معركة أولي البأس

 

الخليج والعالم

تورطٌ أميركي بتدريب انقلابيي النيجر
01/08/2023

تورطٌ أميركي بتدريب انقلابيي النيجر

كشف موقع "ذا إنترسبت" الأميركي أنَّ قائد قوات العمليات الخاصة في جيش النيجر موسى سالو برمو وهو أحد قادة الانقلاب في النيجر (وفق تعبير الموقع) كان قد تدرَّب على أيدي الجيش الأميركي.

وأشار الموقع إلى أنَّ ضباطًا عسكريين دربتهم الولايات المتحدة شاركوا في إحدى عشر عملية انقلاب في غرب أفريقيا منذ عام 2008.

وأضاف أنَّ "برمو التقى الشهر الفائت قائد العمليات الخاصة بالجيش الأميركي جوناثان براغا في إحدى قواعد المسيَّرات الجوية بمدينة أغاديز والتي وصفها الموقع أنها صلة الوصل للقواعد الأميركية في غرب أفريقيا". 

هذا وتابع الموقع نقلًا عن مسؤول أميركي بأنَّ برمو تدرَّب في جامعة الدفاع الوطني في واشنطن، لافتًا إلى أنَّ ضباطًا دربتهم الولايات المتحدة نفذوا ست عمليات انقلاب على الأقل في كل من بوركينا فاسو ومالي منذ عام 2012، وبأنَّهم شاركوا أيضًا في انقلابات حصلت في غامبيا وغينيا وموريتانيا، فضلًا عن النيجر.

كذلك أوضح الموقع أنَّ أكثر من خمسمئة مليون دولار من أموال الضرائب منذ عام 2012 ذهبت إلى النيجر ما يجعل برنامج المساعدات هذا من الأكبر في منطقة جنوب الصحراء.

وأشار الموقع أيضًا إلى تقرير لمركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية التابع لـ"البنتاغون" والذي جاء فيه أن عاميْ 2002 و2003 شهدا تسع هجمات إرهابية في القارة الأفريقية بأكملها مقابل 2737 هجمة العام الماضي فقط في بوركينا فاسو ومالي وغرب النيجر لوحدهم.

كما تحدث عن قيام القوات الأميركية بالنيجر بتدريب الجنود هناك، وعن وجود أكثر من ألف جندي أميركي في البلد الافريقي تزامنًا مع انتشار القواعد الأميركية هناك.

ونقل الموقع عن ستيفاني سافيل وهي مديرة مشروع "تكاليف الحروب بجامعة براون الأميركية" قولها "إن العوامل الرئيسية التي تؤجج النزاع في النيجر ومنطقة الساحل هي ليست ذات طابع عسكري، إذ إنها تنبع من الاستياء الشعبي من الفقر والإرث الاستعماري والتوتر السياسي والعرقي وغيره".

كما نقل عنها أنَّ الحكومة الأميركية وبدلًا من معالجة هذه القضايا إنما تضع أولوية على إرسال السلاح وتمويل وتدريب جيوش المنطقة ما يؤدي إلى تداعيات سلبية جدًا تتمثَّل في تقوية القوات الأمنية على حساب المؤسسات الحكومية الأخرى.

"صوفان": روسيا تستعد للاستفادة ممّا يحدُث في النيجر 

من جهتها، تحدثت مجموعة "صوفان" عن استعداد روسيا للاستفادة مما يحدث في النيجر، مستبعدة في الوقت نفسه أن تكون موسكو "حرّضت الانقلاب".

وأشارت المجموعة إلى أنَّ الرئيس المخلوع محمد بازوم والمسؤولين في حكومته نسَّقوا مع فرنسا والولايات المتحدة ودول أوروبية من أجل التصدي "للتهديد الجهادي" وفق تعبيرهم، إلا أنَّ النيجر اشترت كذلك المعدات العسكرية من روسيا وتركيا. 

كما بيَّنت أنَّ جيش النيجر تلقى التدريب من كل من الولايات المتحدة وفرنسا وكندا والجزائر وبلجيكا، وأشارت إلى دعم فرنسي متواصل لجيش النيجر حيث كان هناك بين 1000 و1500 جندي فرنسي في البلاد.

وأضافت المجموعة أنَّ سياسات الحكومات الغربية التي اعتمدت بشكل كبير على العامل العسكري أدَّت إلى تقوية نفس القادة العسكريين الذين بدأوا يبتعدون عن واشنطن ويعزِّزون العلاقة مع موسكو، منبهةً إلى أنَّ ذلك لا ينطبق على النيجر فحسب بل على بلدان أفريقية أخرى عدة أيضًا.

ولفتت "صوفان" إلى أنَّ الدول الغربية قد تبدو ضعيفة على الأرض في دول منطقة الساحل، ذاكرةً أنَّ البرامج والأموال الغربية ستواجه تحديًا يتمثل بحملات التضليل الروسية (وفق تعبير المجموعة)، كما نبَّهت من أنَّ باريس وواشنطن ستدفعان ثمنًا سياسيًا باهظًا وستخسران النفوذ في حال عدم التكيُّف مع التطورات الجديدة في الساحل.

إقرأ المزيد في: الخليج والعالم