الخليج والعالم
"متلازمة واشنطن" محور الصحف الإيرانية
ركزت الصحف الإيرانية على علاقة أميركا مع الجمهورية الإسلامية في إيران حيث وصفتها بـ"متلازمة واشنطن". كما لفتت الصحف إلى تواجد القوات الأميركية في الخليج العربي وعن التحضيرات الإيرانية لمواجهة خطورة هذا التواجد وما يمكن أن ينتج عنه من زعزعة للأمن والاستقرار.
الصحف أشارت أيضًا إلى ازدياد الاحتجاجات في كيان العدو ضدّ حكومة نتنياهو وانعكاساته على تآكل الداخل الصهيوني وتفكك الكيان.
"متلازمة واشنطن"
يومًا بعد يوم، يزداد النقاش بين المحافظين والإصلاحيين -بحسب التسمية الدارجة- حدةً في الجمهورية الإسلامية في إيران، وبعد قرار الحكومة إغلاق المؤسسات والدوائر الحكومية وغيرها يومين متتاليين بسبب ارتفاع درجات الحرارة، انطلقت شرارة نقاش أيضًا بين هذين التيارين، وكتبت صحيفة " كيهان" في نقدها للإصلاحيين الذين تعتبرهم يركّزون مخططاتهم الإصلاحية في دائرة الاتفاق بين طهران وواشنطن: "عندما يكون لديك مطرقة فقط؛ ترى كل شيء على أنه مسمار، هذه قصة الطيف سيء السمعة ذي التوجه الغربي في إيران، والذي ليس لديه فكرة سوى الاتفاق مع أمريكا، وعندما يرون أي مشكلة في البلاد يريدون حلها من خلال اتفاق مع أمريكا، آخر مثال على هذا السلوك يتعلق بإغلاق الأيام الأخيرة في البلاد، وفور إعلان إغلاق يومي الأربعاء والخميس في عموم البلاد، ظهروا في وسائل الإعلام الخاصة بهم وأشاروا إلى زيادة استهلاك الكهرباء في حر الصيف واختلال التوازن بين إنتاج واستهلاك الكهرباء كسبب للإغلاق، كان حلهم هو نفسه كما هو الحال دائمًا، فإن هذا الأمر كما يقولون حدث بسبب العقوبات ونتيجة لقلة الاستثمار الأجنبي في صناعة الكهرباء، ومن أجل حل هذه المشكلة لا بد من التفاوض والتوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة لرفع العقوبات".
ورد "كيهان" على هذه المزاعم بالقول: "كانت هناك مشكلة صغيرة، وهي أنه لم يكن هناك نقص في الكهرباء على الإطلاق؛ في هذه الأيام القليلة، بل تم الإغلاق الوطني يومي الأربعاء والخميس بناءً على طلب وزارة الصحة لحماية صحة الناس في الحرارة غير المسبوقة، حتى المتحدث باسم وزارة الطاقة نفى أي ادعاء بأن هذه الأيام مغلقة بسبب نقص الكهرباء".
وتابعت: "في هذه الأيام ، تحاول بعض الشخصيات ووسائل الإعلام التابعة للحكومة السابقة تسخين نقاش التفاوض المباشر والاتفاق مع الولايات المتحدة، قد يبدو الحديث عن شيء كهذا جذابًا في عام 2012، أثناء بداية أيام عمل الرئيس السابق حسن روحاني في الحكومة الحادية عشرة، ولكن لإثارة الأمر مرة أخرى بعد تجربة دامت 8 سنوات، يجب أن يكون المرء ساذجًا جدًا أو يفترض الجمهور ساذج. وُضعت فكرة التفاوض والاتفاق مع أمريكا على المحك لمدة 8 سنوات في حكومة الشيخ حسن روحاني، وكانت النتيجة الملموسة الوحيدة هي بقاء العقوبات على البلد لما يقرب من عقد من الزمان، فلم يتم رفع الحظر ولم يكن هناك انفراج في معيشة الناس".
وبعد سرد التجربة الفاشلة للاتفاق النووي وكيفية مخالفة الولايات المتحدة لعهودها مع إيران، ختمت صحيفة " كيهان":" هذا جزء من نتيجة اختبار التفاوض والاتفاق مع أمريكا في حكومة روحاني، أولئك الذين يتجاهلون هذا السجل ويسعون لتلميع تجربة هذا المسار مرة أخرى بعد 8 سنوات... فإنهم على الأقل لديهم علامات مرض عقلي، في الأدبيات الطبية، يسمى هذا المرض "متلازمة ستوكهولم"، وهي ظاهرة يشعر فيها الرهينة بالتعاطف والولاء تجاه محتجز الرهائن لدرجة استعداده لتسليم نفسه طواعية لمن يهدّد حياته وممتلكاته وحريته، الآن نشهد طفرة جديدة لهذا الاضطراب العقلي في إيران: متلازمة واشنطن".
