الخليج والعالم
حرب الناقلات الجديدة والتصعيد العسكري الأميركي في الخليج
قال المسؤول السابق، في "الـ CIA" ، بول آر بيلار : "إنّ وضع قوات أميركيّة على متن سفن تجارية يتناقض مع الهدف المعلن لدى إدارات أميركيّة عدة، وهو خفض تورط الولايات المتحّدة في الشرق الأوسط، وتخصيص الموارد لأماكن أخرى، خاصة شرق آسيا والمحيط الهادئ".
ففي مقالة، نُشرت على موقع "Responsible Statecraft"، حذّر الكاتب من أن تكثيف التورط العسكري الأميركي، في الشرق الأوسط، يتسبب باستدامة نقاط الضعف الأميركيّة. إذ إنّ القوات على متن السفن قد تصبح أهدافًا للنيران المعادية، كما هو الوضع مع القوات الأميركيّة الموجودة في العراق وسورية. وأضاف : أنّ وجود هذه القوات يزيد من خطر جرّ الولايات المتّحدة إلى نزاعات مسلحة أكبر".
أشار الكاتب، أيضًا، إلى أنّ الهدف المعلن لوضع القوات الأميركيّة على متن السفن، وكذلك الخطوات الأميركيّة الأخرى بإرسال تعزيزات عسكريّة إلى المنطقة مؤخرًا، يتعلّق بالاستيلاء على بعض ناقلات النفط الإيرانيّة التي تمرّ عبر مضيق هرمز، أو مضايقتها؛ بحسب تعبيره. ورأى أنّه: "كان بالإمكان تجنّب هذا المشهد لو تبنت الولايات المتّحدة سياسات مختلفة"، مدعيًا أنّ "إيران تقوم باعتراض السفن في سياق ردّ الفعل".
كما تابع الكاتب أنّ: "الولايات المتحدة هي من بدأت في ملاحقة الناقلات والاستيلاء على نفطها، وليس إيران"، مؤكدًا أنّ ما قامت به بلاده يعكس سياسة أحاديّة بهدف منع تصدير النفط الإيراني، مشددًا على أنّ هذه السياسات لا تستند إلى القانون الدولي، وتوصيف إيران لما قامت به واشنطن من احتجاز ناقلات بالقرصنة لم يكن مفاجئًا. وأردف الكاتب: "إنّ ما يحصل يذكر بحرب الناقلات، خلال حقبة الثمانينّات، حين بادر نظام الرئيس العراقي صدّام حسين باستهداف الناقلات ومنشآت نفطية تجارية أخرى".
كما رأى بيلار: "إنّ تكثيف الوجود العسكري الأميركي، إلى جانب تكثيف العمليات العسكريّة في الخليج، يتناقض والتوجه نحو خفض التصعيد الذي ساد خلال المرحلة الأخيرة". وذكر في هذا السياق عودة العلاقات بين إيران والسعوديّة برعاية صينيّة، وتحسين العلاقات بين إيران ودولة الإمارات، مشددًا على ضرورة أن يتأمل صنّاع السّياسة الأميركيّة جيدًا في البصمة التي يريدون تركها في المنطقة كونهم طرفًا خارجيًا.
كما أضاف الكاتب أنّ: "البصمة قد تكون إيجابية على غرار ما فعلت الصين من تعزيز السّلم والاستقرار"، فهو يرى أنّ "ذلك يخدم مصالح الدول الإقليميّة والسّلم، عمومًا إلى جانب إمدادات الطاقة العالمية، فضلًا عن أنّه يخدم الولايات المتّحدة نفسها". ولفت إلى أنّه سيكون أمرًا مؤسفًا إذا تركت واشنطن بصمة زيادة التوتر والفوضى، وذلك من خلال تخصيص المزيد من الموارد العسكريّة للمنطقة إلى جانب تكثيف الالتزامات حيالها.