الخليج والعالم
الأموال المُحرّرة في صدارة اهتمامات الصحف الإيرانية
بعد العديد من التحركات الدبلوماسية، توصّلت إيران والولايات المتحدة أخيرًا إلى اتفاق بشأن تبادل الأسرى.
وبحسب صحيفة "وطن أمروز"، سيتم إطلاق سراح 5 سجناء أمريكيين من السجن مقابل إطلاق سراح الإيرانيين الذين ثبتت إدانتهم بخرق العقوبات، كما سيتم الإفراج عن 6 مليارات دولار من الأصول النفطية الإيرانية.
وتابعت "وطن أمروز": "مسار تبادل الدبلوماسية مع زيارات كبار الدبلوماسيين القطريين والعمانيين إلى طهران في دورهم كوسطاء للرسالة الأمريكية أدى في النهاية إلى النجاح" وأضافت "بالطبع، تحاول حكومة بايدن استخدام دبلوماسية حقوق الإنسان مع تبادل الأسرى كمقدمة لمحادثات نووية وإقليمية أخرى منفصلة عن خطة العمل الشاملة المشتركة، وبحسب التقارير الرسمية التي نشرتها وسائل الإعلام في مؤخرًا، فإن أهداف الولايات المتحدة هي كبح تقدم إيران النووي والإقليمي وتجنب زيادة مستوى التوتر، وانطلاقا من ذلك، فإن واشنطن تبحث عن اتفاق يغطي الملفين النووي والإقليمي لإيران في نفس الوقت".
وفي تفاصيل الاتفاق، فإنها ستتم بطريقة تجعل أولاً الأموال الإيرانية في كوريا بحيث يتم تحويلها من العملة الكورية الجنوبية إلى اليورو ثم تحويلها إلى حساب في قطر لتكون متاحة الى ايران، وبعد إيداع هذه الأموال في حساب في قطر، يتم أيضًا تبادل الأسرى، في هذا التبادل، تم إطلاق سراح أربعة مواطنين أمريكيين مقابل إطلاق سراح نفس العدد أو أكثر من الإيرانيين المحتجزين لدى الولايات المتحدة، كما قالت مصادر إيرانية إنه لن يتم الإفراج عن الأسرى الأمريكيين حتى يتم تحويل الأموال الإيرانية إلى قطر.
وذكرت " وطن أمروز" أن وزارة خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية أصدرت يوم الخميس 10 آب بيانا حول الإفراج عن الموارد الإيرانية المحتجزة وإطلاق سراح عدد من الأسرى المحتجزين بشكل غير قانوني من قبل الولايات المتحدة، وجاء في هذا البيان: "بدأت عملية تحرير مليارات الدولارات من أصول جمهورية إيران الإسلامية، التي صادرتها الولايات المتحدة بشكل غير قانوني في كوريا الجنوبية لعدة سنوات، لقد حصلت إيران على الضمانات اللازمة لالتزام أمريكا بالتزاماتها في هذا الصدد".
ويضيف هذا البيان إن "الإفراج وإزالة القيود المفروضة على الموارد المالية لجمهورية إيران الإسلامية، والتي تم حظرها بشكل غير قانوني أو جعلها صعبة الاستخدام بسبب مخاوف البنوك الأجنبية من العقوبات القاسية للولايات المتحدة، كانت دائمًا على جدول أعمال وزارة الخارجية"، ويردف "بالإضافة إلى تحرير الموارد المالية التي تم الاستيلاء عليها بشكل غير قانوني، فإن حماية حقوق الإيرانيين حول العالم هي إحدى الواجبات الملازمة لوزارة الخارجية، وفي هذا السياق، فإن إطلاق سراح عدد من الأسرى الإيرانيين الأبرياء، الذين اعتقلوا بشكل غير قانوني وسجنوا في هذا البلد في السنوات الماضية بتهم باطلة بالتهرب من العقوبات الأمريكية القاسية، كان قد بدأ مؤخرًا من قبل النظام الدبلوماسي".
استياء الإصلاحيين من إنجازات الحكومة
مع الإعلان عن الإفراج عن الموارد الإيرانية المحجوبة في كوريا الجنوبية، ثبت أن بعض الأشخاص في الداخل لا يحبون أن تؤتي السياسة الخارجية للحكومة ثمارهان.
صحيفة "إيران" قالت "كانت موجة ردود الفعل على هذا الحدث الوطني خطوة واسعة نحو تحييد الحصار ومثالا للمفاوضات من موقع القدرة، وإلى جانب العديد من النشطاء الذين سعدوا وأشادوا بهذا الإنجاز الذي يصب في مصلحة الوطن، انزعج البعض أيضًا، فقد جلب الاضطراب السياسي والنفسي هؤلاء الأشخاص إلى حدود سلبية".
وتابعت إن "المطالبين بخطة العمل المشتركة الشاملة مستاؤون من تحقيق المصالح الوطنية، وإن ما أزعجهم في هذا الأمر، أي التفاوض من موقع القوة، يرجع لأنهم ربطوا حياتهم السياسية بخطة العمل الشاملة المشتركة، التي لم تتمكن من تزويدهم بالمياه! بالطبع".
تسريع التطبيع السعودي الصهيوني
في المقابل، ركّزت صحيفة "جام جم" الإيرانية على موضوع تطبيع السعودية وكيان العدو الذي يتحدّث عنه المسؤولون الأمريكيون والصهاينة، وكيف تسلّط وسائل الإعلام في الولايات المتحدة الضوء على هذه المحادثات.
وأشارت الى أن "وسائل الإعلام الأمريكية أعلنت في الأيام الماضية أن السعودية والولايات المتحدة توصلتا إلى اتفاق حول إطار تطبيع العلاقات مع النظام الصهيوني، ووفقًا لتقارير منشورة، يناقش المفاوضون التفاصيل، بما في ذلك التعامل مع الطلبات السعودية بأن تساعدهم الولايات المتحدة في تطوير برنامج نووي مدني وتوفير ضمانات أمنية صارمة، ويسعى السعوديون للحصول على تنازلات كبيرة من إسرائيل".
وتابعت "جام جم": "تضغط الولايات المتحدة على المملكة العربية السعودية لفرض قيود على علاقتها المتنامية مع الصين، وعلى الرغم من نشر مثل هذه التقارير، أعلن البيت الأبيض أن الإطار المتفق عليه الذي من شأنه أن يؤدي إلى تفاهم السعودية للاعتراف بإسرائيل لم يتم التوصل إليه بعد، وهناك حاجة إلى العديد من المفاوضات للوصول إلى هذه المرحلة. وأضاف المتحدث باسم الأمن القومي بالبيت الأبيض جون كيربي: "ما زالت هناك مفاوضات ومناقشات كثيرة للوصول إلى مرحلة تحدد إطار تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية".
وختمت "جام جم": "أعلنت بعض وسائل الإعلام الصهيونية أن المسؤولين السياسيين في تل أبيب يقيّمون المشاورات بين الولايات المتحدة والسعودية على أنها غير كافية وبعيدة عن النتائج الإيجابية لمفاوضات حقيقية ومتقدمة".