الخليج والعالم
تفاصيل تفكيك أكبر خلية إرهابية بإيران وعلاقتها بكيان العدو
في ظلِّ ما يعانيه الكيان الصهيوني من انقسامٍ حادٍ وتظاهرات، وتفككٍ لجيشه المهزوم، وجَّهت الجمهورية الإسلامية الإيرانية ضربةً جديدةً له بعد تفكيكها أكبر خلية إرهابية مرتبطة به، كانت تنوي القيام بعمليات تخريبية في مختلف المحافظات، من ضمنها محاولة تفجير ضريح الشهيد القائد الحاج قاسم سليماني الذي ما زالت إنجازاته تؤرق العدو على صعيد محور المقاومة عمومًا، وفي غزة والضفة خصوصًا، ذلك ما تجلى في هزائمه المتتالية أمام المقاومة الفلسطينية.
وكشف مصدر أمني إيراني مطلع تفاصيل جديدة عن أكبر خلية إرهابية مرتبطة بالكيان الصهيوني تم تفكيكها داخل البلاد خلال العقدين الأخيرين.
وكانت وزارة الأمن الإيرانية قد أعلنت رصد واعتقال خلية إرهابية داخل البلاد، على صلة بالكيان الصهيوني، وكانت تنوي القيام بعمليات تخريبية في مختلف المحافظات.
وحول الإجراءات التي أفضت إلى اكتشاف هذه الخلية الإرهابية وكيفية التعرف على أعضائها، قال المصدر المطلع: "إننا أمام نقلة في طريقة تصرفهم في التعامل مع الثورة المضادة. في الآونة الأخيرة، تسعى هذه الحركات المعادية إلى تشكيل خلايا إرهابية مختلفة داخل البلاد من خلال الشبكات الافتراضية".
وأضاف أنَّ "ما تم الإعلان عنه كان بمثابة ضربة وجهناها مؤخرًا إلى أكبر شبكة إرهابية نشطة في البلاد خلال العشرين عامًا الماضية. كانت نية هذه الخلايا المختلفة هي تأجيج العنف وإثارة حرب أهلية في إيران".
وأشار المصدر الأمني إلى أنَّ "قادة هذه الخلايا تمركزوا في دول الجوار وقاموا بتوفير الأسلحة والمعدات اللازمة من نفس الدول لعملائهم الداخليين. أهم ما يميز هذه الحركات المعادية هو رغبتها القوية في القتل وزيادة نطاق العنف في المجتمع الإيراني".
وأضاف: "تعود جذور القضية إلى العام الماضي، عندما اتبعت الثورة المضادة بشدة النهج المناهض للدين، وبعد ذلك سعت بعض الشبكات لمواصلة نفس النهج في الفضاء الافتراضي. في هذا الصدد، وجَّه اثنَان من العملاء المعادين للثورة أنشطتهم في الفضاء الافتراضي نحو تشكيل شبكات اجتماعية للأعمال الإرهابية".
وتابع: "شاهين زحمت كش" باسم "شاهين لو" في الفضاء الافتراضي كان أحد هذين الشخصين. ولد "شاهين لو" في عام 1983 في السجن عندما كانت والدته في السجن بتهمة الانضمام إلى زمرة المنافقين الإرهابية، وكان والده من المنافقين الذين تم إعدامهم عام 1982، والشخص الآخر في الحركات المناهضة للثورة في الفضاء الإلكتروني هو "تدين طهماسبي"، وهو موظف سابق في وزارة الخارجية فر من البلاد".
وأشار إلى أنَّ "الإرهابي الهارب "تدين طهماسبي" قال في مقابلته الإعلامية، إنَّه تحت حماية الشرطة الهولندية وأن الشرطة الهولندية اتخذت إجراءات لضمان أمنه، أو شخص آخر في الدنمارك تحت حماية الحكومة بنفس الأساليب. يجب أن تعلم هذه الحكومات أن هذا الدعم لن يكون بدون ثمن".
وتابع المصدر المطلع: "شاهين لو" ذهب إلى الدنمارك عام 2016، ومن هناك حاول أن يكون فعالًا من خلال تنظيم بعض الأشخاص في الداخل وتوجيههم للقيام بأنشطة إرهابية. طبعًا لم تكن بداءة هذا النشاط فعالة جدًا، واقتصرت على وضع الأعلام وإضرام النار في أجهزة الصراف الآلي وغيرها، ومنذ البداءة تم توجيه ضربة إليهم من قبل أجهزة الأمن. ومن المثير للاهتمام، من بين الأعلام المثبتة، تم التأكيد على علم الكيان الصهيوني وعلم أنصار الملكيَّة من قبل هذه الحركة. لكن ما تسبَّب في توجيه ضربة إلى عناصر هذه الشبكة هو أنهم دخلوا بعد فترة في المرحلة الإرهابية، وكان أول عمل لهم محاولتهم تفجير ضريح الحاج قاسم سليماني، والسبب في هذا الموضوع هو أهمية الحاج قاسم سليماني الذي يعتبر رمز النضال ضد الكيان الصهيوني، وهذه الحركات أرادت أن تأخذ رمزًا مهمًا وتستخدمه في عملياتها النفسية".
