الخليج والعالم
مؤتمر موسكو للأمن.. بوتين: عالم متعدّد الأقطاب يتشكّل
أكّد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في كلمة له أمام المشاركين في مؤتمر موسكو الحادي عشر للأمن الدولي، أنّ المناقشات المفتوحة في المؤتمر مهمّة في سياق تشكيل عالم متعدد الأقطاب. وأوضح أنّ : "هذه المناقشات المفتوحة والصادقة وغير المنحازة مهمّة للغاية ومطلوبة اليوم، لأننا جميعًا، المجتمع الدولي بأسره، ومعًا بالتحديد وعلى قدم المساواة، سيتعيّن علينا تشكيل المستقبل".
تابع الرئيس الروسي قوله: "اجتمع ممثلو وزارات الدفاع والدبلوماسيون والخبراء مرة أخرى في موسكو لمناقشة القضايا المدرجة على جدول الأعمال العالمي والإقليمي".
ولفت إلى أنّ حلف شمال الأطلسي "الناتو" يواصل بناء قدراته ويستخدم وسائل الضغط العسكريّة وغير العسكريّة، مشيرًا إلى أنّ: "الولايات المتّحدة تحاول إعادة صياغة نظام العلاقات الدوليّة، في منطقة آسيا والمحيط الهادئ بما يخدم مصالحها"، موضحًا أنّ: "التحديات الأمنيّة في العالم ناتجة عن التصرفات المتهورة والأنانية للدول الغربية".
وأشار "بوتين" إلى أنّ العالم متعدّد الأقطاب يتشكّل باستمرار في وقتنا الحالي. وقال: "معظم الدول مستعدّة للدفاع عن سيادتها ومصالحها الوطنيّة وتقاليدها وثقافتها وأسلوب حياتها. ويجري تعزيز المراكز الاقتصاديّة والسياسيّة الجديدة".
وبيّن بوتين أنّ هذه المبادئ يمكن أن تصبح أساسًا مهمًا للتنمية العالميّة المستقرّة والتقدمية، من أجل حلّ عادل، والأهم من ذلك، حقيقي للمشاكل الاجتماعيّة والاقتصاديّة والتكنولوجيّة والبيئية، ولتحسين نوعية حياة ورفاهية الملايين من الناس.
وأوضح بوتين أنّ هناك محاولات تتخذها بعض الدول للتلاعب بالشعوب وإحداث صراعات وإجبار بلدان أخرى على الانصياع لها في إطار الاستعمار الجديد. وشدّد على أنّ الوضع في أوكرانيا مثال على "سياسة صبّ الزيت على النار" التي يمارسها الغرب. إنّ ضخّ مليارات الدولارات في النظام النازي الجديد، وتزويده بالمعدّات والأسلحة والذخيرة وإرسال مستشارين عسكريين ومرتزقته، كلّ شيء يُقام به لإشعال الصراع بشكل أكبر، وجذب الدول الأخرى إليه".
شويغو: العملية العسكريّة وضعت حدًا لهيمنة الغرب
في كلمة له خلال المؤتمر، أعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أنّ العمليّة العسكريّة الروسيّة الخاصة في أوكرانيا وضعت حدًا لهيمنة الغرب الجماعي في المجال العسكري، وانخفضت قدراته على فرض مصالحه في العالم بشكل كبير، لافتًا إلى أنّ القوات العسكريّة الأوكرانيّة بدأت بالانهيار والتلاشي.
وأشار شويغو في حديثه إلى أنّ التغييرات والتحولات الجارية أدت إلى زيادة دور بلدان آسيا وأفريقيا وأميركا اللاتينية في النظام العالمي، بما في ذلك استخدام الموارد الطبيعية من أجل التنمية السيادية للدول.
وقال: "نرى كيف يدعم الغرب الفاشية والنازية في أوكرانيا، وسيكون ذلك أساسًا لنا في مكافحة النازية والاستعمار الجديد"، موضحًا أنّ "السياسة الدفاعيّة لأوروبا تخضع بشكل كامل للولايات المتّحدة الأميركيّة".
وذكر شويغو أنّ :"الدور الرائد لتحرير الدول من هيمنة القطب الواحد تأخذه روسيا على عاتقها"، ورأى أنّ : "الغرب يقوم بإشعال الحروب والصراعات، في جميع أنحاء العالم، وفرض مصالحهم الخاصة. ونرى الوجود الأميركي والغربي، في الدول الإفريقية والآسيوية وأميركا اللاتينية، والاستمرار في بناء القواعد العسكريّة الأميركيّة وتعزيز البنى العسكريّة في المحيطين الهندي والهادي، وتدشين تحالفات مثل "أوكوس" من أجل الردع النووي، وبدلًا من حلّ القضايا الأساسية مثل الطب ونزع الألغام وغيرها، يقومون بحلّ قضاياهم الاقتصاديّة على حساب الآخرين. ولا أظن أن ذلك يرضي الدول الإقليميّة".
وتابع شويغو: "نرى كثيرًا من المشاريع التي تشابه زعزعة الاستقرار في أوكرانيا وزيادة النزعة العنصريّة في وسائل الإعلام بدعم من النخب الأوروبيّة، ونسمع في الوقت ذاته من واشنطن تصريحات ومطالبات بتعزيز الحوار مع الصين. اليوم؛ موسكو وبكين عدوان استراتيجيان بالنسبة إلى الولايات المتّحدة؛ فعلى هذه الخلفية تمكّنت روسيا والصين من تعزيز شراكتهما الاستراتيجيّة، وكذلك مدّ أواصر الصداقة مع عدد من الدول في آسيا".
إلى ذلك، أشار شويغو إلى أنّ الولايات المتّحدة ما تزال تحاول زعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط، لذلك علينا أن نكون مستعدّين لجميع السّيناريوهات. كما رأى أنّ :"عودة سوريا إلى الجامعة العربيّة عامل استقرار في المنطقة بأسرها"، وأنّ "تطبيع العلاقات بين إيران والسعوديّة تساعد على إنشاء منظومة أمن مستقلّة".