الخليج والعالم
الصحف الإيرانية: التحضيرات للانتخابات التشريعية وقدرة المُسيّرات الإيرانية في الواجهة
تناولت الصحف الإيرانية الصادرة صباح اليوم مواضيع عديدة، ومنها أوضاع الانتخابات التشريعية المرتقبة، اذ لم يتبق سوى ستة أشهر على انتخابات مجلس الشورى الاسلامي الإيراني، وقد بدأت آليات تنفيذ هذا الحدث السياسي الهام رسميًا، بعدما أعلن المتحدث باسم المقر الانتخابي في البلاد أمس الأربعاء عن عدد التسجيل المسبق لانتخابات المجلس الإسلامي، وقد بلغ عددهم 19117.
وفي هذا الصدد، قالت صحيفة "كيهان" إنه "من الطبيعي أن تبدأ التيارات السياسية قبل الانتخابات بستة أشهر تحركاتها لتولي مقاعد مجلس النواب المقبل وإعلان مواقفها في هذا الشأن، إلا أن الإصلاحيين كان لهم خطاب خاص غالبًا ما كان يحتوي على محورين أساسيين، "أولاً، التشكيك في صلاحية الانتخابات وفاعليتها، وثانيًا، التشكيك في مشاركة الإصلاحيين في الانتخابات أو اكتناف مشاركتهم بالغموض".
وتابعت "كيهان": "في المحور الأول، كان القلم في أيدي "الطيف" الذي يدعي الإصلاحات يحاول أن يجعل العملية الانتخابية في إيران - التي هي مظهر من مظاهر الديمقراطية - تبدو غير مثمرة ومزيفة، وكان الهجوم على الإشراف لمجلس صيانة الدستور من بين المؤسسات التي تم توجيه السهام لها، كما حاولوا غرس فكرة أن الحكومة تحاول القضاء على بعض التيارات السياسية".
وأضافت: "أما في المحور الثاني، فقد أثار المطالبون بالإصلاح تواجدهم مرارًا وتكرارًا في الانتخابات في جو من الغموض وبذكر العديد من الشروط، ولا تزال هذه العملية مستمرة من قبل معظمهم".
وبحسب صحيفة "كيهان"، إن إلقاء نظرة على تاريخ أداء الإصلاحيين يظهر أنه في كثير من الحالات، على الرغم من أنهم يتصرفون بطريقة يظهرون بها أنهم لا يريدون المشاركة في الانتخابات، إلا أنهم في الواقع يستعدون للمنافسة الانتخابية والاستيلاء على مقاعد السلطة، ويمكن توقع نفس السيناريو للانتخابات المقبلة، خاصة أنه قد نفد صبر العديد من الأحزاب الإصلاحية ولم تعد قادرة على تحمل العزلة السياسية القائمة.
قدرة الطائرات بدون طيار الإيرانية
بالموازاة، تحدثت الصحف عن محاولة الجمهورية الإسلامية خلال 40 عامًا من وجودها أن تصبح قوية عسكريًا خاصة بعد تجربة حرب الثماني سنوات ومراقبة نقاط القوة والضعف فيها ومحاولة تطبيق حلول رخيصة وفعالة في ساحات القتال، وقالت إن كل هذه السنوات من الخبرة جعلتها تتحرك في اتجاه التمكن من الاستفادة من القدرات المحلية للبلاد لإنتاج الصناعات المحلية والتحرر من الاعتماد على أمريكا.
وبهاذ الخصوص، قالت صحيفة "قدس": "قررت الجمهورية الإسلامية بناء طائرة بدون طيار لتجنب مشكلة اللجوء إلى الولايات المتحدة الأميركية لتأمين قطع الغيار للطائرات، ويعود تاريخ صنع هذه الطائرات بدون طيار في الداخل إلى زمن الدفاع المقدس".
وتابعت:" توفر الطائرات بدون طيار قدرات مختلفة لجيش البلد، وحقيقة أن هذه الطائرات أرخص من الطائرات الحربية أعطت الجمهورية الإسلامية إمكانية سد الثغرات في سلاحها الجوي من خلال إنتاج أكبر قدر ممكن منها وإنشاء رادع جيد في المنطقة".
