الخليج والعالم
صحف إيرانية: أميركا و"إسرائيل" في مأزق استراتيجي
سلّطت صحف إيرانية صادرة صباح اليوم الاثنين (31/7/2023) الضوء على أبرز القضايا الاجتماعية جدلًا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية وهي قضية الإسكان، إذ تعد هذه الأزمة وما نتج عنها من مشاكل لجهة ارتفاع الإيجارات وأسعار الشقق والبيوت إلى غيرها من الأمور إحدى الأزمات التي شكلت تحديًا لكل الحكومات التي توالت.
وفي هذا السياق، أشارت صحيفة "وطن أمروز" إلى أن "الرئيس الإيراني السيد إبراهيم رئيسي تحدث خلال اجتماع للمجلس الأعلى للإسكان عقد صباح أمس الأحد عن جهود البنوك في تمويل بناء المساكن، معتبرًا أن "توفير السكن للمواطنين من الأولويات المهمة للحكومة"، لافتًا إلى "جدية الوزارات المعنية في الإجراءات المتخذة في نقل الأراضي وبناء المساكن من قبل المؤسسات المختلفة، كما أكدت البنوك والإدارات المختلفة أيضًا استمرار هذه الإجراءات في شكل حركة إسكان وطنية"".
وبحسب الصحيفة، رأى السيد رئيسي أنّ "توفير الأرض لبناء المساكن من ضرورات تحقيق أهداف الحركة الوطنية للإسكان"، وذكر أنه "تم اتخاذ خطوات جيدة في هذا السياق"، مطالبًا "الجهات التنفيذية بالتصرف بشكل أسرع لحل المشكلة وأداء مهامها في هذا المجال".
وأضافت الصحيفة أن "السيد رئيسي شدد على أهمية الدفع في الوقت المناسب لمنشآت بناء المساكن"، وقال "إنه وفقًا للقانون تلتزم البنوك بتخصيص 20% من التسهيلات المصرفية لبناء المساكن"، وأوضح: "إذا كانت البنوك غير قادرة على سداد التسهيلات إلى الحد الذي حدده القانون لهم يجب أن يعلنوا بوضوح للناس ويتصرفوا وفقًا للمبلغ الذي يمكن دفعه".
وطلب السيد رئيسي من وزراء الطرق والتنمية العمرانية والعمل والرعاية الاجتماعية والداخلية عقد اجتماع مشترك للتحقيق في مسألة التأمين لعمال البناء بشكل عاجل، وإيجاد سبل لمساعدة الحكومة على ذلك.
الانتخابات من الاستقرار إلى التحوّل السياسي
من جهة أخرى، أشارت صحيفة "مردم سالاري" الإصلاحية اليوم إلى "النقاش الذي يزداد حدّة حول الانتخابات"، وقالت: "بسبب الدور المتزايد للانتخابات في عملية التطور السياسي، تضاعفت أهمية بحث وتحليل السلوك الانتخابي في إيران، إذ لعبت هذه الانتخابات في فترات مختلفة بعد انتصار الثورة الإسلامية دورًا أساسيًا في الحياة السياسية للبلاد، وكانت في الواقع أهم آلية لمشاركة الجماعات السياسية."
الصحيفة تابعت: "يمكن اعتبار مناقشة الانتخابات البرلمانية الإيرانية أهم جانب موضوعي وعملي للسيادة الشعبية الدينية في النظام السياسي الإيراني، والتي لها علاقة عميقة لا تنفصل مع جانبها المهم الآخر، وهو أسلمة النظام"، وأضافت: "يمكن تتبع هذه الأهمية وتقييمها من خلال أبعاد مختلفة، في الواقع، فإن الانتخابات البرلمانية في جمهورية إيران الإسلامية ليست مجرد عمل سياسي عام لتحديد الممثلين في فترة 4 سنوات (والتي تحدد جزءًا مهمًا من مصير البلاد ومصائرها بأبعاد مختلفة)، بل إن هذه الانتخابات هي:
أولاً - عامل أساسي في تحديد وزن وموقع الحركات والجماعات السياسية التي تطالب بالسلطة وإدارة البلاد في منافسة جادة وشاملة.
ثانيًا - تنافس يتم فيه مناقشة العديد من القضايا والمشاكل الرئيسية وتقييم وجهات النظر المختلفة.
ثالثًا - تعتبر الانتخابات منبر أساسي لكشف وجهات نظر وآراء مختلف الفئات والشرائح الشعبية في ما يتعلق بالخطابات المطروحة في مجال الإدارة العليا والاستراتيجية للنظام والقضايا والتحديات الرئيسية التي تواجه الدولة.
