الخليج والعالم
ترامب أمام تحدٍ من نوع آخر
وجّهت هيئة المحلفين الفيدرالية الأميركية الكبرى لائحة اتهامات جديدة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تتعلق بالجهود التي بذلها للبقاء في السلطة عبر "التآمر لارتكاب الاحتيال والتلاعب بالشهود والتآمر لعرقلة الإجراءات الرسمية والتآمر على حقوق المواطنين".
وفي هذا السياق، نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تقريرًا حول لائحة التهم الجديدة الموجهة إلى ترامب، مشيرة إلى أنه لم يسبق وأن اتهم أي رئيس أميركي خسر الانتخابات بالتخطيط للتمسك بالسلطة من خلال الخداع والترهيب والذي أدى إلى أعمال عنف داخل أروقة الكونغرس.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ التهم الجديدة هي الأولى التي ترتبط بأفعال أقدم عليها ترامب بينما كان في منصب الرئاسة.
وفي نفس الوقت، نبهت الصحيفة من أنّ إحالة القضية إلى المحكمة قد لا يُعيد ثقة الشارع المؤيد لترامب بالنظام، مضيفة أن الملايين من أنصاره والعديد من الشخصيات القيادية في الحزب الجمهوري إنما تبنوا خطابه عن أنه ضحية. كذلك قالت إن هؤلاء رفضوا مسبقًا التهم حيث اعتبروا أنها مخطط ضده.
وتابعت الصحيفة أن "لائحتي التهم السابقتين أدتا إلى زيادة شعبية ترامب عند أنصار الحزب الجمهوري" غير أنها أردفت أن "ترامب سيكون أمام تحد مختلف في محكمة قضائية خاصة وأن هيئة المحلفين ستتألف من سكان واشنطن والتي هي مدينة ذات غالبية مؤيدة للديمقراطيين والتي فاز ترامب بنسبة خمسة في المئة من أصواتها فقط عام ٢٠٢٠".
وتحدثت عن إمكانية أن يعتمد ترامب استراتيجية تقوم على تأجيل الانتخابات حتى بعد الانتخابات الرئاسية عام ٢٠٢٤ وذلك على أمل فوزه بها كي يلتف على التهم أو يحاول حتى أن يعفو نفسه.
واعتبرت الصحيفة أن "السباق ما بين النظامين القضائي والانتخابي قد بدأ وذلك لتحديد مصير الرئيس السابق"، وعليه قالت "إن الحكم الحقيقي لرئاسة ترامب لم يحن وقته بعد".
هذا وتوقع سوراب أهمير في مقالة نشرت بمجلة "ذا أميركان كونسيرفاتيف" أن يحقق ترامب فوزًا ساحقًا ضد منافسيه الجمهوريين في الانتخابات التمهيدية للرئاسة الأميركية.
وقال الكاتب "إن ترامب يقضي على آمال العديد من النخب من المعسكر المحافظ، وهو حلم يتمثل بإيجاد نموذج بديل عن ترامب يكون أكثر "مسؤولًا" وفي نفس الوقت قادر على استقطاب المشاعر الشعبوية كما يفعل ترامب ولكن بطريقة أكثر "منضبطة"".
وأشار الكاتب إلى استطلاعات تفيد أن ترامب متقدّم على حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس وهو مصنف بأنه أقرب منافسي ترامب ومن الشخصيات البارزة في المعسكر المحافظ حيث أن الاستطلاعات تظهر تقدم ترامب بأكثر من ثلاثين نقطة على ديسانتيس.
وحول أسباب هذا التفاوت بنسب التأييد أشار الكاتب إلى أن ترامب سحق منافسيه من "التقليديين الجمهوريين" عام ٢٠١٦ من خلال رفض سياسة الحزب المعتادة في ملفين، إذ تعهد بحماية الفوائد المكتسبة ووصف الحروب التي شنت في أعقاب هجمات الحادي عشر من أيلول بالكارثة.
واستبعد الكاتب أن تكون الطبقة العاملة في أميركا والتي تتجه أكثر فأكثر نحو الحزب الجمهوري (وفق تعبيره) قد غيّرت موقعها حيال هذه الملفات، مشيرًا في نفس الوقت إلى أن أصوات الطبقة العاملة هي في غاية الأهمية في ولايات وازنة مثل: بنسلفانيا وويسكونسن.
أما ديسانتيس فقال الكاتب "إنه يسود انطباع بأن الأخير لا يتبنى مواقف قوية وثابتة ضد الحروب الخارجية وإن "الشعبوية" بالنسبة له تتمحور فقط كما يبدو حول القضايا الثقافية".
وأفادت وسائل إعلام أميركية أخرى أن هيئة المحلفين الفيدرالية الكبرى وجهت تهمًا جديدة للرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب تتعلق بالجهود المبذولة لإلغاء انتخابات 2020. وقالت: "إنّ الهيئة التابعة للقاضي جاك سميث أعادت لائحة اتهام مغلقة ضد فرد لم يُذكر اسمه في تحقيق متعلق بالانتخابات".
وأشارت إلى أن لائحة الاتهام الجديدة لترامب تتضمن 4 تهم بالتآمر لارتكاب الاحتيال والتلاعب بالشهود والتآمر لعرقلة الإجراءات الرسمية والتآمر على حقوق المواطنين.
وكان الرئيس الأميركي السابق قد قال "إنه علم أن لائحة اتهام جديدة ستوجه له، وتوقع إدانته بتهم فيدرالية تتعلق بأحداث اقتحام الكابيتول".
ورفضت المحكمة طلبًا لترامب بشأن استبعاد مدعٍ عام في التحقيق في انتخابات جورجيا واقتراحه بإلغاء التقرير النهائي لهيئة المحلفين الكبرى ذات الأغراض الخاصة.
ورفض قاضٍ في مقاطعة فولتون بولاية جورجيا الاثنين جهود الفريق القانوني لدونالد ترامب لتقديم أدلة في الاتهام الموجه للرئيس السابق بشأن تدخله لإلغاء انتخابات 2020 في جورجيا، كما رفضت المحكمة طلبًا من ترامب بشأن استبعاد المدعي العام الذي يحقق معه.