الخليج والعالم
مصر تحت ضغوط أميركية لتزويد أوكرانيا بالأسلحة
تتريّث مصر حتى الآن في تلبية طلبات أميركية لإرسال أسلحة وذخيرة من أجل دعم القوات الأوكرانية في ما يسمى الهجوم المضاد ضمن العملية العسكرية الروسية التي تنفذها موسكو منذ شباط/فبراير 2022، ويمثل إحجام القاهرة عقبة أمام جهود واشنطن الشاملة لحشد قدرات عسكرية لكييف في لحظة حرجة من هذه الحرب.
وبحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، فقد رفضت مصر إرسال أسلحة إلى روسيا، وهي تقاوم الآن طلبات من كبار القادة الأمريكيين لإرسالها إلى أوكرانيا، كما يقول مسؤولون مصريون وأمريكيون، مما يشكل عقبة أمام جهود إدارة بايدن لتوليد أسلحة لدعم هجوم مضاد أوكراني.
ووفق ما تنقل الصحيفة عن مسؤولين، فإن مصر خططت في البداية لإرسال صواريخ إلى روسيا لكنها أسقطت تلك الخطة تحت ضغط من الولايات المتحدة في وقت سابق من هذا العام، وقد طلب المسؤولون الأمريكيون، بمن فيهم وزير الحرب الأمريكي لويد أوستن، من مصر تزويد أوكرانيا بالأسلحة كخطوة بديلة في محاولة لمساعدة الحكومة الأوكرانية على التغلب على نقص الذخيرة.
وقدّم أوستن الطلب في آذار/مارس عندما التقى بالرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في القاهرة، وقال المسؤولون إن القادة المصريين لم يكونوا ملتزمين في ذلك الوقت، وقد أثار كبار المسؤولين الأمريكيين الطلب في لقاءات متعددة منذ ذلك الحين.
وطلبت الولايات المتحدة من مصر تزويد أوكرانيا بقذائف مدفعية وصواريخ مضادة للدبابات وأنظمة دفاع جوي وأسلحة صغيرة لأوكرانيا، وفقًا لمسؤول أمريكي.
وفي محادثات مع المسؤولين الأمريكيين، لم ترفض مصر الطلبات بشكل قاطع، لكن المسؤولين المصريين قالوا في جلساتهم الخاصة إن مصر ليس لديها خطط لإرسال الأسلحة، وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية إن مصر تعمل كشريك يعمل من أجل سلام عادل ودائم في أوكرانيا، مضيفًا "وجدنا أن هذه المحادثات مع مصر مثمرة وفي سلسلة من المناقشات الدبلوماسية، كان رد مصر يليق بشريك قوي للولايات المتحدة".
وقال المسؤول: "هذه ليست قضايا بسيطة أو سريعة، ومناقشاتنا مع شركائنا المصريين بشأن مصلحتنا المشتركة في إنهاء الحرب الروسية مثمرة ومستمرة".
وقال متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي "تعاوننا مع مصر في مجموعة من القضايا، بما في ذلك الصراع في أوكرانيا، واسع وإيجابي"، وأضاف "بينما لن نناقش الدبلوماسية الحساسة، فإن أي إبلاغ مخالف لذلك هو خطأ قاطع"، ولم يرد متحدث باسم وزارة الخارجية المصرية على طلب للتعليق.
وأثار فشل الحكومة المصرية في تسليم الأسلحة حتى الآن مخاوف أعضاء الكونجرس الذين يضغطون على إدارة بايدن لعدم الإفراج عن 320 مليون دولار من المساعدات العسكرية من أجل مواصلة الضغط على الحكومة بشأن انتهاكات حقوق الإنسان، إذ تقدم الولايات المتحدة لمصر 1.3 مليار دولار من المساعدات العسكرية كل عام، مع جزء صغير منها "مشروط بسجل البلاد في مجال حقوق الإنسان".
وانخرطت واشنطن في محاولة لحشد الدعم الدبلوماسي والمادي لأوكرانيا ومواجهة نفوذ الكرملين في جنوب الكرة الأرضية، وتوغلت الولايات المتحدة في عمق مخزوناتها العالمية لتزويد أوكرانيا بقذائف المدفعية لحربها مع القوات الروسية الغازية، وتعتبر المدفعية من أهم الأسلحة في الحرب، والتي يتم خوضها إلى حد كبير عبر مساحات شاسعة من الأراضي في شرق وجنوب أوكرانيا.
وحاولت مصر عدم الانحياز إلى أي طرف منذ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، وحافظت على علاقات ودية مع الحكومة الروسية، حيث يتمتع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بعلاقة شخصية جيدة مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وحضر قمة القادة الأفارقة في سان بطرسبرج في تموز/يوليو.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
27/11/2024