الخليج والعالم
في "يوم الصحافي".. دور الإعلام الإيراني محور اهتمام الصحف الإيرانيّة
سلّطت صحف إيرانيّة، صباح اليوم الثلاثاء (8/8/2023)، الضوء على زيارة أجراها رئيس الجمهوريّةّ الإسلاميّة الإيرانيّة السيد إبراهيم رئيسي لمكتب تحرير وكالة إذاعة إيران وتلفزيونها، وذلك لمناسبة "يوم الصحافي" الذي يصادف اليوم 8 آب/أغسطس.
بحسب صحيفة "إيران"، "رافق السيد رئيسي، في زيارته، وزير الثقافة والإرشاد الإسلامي محمد مهدي إسماعيلي ومدير الإذاعة والتلفزيون بيمان جبلي ومجموعة من المديرين". ولفتت الصحيفة إلى أنّه: في "أثناء زيارة نائب رئيس هيئة الإعلام الوطني أعيد تصوير مشاهد وضع يد الشّعب على الإذاعة والتلفزيون خلال الثورة، والدور الذي أدته الإذاعة خلال الدفاع المقدس".
وذكرت الصحيفة أنّ :"السيد رئيسي أكّد، خلال هذه الزيارة في حديث مع مراسلي وسائل الإعلام، أنّ الإنفاق على الإعلام هو استثمار بالتأكيد؛ لأنّ رسالة الثورة الإسلاميّة يجب أن تبقى مسموعة في المنطقة والعالم". وشدد على أنّ: "قطاع البث الدولي هو من بركات الثورة"، وقال: "على الرغم من الظروف التي أوجدتها الإمبراطوريّة الإعلاميّة للعدوّ، ما تزال تُنقل رسالة الثورة الإسلاميّة إلى أحرار العالم".
ووفقًا للصحيفة، "تحدث السيد رئيسي عن دور الإذاعة والتلفزيون في شرح وإظهار أبعاد الجولات الرسميّة الإيرانيّة التي جرت للدول المجاورة والمسلمة والمتحالفة، مشددًا على أنّ الجولات التي جرت في أميركا اللاتينية وأفريقيا ودول أخرى في المنطقة خلقت قدرات مهمّة لإيران، ققد أسهمت وسائل الإعلام في شرح الأبعاد الدوليّة لأعمال الحكومة".
كما لفتت الصحيفة :"السيد رئيسي شدّد على أنّ معيشة الناس هي أولويتنا جميعًا، وقد اُتخذت خطوات جيدة لكبح جماح التضخم ونمو الإنتاج، لكن البعض لا يريد أن تظهر هذه الجهود"، مطالبًا وسائل الإعلام الإيرانيّة بنشر آراء الخبراء وحتى المعارضين له"، وقال: "وظيفتنا في الحكومة ووظيفتكم في الإعلام الوطني الانفتاح الفكري، وفتح فكر الناس وأذهانهم، وخاصة الشباب".
رسالة يوم الصحافي
كتبت صحيفة " كيهان"، في عددها اليوم، قائلة: "مقابل الصحفيين الذين خانوا الأمة الإيرانيّة، من خلال إساءة استخدام موقعهم، التزم عدد من الصحافيين الإيرانيين بمهمتهم الحقيقيّة وخدموا أمتهم وما يزالون يفعلون ذلك. إذ يفتخر مجتمع الصحافة الإيراني بأنّه لم يخدم الشعب والنظام الإسلامي فقط/ من خلال تنوير الرأي العام وإعلامه، بل قدّم أيضًا شهداء في هذا الطريق".
تابعت الصحيفة: "في الواقع؛ الصحافي، مثله مثل أي إنسان آخر، لديه رؤية للعالم ومجموعة من المعتقدات والقيم، من هذه النقطة، يمكننا أن نرى أنّ "الحياد" في مهنة الصحافة، كما يعتقد البعض، غير موجود أساسًا. بالطبع يجب على الصحافي أن يحرّر نفسه من قيود الانتماء إلى الأحزاب والجماعات السياسيّة السّاعية للسلطة، وألا يخدم أصحاب الثروة والسّلطة، لكنّه لا يستطيع التصرف خارج إطار المعتقدات والقيم التي يؤمن بها، واليوم نرى أنّ بعض الناس، وهم يرتدون ملابس الصحفيين ويحملون شعار "الحياد"، يديرون ظهورهم للقيم، ولا يعترفون بالصواب والخطأ".
