الخليج والعالم
روسيا تطلق "لونا-25" إلى القطب الجنوبي للقمر
أطلقت روسيا، اليوم، مركبة "لونا-25" إلى القطب الجنوبي للقمر، في حدث تاريخي غير مسبوق، إذ إنّ القطب الجنوبي للقمر منطقة لم تشهد هبوط مركبة فضاء بسلاسة مطلقًا. ومن المتوقع أن تصل المركبة إلى سطح القمر في 23 آب، في اليوم نفسه تقريبًا الذي تصل فيه مركبة هنديّة أُطلقت في 14 تموز/ يوليو الماضي، وستستغرق الرحلة من 10 إلى 12 يومًا ومدة المهمة عامًا واحدًا.
يُعدّ إطلاق المركبة "لونا- 25" هو الأول لروسيا منذ العام 1976، عندما كانت جزءًا من الاتّحاد السوفياتي السّابق.
وأُطلق صاروخ "سويوز-2.1 بي" إلى القطب الجنوبي للقمر بنجاح، لأول مرة منذ ما يقارب 50 عامًا، حاملًا مركبة "لونا-25" من محطة فوستوتشني الفضائية. والهدف الرئيسي من مهمة "لونا-25" هو تنفيذ هبوط سلس لهذه المركبة على سطح القمر في منطقة قطبه الجنوبي، واستكشاف ما إذا كانت تلك المنطقة تحتوي على الماء أو جزيئات الجليد.
وقالت مؤسسة "روس كوسموس" الروسية إنّ المركبة زوّدت بعدة أجهزة روسيّة الصنع؛ خُصّصت لدراسة القمر وسطحه، وبذراع آلية يمكنها صنع حفرة صغيرة في تربة القمر وجمع عينات منها. كما حصلت على جهاز خاص يعتمد على الموجات الليزرية يمكنه تحليل مكوّنات العينات التي ستجمع من تربة القمر.
وكشف ألكسندر بلوشينكو المدير التنفيذي للبرامج المستقبلية والعلوم في مؤسسة "روس كوسموس" بعض النقاط المرتبطة بإطلاق المحطة القمرية "لونا-25". وأشار بلوشينكو إلى أنّ مركبة روسيّة ستهبط في القطب الجنوبي للقمر لأول مرة في التاريخ. وهذه المنطقة ليست استوائيّة كتلك التي اعتاد الجميع الهبوط فيها على القمر. وقال: "من المقرر أن تهبط المحطة في المنطقة المقررة من القمر خلال أيام 21-24 آب/ أغسطس، ووفقًا لحساباتنا يمكن أن نسبق المحطة القمرية الهندية "Chandrayan-3" التي تحلّق باتجاه القمر".
وأوضح "بلوشينكو" أنّ مهمة "لونا-25" تتضمن دراسة تربة القمر وغلافه الخارجي في منطقة القطب الجنوبي، مشيرًا إلى أنّ المحطة ستبحث قبل كلّ شيء عن المركبات العضوية في الماء.
وأضاف: "لقد زُودت "لونا-25" بمعدات لجمع عينات من تربة القمر على عمق يصل إلى 40 سم. وسوف تحلّل المحطة عينات التربة فورًا من دون الحاجة لنقلها إلى الأرض. وذلك؛ لأنّ مهمتها الأساسية هي البحث عن الماء والمركبات الطيارة في تربة القمر. فنحن من جانب؛ نهتم بالماء كونه مصدرًا للمحطات القمرية المستقبلية، فالماء ضروري للبشر، فإذا نقلناه من الأرض فإن تكلفة توصيل لتر واحد يمكن أن تبدأ من 500 ألف دولار. وتعرض إحدى الشركات الأجنبية، في مجال الروبوتات الفضائية، على الحكومات والشركات نقل كيلوغرام واحد من الحمولة إلى القمر، وهذا يعادل وزن 1 لتر من الماء، مقابل 1.2 مليون دولار".
ولفت "بلوشينكو" إلى أنّ الماء يمكن أن يكون مادة خامًا لوقود الصواريخ. ومن جانب آخر، وجود الماء على القمر هو بحد ذاته موضوع بحث علمي. ورأى أنّه: "عندما نكتشف تكوين الماء، فمن المحتمل أن نكتشف شيئًا جديدًا عن تاريخ القمر والقوانين الأساسيّة للكون".