الموساد ضد نتنياهو
وفي سياق الاهتمام شبه اليومي للصحف الإيرانية بالشأن الصهيوني، كتبت صحيفة "إيران" اليوم:" بعد الموافقة على البنود الرئيسية لمشروع قانون الإصلاح القضائي المثير للجدل للنظام الصهيوني، تحول الآن التياران المؤيد والمعارض لمشاريع القوانين هذه إلى وزن سياسي شامل وكل منهما يحاول استخدام كل قدراته السياسية والاجتماعية لتحقيق أهدافهما".
وأضافت: "لكن في غضون ذلك، أرسلت حركة المعارضة ومعارضو مشاريع القوانين المذكورة شكاوى إلى المحكمة العليا للنظام الصهيوني لإلغاء قرار الكنيست، [...] إلا أن الكنيست صادق على هذا القانون، الذي يحد من إمكانية إقالة رئيس الوزراء، والآن نتنياهو هو رئيس وزراء الكيان الصهيوني بأصوات 61 نائبا من إجمالي 120 عضوا في الكنيست. وفي الوقت نفسه، تظاهر العشرات من سكان الأراضي المحتلة أمام مبنى المحكمة في القدس المحتلة، وطالبوا بإلغاء القانون المذكور".
وبحسب "إيران": "امتدت الاحتجاجات ضد نتنياهو لتشمل الموساد، فبالإضافة إلى إحالة الشكوى إلى المحكمة العليا للنظام الصهيوني، فإن الثقل السياسي لخصوم الانقلاب القضائي قد أظهر نفسه في شكل احتجاجات جادة في جميع المجالات الاقتصادية والتجارية، الاجتماعية، العسكريية وغيرها، لدرجة أن الموساد أصبح ساحة مواجهة جديدة مع نتنياهو، فبعد إصرار الحكومة المتشددة في النظام الصهيوني على دفع عملية الموافقة على مشروع قانون التغييرات القضائية المثير للجدل أفادت مصادر إخبارية هذه المرة بأن الاحتجاجات قد امتدت إلى مناطق مختلفة من الجيش، وبالخصوص جهاز التجسس التابع لنظام الاحتلال (الموساد)، في هذا الصدد، أعلن ضابطان سابقان في الموساد أن بعض الضباط الحاليين في جهاز المخابرات الإسرائيلي قد انضموا أيضًا إلى الاحتجاجات ضد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو".
يد على الزناد
في نفس الوقت الذي أعلنت فيه الولايات المتحدة أنها سترسل قوات عسكرية إلى الخليج العربي، أبدت بحرية الحرس الثوري الإيراني استعدادها لتأمين الخليج والدفاع عن الجزر الإيرانية من خلال إجراء تدريبات "اقتدار".
وفي هذا الصدد كتبت صحيفة "وطن أمروز": "تم إجراء التدريبات البحرية لقوات حرس الثورة الإسلامية مع التركيز على الدفاع القوي للجزر الإيرانية، وجرت بحضور اللواء حسين سلامي القائد العام للحرس الثوري الإيراني، واللواء علي رضا تنكسيري قائد بحرية الحرس الثوري الإيراني ومجموعة من قادة ومسؤولي القوات المسلحة والسلطات المحلية يوم الأربعاء الماضي".
وبحسب "وطن أمروز": "إن هذا التمرين هو استعراض للقدرة والاستعدادات الدفاعية القتالية لقوات البحرية التابعة للحرس الثوري الإيراني في مجال حماية أمن الخليج والجزر الإيرانية، لكنها في الواقع رسالة لأمريكا وحلفائها لوجودهم في الخليج العربي، وذلك بعد أن أرسلت الولايات المتحدة جزءًا من قواتها إلى الخليج العربي".
كما قال قائد القوات البحرية للحرس الثوري الإيراني على هامش التدريبات: "إن جزر الخليج العربي جوهرة مشرقة ستشرق إلى الأبد على مياه وتربة وطننا الإسلامي، إن جزر الخليج هي شرف الأمة العظيمة لإيران الإسلامية، ونحن أبناء هذه الأمة الغيورة ملزمون بالدفاع عن شرفنا".
وأضاف أنّ "أمن منطقة الخليج مصلحة مشتركة لدول الخليج العربي، فنحن إخوة وجيران، والأمن هنا في صالحنا جميعًا".