وبحسب "قدس": "اليوم، تعتبر قوة الطائرات بدون طيار الإيرانية تهديدًا كبيرًا إلى جانب البرنامج النووي للبلاد، ومع ذلك، كما نرى، فإن قوة الطائرات بدون طيار الإيرانية تتوسع لتشمل جميع أنحاء العالم، فإن الشعبية المتنامية للطائرات بدون طيار الإيرانية ترجع إلى أنها لا تحتاج إلى مدارج طويلة، حتى أن بعض الطائرات بدون طيار الإيرانية لديها القدرة على الإنطلاق من نقاط ومنصات مختلفة، بما في ذلك الجزء الخلفي من الشاحنات العسكرية، مضافًا إلى رخص هذه الطائرات بدون طيار والذي يسمح للدول إنشاء رادع جيد ضد التهديدات الخارجية من خلال إنتاج عدد كبير منها".
وختمت: "أظهرت الحرب بين روسيا وأوكرانيا مدى فاعلية هذه الطائرات بحيث يمكن أن تكون مدمرة وتعمل كمغير للعبة في المعارك القادمة وتحول اللعبة لصالح البلدان التي لديها هذه الأنواع من الأسلحة، يمكن أن يؤدي الجمع بين هذه الأنواع من الأسلحة والذكاء الاصطناعي والتوجيه عبر الأقمار الصناعية إلى زيادة فعاليتها بشكل كبير".
تطوّر العمالة الصناعية في الحكومة الحالية
في سياق آخر، تطرقت الصحف لتعزيز الحكومة الثالثة عشرة سوق العمل بشكل جيد في العامين اللذين تولت فيهما السلطة التنفيذية للبلاد، بحيث كان معدل البطالة في الربع الأول من العام الجاري في العام الثاني لهذه الحكومة أقل من معدل البطالة في الربع الأول من العام الأخير للحكومة الثانية عشر، ومتوسط النمو الموسمي للصناعة في الحكومة الثالثة عشرة أواخر العام الفارسي الماضي إلى 6.7٪، وهو ما يزيد بنسبة 2٪ عن الحكومتين 11 و 12 اللتين كانتا برئاسة الشيخ حسن روحاني.
وبحسب تقرير صحيفة " إيران"، فقد "تم تحقيق رقم قياسي جديد في مجال العمالة الصناعية، ففي الربيع الفائت، وصل معدل البطالة إلى 8.2٪، في حين قدر معدل البطالة في فترة الحكومة الثانية عشرة بنحو 9.2٪".
وتابعت " إيران" أن "انخفاض معدل البطالة بنسبة واحد في المائة في هذه الفترة الزمنية وزيادة التوظيف يظهر أن الحكومة الثالثة عشرة كان لديها سجل إنتاجي أكبر في مجال التوظيف من الحكومة الثانية عشرة".
فقدان فهم الإعلام والصحافة
وفي أجواء يوم الصحفي الإيراني، ذكرت صحيفة "مردم سالاري" في عددها الصادر اليوم أن "المشكلة الأكبر لوسائل الإعلام والصحافة في إيران هي عدم القدرة على فهم معنى الصحافة، على الرغم من أن الإعلام والصحافة في إيران لهما تاريخ ما يقرب من قرنين من الزمان، إلا أننا اليوم مع كل التطورات العلمية والتواصلية، ما زلنا عالقين في هذا الضعف".
وتابعت:" على الرغم من أن أول صحيفة صدرت في إيران منذ 186 عامًا، مثلها مثل غيرها من الأدوات والظواهر الحديثة مثل الجامعة والبرلمان، إلا أن معناها وعمق مفهومها لم يدخل مع دخول الصحيفة وظلت بنيتها العميقة وراء الحدود الذهنية، ولا يزال النظر في إيران إلى وسائل الإعلام والصحافة على أنها نشاط دعائي إعلاني، في حين أن النشاط الإعلامي ليس إعلانًا، أي إن مهمة الإعلام هي نقل الحقائق، ففي حين يسعى الإعلان إلى التضخيم أو التبخيس، وإن الصحافة والإعلام تتسم بصفة الواقعية، وفي حين يتبع الإعلان حقوق ومصالح صاحب العمل والمؤسسات العليا، لكن الصحافة تتبع حقوق ومصالح الناس/الجمهور، ومن خلال تجاهل الحقائق، تسعى الدعاية إلى الهجوم والانتقام والتضليل والانحراف، لكن وسائل الإعلام تسعى إلى اكتشاف الحقيقة على أساس الواقع، بينما يعتمد الإعلان على الحد الأدنى من النشر التوجيهي وغير الكامل للمعلومات، لكن وسائل الإعلام والصحفي يؤكدان أقصى قدر من النشر الكامل والعادل وغير المتحيز".
وختمت "مردم سالاري": "لن يتحسن وضع الإعلام والصحفيين – في إيران- ما لم نفهم معناها، وما لم نتعرف ونتوقع من وسائل الإعلام والأنشطة الصحفية أنها يجب أن تكون على مسافة من طبيعة الإعلانات".