فقد كان هناك هجوم إعلامي ودعاية مكثفة ضد الثورة الإسلاميّة، ومن الانفصالية والعقوبات إلى العمليات الحربية والنفسية، أصبحت هذه الأمور جميعًا مكوّنات معركة الغرب الشاملة والمشتركة ضد هذه الثورة، بالتأكيد، في مثل هذه الحال... إزالة الافتراضات المسبقة واستبدال صورة الغرب الافتراضية للثورة الإسلاميّة بالصورة الحقيقية يُعدّ خارطة طريق للثورة الإسلاميّة في هذا المجال".
تعقيد السلوك الأميركي
كتبت صحيفة "مردم سالاري"، اليوم الأربعاء، تقول: "أصبح سلوك الأميركيين، في الشرق الأوسط، معقدًا بشكل غير مسبوق. فمن ناحية، يرسلون رسالة دبلوماسية تتضمن الكثير من الضجيج، ومن ناحية أخرى، يرفعون مستوى التوتر بإرسال مشاة البحرية". وأضافت: " النقطة هنا؛ هي أنّه لا يوجد تناقض في سيناريو واشنطن الجديد، إنّهم سادة استخدام سياسة العصا والجزرة، في التبادل الكبير بين طهران وواشنطن، لو أُخذ موضوع أسرى الجنسية المزدوجة والإفراج عن الأموال الإيرانيّة المحجوبة بجديّة...في المستوى الأول، الأميركيون، في العودة إلى الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أنّ لديهم هدفًا واضحًا هو مواجهة القوة الإيرانيّة في مضيق هرمز، لكن هدفهم الجاد هو الوجود الصيني في الخليج والشرق الأوسط...".
وتابعت الصحيفة: "على المستوى الثاني، الانتخابات الأميركية مقبلة، ففي الثقافة السياسيّة للولايات المتّحدة تًعدّ السلطة ركيزة أساسية وحاسمة، على الرغم من أنّ الأميركيين يسعون وراء أهداف متوسطة المدى في حرب أوكرانيا، إلا أنّهم بحاجة إلى إنجاز فوري. فالمواجهة مع إيران فرصة ذهبيّة لــــ"بايدن"، إذ يحاول رئيس الولايات المتّحدة المسنّ أن يتصرف بإيماءة سلطة في الشرق الأوسط من أجل أن يكون لديه ما يقوله في مبارزته القادمة في الانتخابات...لكن على المستوى الثالث، فإنّ الإسرائيليين هم الذين يلعبون، ووسائل الإعلام الإسرائيليّة تقول باستمرار إنّنا قلقون من تحقيق صفقة كبيرة تحت عنوان استعادة خطة العمل الشاملة المشتركة... عزلة إيران "هي الاستراتيجيّة الكبرى التي يضعها النظام الصهيوني على جدول أعماله، وتريد "إسرائيل" التوصل إلى اتفاق أمني مع الولايات المتّحدة يركّز على الردع في النزاع الإيراني...في المستوى الرابع، للمملكة العربيّة السعوديّة لعبتها الخاصة، الرياض التي اشتهرت بالقرارات السريعة، هي هادئة جدًا هذه الأيام، لقد تعلموا دروسًا مختلفة من العدوان على اليمن و "محمد بن سلمان" لا يريد أن يرتكب خطأ استراتيجيًا".
وختمت " مردم سالاري: "في النهاية، يمكن القول إنّه في الوضع الذي تتركز فيه الأنظار على الضجة بين طهران وواشنطن، فإنّ أميركا تتطلّع إلى تحقيق حلم ترامب بسلام "أبراهام" والتطبيع الكبير، وتحصل "إسرائيل" والسعودية حاليًا على نقاط من واشنطن من أجل الوصول إلى نقطة مؤاتية".
كل شيء جاهز لقفزة العلاقات الاقتصاديّة مع تركيا
إلى جانب تحسين العلاقات السياسيّة مع الجيران، تحاول الحكومة الثالثة عشرة، أيضًا، استخدام القدرات الدبلوماسيّة لتوسيع التبادلات الاقتصاديّة والتجاريّة. وفي هذا الصدد، تتضمنت الزيارة الأخيرة التي قام بها نائب وزير الدبلوماسية الاقتصادية بوزارة الخارجية مهدي صفري إلى تركيا أيضًا".
وفي هذا الصدد، قال الخبير في الشؤون التركية "رضا عابدي كناباد"، في مقابلة مع صحيفة "قدس": "إنّ الحدود المشتركة بين إيران وتركيا تبلغ نحو 500 كيلومتر، ومع ذلك لم تكن هناك صراعات خاصة عند هذه الحدود منذ العهد الصفوي، على الرغم من وجود خلافات ومنافسات بين البلدين في بعض الأحيان، إلا أنّ لديهما الكثير من الاتفاق والقواسم المشتركة".
وأضاف: " كلّ الحكومات التي وصلت إلى السلطة في إيران وتركيا سعت إلى توسيع العلاقات، خاصة في العصر الحالي الذي يواجه فيه الجانبان أزمات ومشاكل اقتصاديّة. ففي الوضع الحالي، تحتاج تركيا إلى الاستثمار وتطوير العلاقات مع إيران، ومن ناحية أخرى، تتطلع بلادنا أيضًا إلى توسيع وتحسين العلاقات مع تركيا، مع الأخذ بالحسبان مسألة توسيع العلاقات مع الجيران التي أثارتها الحكومة. إذ لا يقتصر تعزيز الدبلوماسية الاقتصادية ونجاحها على وزارة الخارجية فحسب، بل يجب على المؤسسات الأخرى التنسيق مع هذه الوزارة ومرافقتها، وإذا كانت إيران تسعى إلى تطوير التعاون مع تركيا، فمن الضروري وضع دبلوماسيّة متعددة الأطراف وشاملة على جدول الأعمال".
وقال عابدي كناباد:" من الممكن، أيضًا، تحسين العلاقات مع تركيا عبر دول أخرى مثل روسيا والعراق وسوريا، من ناحية أخرى، فإنّ الحلقة المفقودة التي لا تحظى باهتمام كبير في العلاقات مع الدول الأخرى هي عدم استخدام قدرة القطاع الخاص. في هذا السياق، على وزارة الخارجية تفعيل المؤسسات المسؤولة عن القطاع الخاص من أجل الحصول على نتائج أفضل من العلاقات الدبلوماسية مع تركيا".