رابعًا- الآثار العميقة للانتخابات في إيران من منظور السياسة الخارجية للنظام هي أيضًا مهمة جدًا وإجراء انتخابات بمشاركة الناس والجماعات السياسية على الساحة الدولية يشكل رسالة قبول نظام الانتخابات كحدث سياسي مهم وحاسم في أي نظام سياسي ديمقراطي.
وبحسب "مردم سالاري"، "من الوظائف الحاسمة المتعلقة بالانتخابات والآلية الانتخابية هي ترسيخ أمن واستقرار النظام السياسي، مثل القدرة على التكيف مع التغيرات، وتجنب الصراعات العنيفة. ومع ذلك، فإن إحدى المشكلات الخاصة التي واجهتها بعض الدول في سعيها لاستخدام العمليات الانتخابية هي خلق الاضطراب والفوضى السياسية نتيجة المنافسة غير الصحية وغير المتوازنة بين مختلف الفئات السياسية والاجتماعية، ما أدى إلى قلب عملية المنافسة الانتخابية إلى صراعات مزمنة، أحيانًا تصبح لا نهاية لها".
وتابعت الصحيفة أن "أحد الأساليب الانتخابية غير الصحية التي تسبب تحديات للأمن القومي في إيران هي بعض المحاولات لمضاعفة حرق شعبية النظام أثناء المنافسات الانتخابية، وفي هذا السياق يحاول الأعداء جعل فرصة الانتخابات والمشاركة القصوى للشعب في الانتخابات ضعيفة للغاية، إذ يتم تصوير بعض المرشحين البارزين كممثلين للنظام والبعض الآخر كممثلين عن الشعب أو معارضين للنظام، هذا الأمر المدمر يؤسس لتوترات نفسية وسياسية في المجتمع".
أميركا متفاجئة من سياسة إيران في المنطقة
هذا وأشارت صحيفة "إيران" إلى أن الولايات المتحدة الأميركية ضاعفت في الأشهر الأخيرة جهودها لإعادة حلفائها العرب إلى الجبهة الغربية، في ظل التوتر المستمر مع القوات العسكرية الإيرانية في مياه الخليج، ولكنها فشلت في ذلك".
ونقلت الصحيفة عن الخبير في الشؤون الإقليمية سيد رضا صدر الحسيني قوله إن "المأزق الاستراتيجي الذي تواجهه حكومتا الولايات المتحدة والكيان الصهيوني في الآونة الأخيرة أجبرهما على السعي لزيادة مستوى التوتر في منطقة الشرق الأوسط من أجل تحويل الرأي العام"، مضيفًا أن "الهشاشة التي نشأت داخل الكيان لم يسبق لها مثيل في الـ 75 سنة الماضية، كذلك فإن الظروف الداخلية لإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن أفقدتها النجاحات السابقة أمام منافسيها الشرقيين، ما أدى إلى تطورات خطيرة منها انسحاب الإمارات من التحالف البحري الأميركي في الخليج بل ومطالبتها إنشاء قوة بحرية مشتركة بهدف ضمان الأمن البحري في الخليج مع إيران والسعودية وعمان".
وبحسب الصحيفة، ذكر الحسيني أنه "بصرف النظر عن السياق الأمني، فإن الوضع الاقتصادي ليس جيدًا جدًا بالنسبة لأميركا، لقد خسر الأميركيون رسميًا المنافسة الاقتصادية أمام منافسيهم الصينيين في المنطقة لعدة سنوات، لكن لم يكن يُعتقد أن تراجع النفوذ الأميركي في منطقة غرب آسيا سيحدث بهذه السرعة، لذلك فإن الإجراءات الأخيرة للولايات المتحدة في سياق التهديدات المتزايدة في منطقة غرب آسيا، بما في ذلك إرسال مقاتلين وتحرك مدمرات أميركية في منطقة الخليج وزيادة العدوان الإسرائيلي ضد المقاومة، أظهر أن الجانبين يعيشان ظروفًا مختلفة تمامًا مقارنة بالعقد الماضي، ولا خيار أمامهما سوى نقل الأزمات الداخلية إلى خارج بلادهما".
وختم الحسيني قائلًا: "إن التقارب بين إيران والسعودية أثار عداء الدول الغربية والتابعة للغرب، ومحور القضية كانت أنه لا يمكن للسعودية أن تتجاهل نفوذ الجمهورية الإسلامية في المنطقة خاصة أنها تكبدت الكثير من التكاليف في السنوات الأخيرة بسبب نهجها المعادي مع إيران، ما استدعى بشكل واضح تغيير النهج المتبع تجاه طهران، وهذا الأمر امتدّ إلى دول عربية أخرى كأحجار الدومينو، واتجهوا أيضًا نحو إيران، وهذا الأمر فاجأ أميركا وأجبرها على إيجاد حل".