الخليج والعالم
لماذا تتفاقم أعداد الوفيات في الولايات المتحدة؟
توقّف الكاتب الأميركي ديفيد والاس ولز في مقالة نشرتها صحيفة "نيويورك تايمز" عند أعداد الوفيات الكبيرة في الولايات المتحدة، فقال إن الولايات المتحدة كانت تشهد قبل وباء "كورونا" وفاة حوالي نصف مليون شخص إضافي سنويًا مقارنة مع معدل الوفيات في الدول الغنية "النظيرة"، موضحًا أن عدد الوفيات في العامين الأولين من الوباء تخطى المليون.
وأشار ولز الى دراسة أعدّها باحثون نشرت في أيار الماضي تحت عنوان "الأميركيون المفقودون"، تخلّلها مقارنة بين الولايات المتحدة وإحدى وعشرين دولة، أغلبها من الدول الأوروبية المصنفة بالغنية.
وبحسب ولز، كان يمكن تجنّب موت نسبة حوالي ثلث الأميركيين المتوفيين خلال فترة الوباء.
ولفت ولز إلى الأزمة في معدل الوفيات في أميركا خلال السنوات القليلة الماضية، واضعًا ذلك في خانة "الوفيات الناتجة عن اليأس"، موضحًا أن الموضوع يرتبط بأزمة اجتماعية للرجال البيض من متوسط العمر.
وتحدّث الكاتب عن وجود عنف السلاح والجرعات الزائدة وحالات الوفاة عند الأحداث، ورأى أن كل ذلك يعكس واقع البلد الذي يواجه صعوبة في إيجاد موطئ قدم له في القرن الواحد والعشرين.
كذلك أشار الكاتب إلى بحث أجرته جيسيكا هو من جامعة "ساوث كارولاينا"، والذي كشف أن الولايات المتحدة تراجعت إلى المرتبة الأخيرة من بين ثمانية عشر دولة ذات الدخل العالي، وذلك على صعيد متوسط العمر المتوقع.
ولفت الكاتب إلى أن الاتحاد الأوروبي أعلن عن 5800 حالة وفاة نتيجة الجرعات الزائدة عام 2020، بينما يبلغ عديد سكان دول الاتحاد حوالي 440 مليون نسمة. أمّا الولايات المتحدة فيبلغ عديد سكانها 330 مليون نسمة، فيما أعلنت عن وفاة 68000 شخص نتيجة الجرعة الزائدة. وأشار إلى أن الرقم الأميركي في هذا المجال ارتفع إلى 80000 عام 2021، وإلى 107000 عام 2022.
ووفق معهد القياسات الصحية والتقييم، فإن عدد جرائم القتل المرتبطة باستخدام السلاح في الولايات المتحدة فاق عدد الحالات في دول الاتحاد الأوروبي باثنين وعشرين مرة.
وقال ولز إن الوفيات الناتجة عن السلاح في الولايات المتحدة ازدادت بنسبة 23 في المئة بين عامي 2019 و2021، والتي شملت حالات الانتحار والحوادث عن طريق الخطأ.
في المقابل، لفت إلى أن غالبية التقديرات تفيد أن عدد الوفيات الناتجة عن السلاح في الاتحاد الأوروبي هي حوالي 7000 سنويًا.
وأوضح أن نسبة 15 في المئة فقط من حالات الوفاة بالسلاح في أوروبا هي جرائم قتل وفق التقديرات، بينما بلغت هذه النسبة في الولايات المتحدة قبل عامين 43 في المئة.
وذكّر الكاتب بما كانت قد نشرته مجلة "The Economist" عن وقوع حوالي 26000 جريمة قتل في الولايات المتحدة عام 2021، مقارنة مع 300 في إيطاليا، مضيفًا أن أكبر حالات الوفاة الناتجة عن حوادث السير وحوادث أماكن العمل وغيره هي في أميركا مقارنة مع دول أوروبية.
وبيّن أن الدراسات تشير كذلك إلى تزايد حالات الأمراض مثل السكري في أميركا مقارنة مع بلدان أوروبية.
كذلك سلّط الكاتب الضوء على الأعداد الكبيرة من حالات الوفاة بين الشباب ومن هم في متوسط العمر، موضحًا أن الكثير من هذه الحالات ناتجة عن "الموت العنيف" لأسباب "غير طبيعية"، مشيرًا الى أنه وبحسب الدراسات، فإن عدد الوفيات لمن تبلغ أعمارهم دون سن الخمسة عشر في الولايات المتحدة خلال عام 2019 وصل إلى ضعف العدد لدى نفس الفئة العمرية في الدول النظيرة".