الخليج والعالم
اجتماع جدّة.. روسيا: لا قيمة له من دوننا
أكّدت وزارة الخارجية الروسية، تعليقًا على اجتماع جدّة حول مبادرة السلام في أوكرانيا، أنه "من دون مشاركة روسيا ومراعاة مصالحها، لن يكون لأي اجتماعات بشأن الأزمة الأوكرانية أدنى قيمة مضافة".
وتابعت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: "نحن نقدّر، بشكل كبير، المبادرات الإنسانية لأصدقائنا من بلدان الجنوب (أفريقيا) بهدف تحقيق السلام. وعلى عكس نظام كييف الذي أوقف ومنع المفاوضات مع روسيا، كنا دائمًا وما نزال منفتحين على حلّ دبلوماسي للأزمة، ومستعدين للردّ على المقترحات الجادة".
أضافت: "نحن مقتنعون بأن تسوية شاملة ومستدامة وعادلة حقًا لا يمكن تحقيقها إلا إذا أوقف نظام كييف الأعمال العدائية والهجمات الإرهابية، وتوقف رعاته الغربيون عن ضخ الأسلحة للقوات المسلحة الأوكرانية"، مشيرة إلى أنّه يجب تأكيد "الأسس الأصلية لسيادة أوكرانيا- وضعها المحايد وعدم الانحياز وغير النووي".
بدوره؛ علّق نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري ميدفيديف على الاجتماع بالقول: "من الصعب إدانة الرغبة في إنهاء الحرب، ومن المستحيل الجدال في ضمان ميثاق الأمم المتحدة سيادة الدول، إلا أنّ هذه الميثاق ينص أيضًا على حقّ الشعوب في تقرير مصيرها". وصرّح قائلاً: "أي مقترحات للسلام لديها فرصة للنجاح إذا تم استيفاء شروط رئيسة، هي مشاركة طرفي النزاع. وهذا الشيء لم يتحقق في اجتماع جدة. كما لا بد من أخذ السياق التاريخي بالحسبان؛ حيث إنّ دولة أوكرانيا لم تكن موجودة قبل العام 1991، فهي جزء من الإمبراطورية الروسية، كما لا بدّ من أخذ الحقائق الحالية بجديّة، وهي أن أوكرانيا في مرحلة منتصف العمر، وعاد جزء من أراضيها إلى روسيا".
كما رأى مدفيديف أنّ: "الوسيط المستعد للاعتراف بهذه الأشياء الواضحة، لديه فرصة للنجاح، وكلّ من يرى غير ذلك فلا فرصة أمامه"، مشددًا على أنّه: "لا حاجة للمفاوضات الآن، وعلى العدو أن يجثو على ركبتيه متوسلا الرحمة".
ممثلو 40 دولة شاركوا في جدة من دون روسيا
يُذكر أنّه عقد في جدّة- السعودية اجتماع لمستشاري الأمن الوطني وممثلين لأكثر من أربعين دولة ومنظمة دولية، بينها الولايات المتّحدة الأميركيّة والصين والهند من دون مشاركة روسيا، يوما السبت والأحد، في مسعى سياسي جديد لبلوغ اتفاق ينهي الحرب في أوكرانيا.
وتأتي الاجتماعات، والتي استمرت إلى غاية الأحد، في إطار ضغط دبلوماسي كبير من أوكرانيا لحشد دعم يتخطى نطاق الحلفاء الغربيين الأساسيين من خلال التواصل مع دول الجنوب العالمي، كما تواصل السعودية رغبتها في تأدية دور دبلوماسي على الساحة الدولية.
أكد البيان الختامي لمحادثات جدة بشأن أوكرانيا أنّ المحادثات أسهمت في بناء أرضيّة مشتركة للسلام، مضيفًا أنّه اُتفق على استمرار التشاور بشأن الأزمة، والتأكيد على ضرورة الاستفادة من الآراء المقترحة، كما ذكر أنّ الاجتماع تطرق لمقترحات وآراء إيجابية. وكما اتفق المشاركون على أهميّة مواصلة التشاور الدولي وتبادل الآراء بما يسهم في بناء أرضية مشتركة تمهد الطريق للسلام، كما أعربوا عن أهميّة الإفادة من الآراء والمقترحات الإيجابية التي بُحثت في الاجتماع.