وعن العمليات الأخرى لهذه الخلية الإرهابية، قال المصدر الأمني: "عملية أخرى حاولت هذه الخلية تنفيذها هي محاولة تفجير مركز تقوية ضغط الغاز على بعد 50 كيلومترًا من ياسوج (مركز محافظة كهيكيلوية وبوير أحمد جنوب غرب البلاد) بالتزامن مع زيارة رئيس الجمهورية السيد إبراهيم رئيسي لهذه المحافظة الأسبوع الماضي".
ولفت إلى أنَّه "إذا حدث ذلك، فإن إمدادات الغاز ستتعطل في بعض أجزاء البلاد. وهناك صورة ضبط سيارة من طراز "برايد" سوداء اللون، مرتبطة بهذا الحادث. حيث كانت هذه السيارة مجهزة بالكامل، تم تزويدها بإمكانيات رفاهية للبقاء داخل مقصورتها، بالإضافة إلى تثبيت معدات حديثة لتسجيل "GPS" وإرسال صور الأقمار الصناعية وما إلى ذلك. وكانت طريقة عمل هذه الخلايا الإرهابية بأن تضع الذخيرة بداءةً في بعض المناطق ثم يقوم فريق العمليات باستخراجها لاحقًا من هذه الأماكن، وكانوا جاهزين لتنفيذ العمليات، وتم القبض على هذا الشخص عندما أراد استخراج هذه الذخيرة".
وأردف المصدر المطلع: "هذه الشبكة الإرهابية لديها مستودعات ذخيرة في مختلف المحافظات. على سبيل المثال، كان لديها أكثر من 80 مستودعًا في طهران، تم اكتشافها جميعًا وضبطها، أو في محافظة فارس جرى اكتشاف وضبط أكثر من 100 مستودع أيضًا. سعت هذه الشبكة الإرهابية في محافظة كرمان إلى تفجير بعض المحلات بالقنابل، لكن تم توجيه ضربة إليها هناك مرة أخرى، ولم تتمكن من فعل أي شيء".
عن المعدات التي تم ضبطها وطريقة عملها، كشف المصدر الأمني أنَّه "جرى ضبط العديد من المعدات، بما في ذلك 43 قنبلة جاهزة للانفجار، و55 عبوة ناسفة، و20 قنبلة رمي على التجمعات، وأكثر من 100 كيلو من المواد المتفجرة مثل الكبريت، والمغنيسيوم، واليوريا، ونترات البوتاسيوم، وحمض الكبريتيك، وبيروكسيد الهيدروجين 35%، و18 مجموعة إلكترونية و5 أجهزة تحكم عن بعد بمدى عالٍ (600 متر) و25 متر فتائل، و4 مسدسات ومسامير برشام يدوية متعددة لإيقاف الشرطة وغيرها من الوسائل. واعتاد هؤلاء الأشخاص ملء الحاويات التي نُشرت صورها بمواد C4، ومن خلال إحداث أخاديد على جسم هذه القنابل، تصبح الشظايا أصغر وتكون أكثر فتكًا أثناء انفجار هذه القنابل. كما أن هذه القنابل صنعت من مواد كيماوية، بمقدورها أن تؤدي أثناء الانفجار إلى ذوبان الأشخاص المحيطين بهذه القنابل بسبب الحرارة العالية، ومرة أخرى سيزداد عامل فتك هذه القنابل".
وحول الدعم المالي لهذه الشبكة الإرهابية، أوضح أنَّه جرى إيداع مبالغ كبيرة من الودائع لأشخاص مختلفين، وحتى الآن تم تحديد 700 مليون تومان من هذه المبالغ.
وأكَّد المصدر المطلع أنَّ كل أجهزة الأمن في البلاد تعمل ليلًا نهارًا، ولن تسمح بأن يتضرر الشعب الإيراني من هذه الحركات الإرهابية، وكل شخص وحركة ودولة تقف إلى جانب الإرهابيين ستدفع الثمن.
إقرأ المزيد في: الخليج والعالم
24/11/2024
مادورو يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
24/11/2024