كما رأت "كيهان": "منذ انتصار الثورة الإسلاميّة المجيدة، تواجه بلادنا فيضانًا متزايدًا من الأعمال العدائيّة والمكائد من الغطرسة العالمية، ورغم أنّ هذه العداوات تجلّت بحرب قاسية أو شبه قاسية في بعض الأحيان، إلا أنّها كانت موجودة بشكل حرب نفسيّة ودعائيّة منذ الأيام الأولى لانتصار الثورة وحتى قبل ذلك". وأضافت: "مع ذلك؛ في العقد الماضي، بعد النمو السريع للتكنولوجيا وتطوير منصات التواصل الاجتماعي، وبالطبع مع العملية المتزايدة لتقدم الجمهوريّةّ الإسلاميّة، تكثفت الدعاية والحرب الإعلاميّة وتطورت؛ لدرجة أنّ إيران أصبحت المحور الرئيسي لهجوم الإعلام الغربي. ففي أحداث الخريف الماضي بدأ أعداء الأمة الإيرانيّة حربًا مشتركة غير مسبوقة ضد الشعب ونظام الجمهوريّةّ الإسلاميّة، وعلى الرغم من أنّ هذه الحرب كانت ذات أبعاد مختلفة، إلا أنّ جانبها الإعلامي كان بارزًا جدًا، إذ كانت الشرارة التي بدأت هذه الحرب المشتركة هي انتشار أخبار وروايات كاذبة عن وفاة شابة صغيرة".
وبيّنت الصحيفة: "بالإضافة إلى وسائل الإعلام الأجنبيّة- مثل "بي بي سي الفارسية" و"إيران إنترناشيونال" وغيرها- فقد أدّت بعض وسائل الإعلام المحلية التابعة لما يُسمى بطيف الإصلاح دورًا مهمًا في تحريض الناس وإثارتهم". وختمت "كيهان" بالقول: "في النهاية، تجدر الإشارة إلى أنّ أهم دور للصحفيين في بلادنا هو دورهم الثقافي في التعريف والدفاع عن القيم والمثل العليا التي تقبلها الأمّة الثورية لإيران.. إنّ اللامبالاة تجاه الحاجات الفكرية للأمة الإيرانيّة وتجاهل مُثُلها الإسلاميّة والثورية، والتي يمكن رؤيتها في بعض الصحف الحالية في البلاد, هو عار لن يغتفر في الحكم العام لشعبنا الآن وفي المستقبل، وأخيرًا أمام الدار الإلهية في الآخرة".
الوصول إلى قمة الابتذال
من جهة أخرى؛ تحدثت صحيفة "وطن أمروز"، في عددها الصادر اليوم عن الحركات المعارضة للجمهوريّة الإسلاميّة، والتي رفعت في الخريف الماضي شعار " المرأة، الحياة، الحريّة" بعد وفاة الفتاة مهسا أميني.
وفي التفاصيل، قالت الصحيفة: "إنّ الابتذال ولا شيء آخر، هذا هو أفضل وأدق تعريف يمكن أخذه من الحراك المسمى "المرأة، الحياة، الحريّة"، فأعمال الشغب التي أشعلها أعداء إيران، في الخريف الماضي، بذريعة مقتل مهسا أميني اتبعت مشروع تخريب الجمهوريّةّ الإسلاميّة وتقسيمها، وباستخدام الإرهاب والعنف الأقصى كان السعي لتحقيق هذه الأهداف". لكنّ الصحيفة اردفت موضحة: أنّ "الأداء الذي مارسته حركة مثيري الشغب كان واضحًا أنّه ضد الهويّة الإيرانيّة والإسلاميّة للشعب، إذ سعت مختلف التحالفات التي شكّلتها الجماعات المناهضة لإيران من الملكيين والمنافقين إلى الانفصاليين إلى هدف واحد وهو تدمير إيران. ومع ذلك؛ فإنّ قلة الاهتمام من الشعب الإيراني بهذه الجماعات، والسجل المظلم والعنيف للمعارضة في الذاكرة التاريخية الإيرانيّة جعل مشروعهم الشرير المعادي لإيران يفشل".
كما تناولت "وطن أمروز" بعض الشواهد التي تبرز معارضة مثيري الشغب للهوية الوطنية للشعب، وقالت: "في أثناء أعمال الشغب، أصبحت صور تدمير تماثيل 3 شعراء إيرانيين مشهورين، حافظ وسعدي وبروين اعتصامي، موضوعًا رائجًا لمستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي والإعلام للتباهي بابتذال أنصار شعار "المرأة، الحياة والحريّة". وكانت القصة أنّ مجموعة من الغوغاء المناهضين لإيران دمروا تماثيل 3 شعراء إيرانيين مشهورين، وبصرف النظر عن حقيقة أنّ هذا الفعل أظهر مستوى الوحشية لدى هؤلاء، فقد أظهر أيضًا أنّ تيارات الإرهاب والشغب، على الرغم من كلّ الشعارات الوطنيّة الموالية لإيران التي يدعونها، ليسوا كذلك".
وأنهت الصحيفة مقالها بالقول: "يمكن رؤية مظهر آخر من مظاهر الابتذال، في موقف هذه الحركة، تجاه مباريات منتخب بلادنا لكرة القدم في مسابقات كأس العالم، حيث رأينا احتفالًا افتراضيًا للجماهير الذين عبّروا عن سعادتهم بهزيمة المنتخب الإيراني لكرة القدم؛ بل أشادوا بأميركا وبريطانيا لفوزهما..!".